تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم إن من أهم مقاصد كتب شروح الحديث - على كثرة مقاصدها - هو شرح الكلمات الغريبة الواردة في الأحاديث المشروحة.

كتب مختلف الحديث (40) وكتب مشكل الحديث

هذا اسم للفن أو الكتب التي تعنى بدفع ما قد يظهر من اختلاف وتناقض بين الأحاديث، وقد سوى بعضهم بين مختلف الحديث ومشكله، ولعل الأقرب أن الأول أخص من الثاني من جهة نوع الجهتين اللتين يقع بينهما الاختلاف، وأعم منه من جهة قدر الاشكال الموجود فيه، فيطلق اسم مختلف الحديث على اختلاف الأحاديث فيما بينها سواء كان ذلك الاختلاف شديداً أو غير شديد، ولكن لا يدخل في هذا الفن أحاديث الأحكام التي يجمع بينها الفهقاء بتقييد أو تخصيص أحد الحديثين بالآخر؛ ولا يطلق مشكل الحديث إلا على ما كان الاشكال فيه كبيراً لا يوفق إلى حله إلا أفراد من العلماء، سواء كان ذلك الاشكال ناشئاً عن مخالفة الحديث لآية أو لحديث آخر صحيح أو لتاريخ ثابت أو لقاعدة مقررة أو لعقل صريح (41)، أو عن مخالفة بعض الحديث لبعض آخر منه؛ ولكن بعض المصنفين في هذين البابين توسعوا فأدخلوا ما ناسب المعنيين المذكورين أو قاربهما.

تنبيه: ظاهر عبارة ابن حجر في النخبة أنه يقصر (مختلف الحديث) في الحديث المقبول الذي عارضه مثله معاضة ظاهرية وأمكن الجمع؛ فقد قال: "ثم المقبول إن سلم من المعارضة فهو المحكم، وإن عورض بمثله فإن امكن الجمع فمختلف الحديث، أو لا وثبت التأخر فهو الناسخ والآخر المنسوخ، والا فالترجيح ثم التوقف". انتهى.

وأما ابن الصلاح فذكر في نوع (معرفة مختلف الحديث): ما أمكن فيه الجمع، وما لم يمكن مما قيل فيه بالنسخ أو بالترجيح؛ وهذا موافق لصريح مقال وصنيع كل من الامام الشافعي في كتابه (اختلاف الحديث)، وابن قتيبة في كتابه (تأويل مختلف الحديث) (42).

وقال شعيب الأرنؤوط في مقدمته لكتاب (مشكل الآثار) للطحاوي (ص3م) عقب شيء نقله عنه: (وبيِّنٌ من كلامه هذا أن الأحاديث الصحيحة التي تتضمن معاني مشكلة أو تحتوي على أحكام فيما يبدو للمجتهد متعارضة هي الغرض الرئيس الذي ألف من أجله كتابه هذا، وصنيعه هذا قريب مما أُطلقَ عليه (علم اختلاف الحديث) وهو علم يبحث فيه عن التوفيق بين الأحاديث المتناقضة ظاهراً إما بتخصيص العام تارة أو بتقييد المطلق أو بالحمل على تعدد الحادثة أو بغير ذلك من وجوه التأويل والترجيح والتوفيق، إلا أن شرح المشكل أعم من هذا ومن الناسخ والمنسوخ، لأن الإشكال – وهو الالتباس والخفاء – قد يكون ناشئاً من ورود حديث يناقض حديثاً آخر من حيث الظاهر أو من حيث الحقيقة ونفس الأمر، وقد ينشأ الاشكال من مخالفة الحديث للقرآن أو اللغة أو العقل أو الحس.

والمؤلف [يعني الطحاوي] يرفع هذا الاشكال إما بالتوفيق بين الحديثين المتعارضين أو ببيان نسخ في أحدهما أو بشرح المعنى بما يتفق مع القرآن أو اللغة أو العقل، أو بتضعيف الحديث الموجب للإشكال وردِّه أو بغير ذلك).

كتب شروح الأحاديث

كتب شروح الأحاديث مقاصدها متعددة وغير منضبطة، فهي تشمل في أحيان كثيرة مسائل من أكثر أصول وفروع علم الحديث أي ما تقدم ذكره من أنواع كتب الحديث، مضافاً إليها مسائل كثيرة من العلوم الأخرى كالعربية والفقه وأصوله والعقيدة والتفسير والتزكية وغيرها.

ومن أفضل هذه الكتب أعلام السنن للخطابي ومعالم السنن له أيضاً وهو شيخ الشراح وكتابه الأول شرح لصحيح البخاري والثاني شرح لسنن أبي داود؛ والتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر، وشرح القاضي عياض على صحيح مسلم، وشرح ابن القيم على مختصر سنن أبي داود للمنذري، وشرح ابن رجب على صحيح البخاري ولكنه ناقص، وشرحه على سنن الترمذي وهو من أجل كتب المتأخرين ولكنه فقد، وما أعظم المصيبة بفقده، وبقي شرح ابن رجب على علل الترمذي الملحق بآخر سننه؛ وشرح ابن حجر على صحيح البخاري وهو كتاب حافل كثير النفع وهو في غاية الشهرة.

********************************

الهوامش:

(1) والأصل في هذا العمل كتب الفهارس، ولكن كثيراً من الفهارس المختصة بكتاب واحد ألحقت بأصولها فطبعت بذيولها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير