تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الدكتور وليد العاني رحمه الله في (منهج دراسة الاسانيد والحكم عليها) (ص40 وما بعدها) مبينا شرط ابن حجر فيمن يقول فيهم في التقريب (مستور): «وابن حجر اعتمد في هذه المرتبة اعتماداً واسعاً على كتابي البخاري وابن أبي حاتم، فمن روى عنه اكثر من واحد وسكتا عنه وتابعهما غيرهما في هذا السكوت جعله من هذه المرتبة 0000 وقد يدخل ابن حجر في هذه المرتبة من يسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم ويذكره ابن حبان في الثقات اذا كان من غير التابعين، ممن لم يعرفهم ابن حبان نفسه 0000 وقد يدخل فيها ايضا من جهله ابن ابي حاتم وابن المديني او ابن القطان الفاسي، وهؤلاء الثلاثة يطلقون لفظة مجهول على مجهول الحال ولا يفرقون بين مجهول ومجهول الحال في الغالب 0000 وكذا يدخل في هذه المرتبة من جهله غير هؤلاء ممن هو على هذا المذهب في عدم التفرقة بين مجهول ومجهول الحال، مثل الخطيب البغدادي وابن حزم والذهبي 0000 وكما علمنا إن ابن حجر قد يدخل في هذه المرتبة من ذكره ابن حبان في ثقاته من المتأخرين ولم يتابع على هذا التوثيق، فهو توثيق غير معتبر عند ابن حجر، فكذلك يدخل في هذه المرتبة من ضعف ممن لا يعتبر بتضعيفه ولم يتابع على هذا التضعيف مثل الازدي 0000 وهكذا نعلم من هذا الاستعراض الموجز ان ابن حجر كان منهجياً مدققاً في الحكم على الراوي بهذه المرتبة، وكان متمشياً مع قواعد منضبطة غير مختلفة بعضها سبق اليها والبعض الآخر أداه اليه اجتهاده وتحريره».

************

المرتبة الثامنة

قال رحمه الله: «الثامنة: من لم يوجد فيه تضعيف لمعتبر، ووجد فيه اطلاق الضعف ولو لم يفسر، واليه الاشارة بلفظ: ضعيف».

قلت: المعروف أن من قال فيه ابن حجر (ضعيف) ولم يقيدها بتوكيد ولا نحوه مما يدل على شدة الضعف، فإنه يصلح عنده ـ وعند سائر المتأخرين ـ للمتابعات والشواهد، ولكن صاحبي (تحرير التقريب) خالفا في استعمال هذه الكلمة فقالا (1/ 48): «ومن قلنا فيه ضعيف فحديثه ضعيف لا يصلح للمتابعات ولا للشواهد، ومن قلنا فيه متروك أو منكر الحديث فحديثه ضعيف جداً لا يقوى بالمتابعات ولا بالشواهد».

وقالا (1/ 47): «وقد قمنا أيضاً بدراسة من قال فيه (ضعيف)، فمن كان منهم يصلح للمتابعات والشواهد ألحقنا به عبارة (يعتبر به)، وما سكتنا عنه أو قلنا: (ضعيف) فهو لا يصلح للمتابعات ولا للشواهد» (20).

وهذا قد يوهم أن من قال فيه ابن حجر (ضعيف) فهو عنده غير صالح لمتابعة أو شاهد، إذ أنهما لم يذكرا أن اصطلاحهما في كلمة (ضعيف) مخالف لاصطلاح ابن حجر فيها وهما في معرض تحرير كتابه والاستدراك عليه. والحق أن اصطلاحه فيها غير اصطلاحهما بدلالة عمل ابن حجر نفسه وطريقته في كتبه التي تكلم فيها على الأحاديث: التلخيص الحبير والدراية وتخريج الاذكار وفتح الباري وغيرها، وبدلالة أقواله الصريحة في ذلك، كقوله في الفتح (4/ 157): «الضعيف يصلح للمتابعة»، وقوله فيه أيضاً (3/ 99): «الضعيف بتعدد الطرق يرتقي إلى درجة الحسن» (21).

***********

المرتبة التاسعة

قال رحمه الله: «التاسعة: من لم يرو عنه غير واحد (22) ولم يوثق (23)، وإليه الاشارة بلفظ مجهول».

هل هذه من مراتب الترك أم الاستشهاد عند ابن حجر؟ هذا ما لم يصرح به، ووضعه لهذا الصنف من الرواة بين مرتبة الضعيف التي يظهر أنه يستشهد بها عنده ومرتبة المتروك التي لا تصلح للشهادة قد يشعر بأنه متردد في حكم هذه المرتبة.

وقال أبو الحسن في (اتحاف النبيل) (ص39): «أما مجهول العين فلا يصلح في الشواهد والمتابعات الا اذا كثرت الطرق كثرة يترجح لدى الباحث صحة الحديث وثبوته 000 وان كان الشيخ الالباني في بعض المواضع يستشهد بهما فلا يسلم له، مع أنني قد سألته 000على [كذا] نفس هذه المسألة فقال: إن المنقطع لا يتقوى بالمنقطع، ومجهول العين لا يتقوى بمجهول العين الا اذا كثرت الطرق كثرة تطمئن النفس على [كذا] ثبوت الحديث بها». ثم ذكر أبو الحسن في الاستشهاد بالمجاهيل شروط وتفاصيل ولكنها عندي تشبه التحكم لخلوها من الدليل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير