تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 01 - 07, 02:07 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذا الاختيار الموفق.

وجزاك.

ولقد طالعت اليوم المجلد الثاني من (إتحاف النبيل) لأبي الحسن السليماني حفظه الله، وقد وقفت عليه مؤخراً، أعني بعد كتابة أصل هذا البحث، بخلاف المجلد الأول من الكتاب، فإني كنت وقفت عليه قبل ذلك مستنسَخاً عن الطبعة القديمة، فوجدت فيه - أعني في المجلد الثاني - هذا التحقيق المتعلق بموضوعنا هذا، فنقلتُه رجاء تكميل جوانب البحث، فدونك تحقيقه، وهو إجابة لسؤال في هذه القضية:

جاء في (إتحاف النبيل) (2/ 255 فما بعدها):

س230: إذا قال الحافظ ابن حجر في (التقريب) في أحد الرواة: "صدوق يهم"، أو "صدوق يخطئ"، فهل نحتج بروايته، أم نتوقف فيها حتى نرى لها متابعاً؟

ج230: معلوم أن الحافظ رحمه الله يُلخِّص في "تقريبه" أقوال أئمة الجرح والتعديل التي يذكرها في كتابه "تهذيب التهذيب"؛ والأصل في أحكام الحافظ في "التقريب" أنه متبع لاصطلاح أهل العلم في وضع كل لفظة في مرتبتها التي تليق بها؛ وقد نظرت في أقوال الحافظ وصنيعه، فرأيت أن قوله "صدوق يهم أو يخطئ" وما في معنى ذلك، يكون في الرواة الذين لا يُحتج بهم بمفردهم.

فإذا سلمنا للحافظ حكمه على الراوي، فالراوي ممن لا يُحتج به؛ لكن إذا نازعنا الحافظ في حكمه على الراوي وظهر لنا أنه قد تسامح مع الراوي، أو أنه قد بخس الراوي حقه، فهذا أمر آخر.

ومن الأدلة على ما قررته هنا ما يلي:

أولاً: أن الحافظ رحمه الله قسم الرواة إلى اثنتي عشرة مرتبة:

أولها: الصحابة رضي الله عنهم.

والثانية: من أُكد مدحه بأفعل، كأوثق الناس، أو بتكرير الصفة لفظاً، كثقة ثقة، أو معنى، كثقة حافظ؛ وهؤلاء هم أهل الدرجة العليا في الحديث الصحيح.

الثالثة: من أفرد بصفة، كثقة .... ؛ وهؤلاء هم أهل الدرجة الدنيا في الحديث الصحيح.

الرابعة: من قصر عن درجة الثالثة قليلاً، وإليه الإشارة بصدوق، أو لا بأس به .... ، وهؤلاء هم أهل الحديث الحسن.

الخامسة: من قصر عن الرابعة قليلاً، وإليه الإشارة بـ "صدوق سيء الحفظ "، أو "صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بآخره "؛ قال: ويلتحق بذلك من رُمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم، مع بيان الداعية من غيره؛ ثم ذكر السادسة وما بعدها حتى نهاية المراتب.

فتأمل تقسيمه لمرتبة الصحيح، إلى مرتبتين، وهما الثانية والثالثة، ولم يقل في الثالثة: "من قصر عن الثانية قليلاً "، كما قال في الرابعة " من قصر عن الثالثة قليلاً "، ولا يقصر عن درجة الصحيح إلا الحسن لذاته، والحافظ رحمه الله ممن يقول بالحسن لذاته والحسن لغيره [يعني أنه يقسم الحسن إلى هذين النوعين، فهو يفرق بينهما]؛ وبعدما ذكر مرتبة الحسن لذاته - وهي الرابعة - قال: "الخامسة: من قصر عن الرابعة قليلاً "، ولا يقصر الراوي عن مرتبة الحسن لذاته ومع ذلك يبقى حديثه من قسم الحسن لذاته محتجاًً به!.

فتأمل قوله "من قصر عن .... " في المرتبة الرابعة والخامسة تعلم صحة ما قررتُه.

ثانياً: وتأمل أيضاً جميع الألفاظ التي عدها الحافظ ابن حجر في لمرتبة الخامسة، وهي "صدوق سيء الحفظ "، أو "صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بآخره "؛ فأقول لمن يحتج بمن قال فيه الحافظ: "صدوق يهم أو يخطئ ": الحافظ جعل جميع الألفاظ السابقة ألفاظَ المرتبة الخامسة، فهل أنت تحتج بمن قال فيه الحافظ: "صدوق سيء الحفظ أو تغير بأخرة"، كما تحتج بمن قال فيه: "صدوق يهم"؟ فإن قال: نعم، خالف السابق اللاحق؛ وإن قال: لا، قلتُ: بأي شيء فرقتَ بين ألفاظ المرتبة الواحدة، فجعلتَ بعضها لا يُحتج بأهلها والبعض الآخر يُحتج به؟ فصنيعك هذا معناه: أن الحافظ قد جمع بين ألفاظ الاحتجاج وألفاظ الشواهد في مرتبة واحدة، وأن هذه المرتبة تقسم مرتبتين؛ وهذا كله تعقب على الحافظ في صنيعه، ومع ذلك فأنت تدعي أن قولك موافق لقصد الحافظ وصنيعه!

ثالثاً: قد صرح الحافظ بأن أهل المرتبة الخامسة في "التقريب" من أهل الشواهد لا الاحتجاج عند البخاري رحمه الله، فقال في " هدي الساري" (ص384):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير