تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن حجر في (التهذيب) (2/ 344) بعد كلام نقله عن أبي داود في ترجمة الحسين بن علي بن الأسود العجلي: «وهذا مما يدل على أن أبا داود لم يرو عنه فإنه لا يروي الا عن ثقة عنده».

وقال في ترجمة داود بن عمير الأزدي من (التهذيب) (3/ 180): «وقد تقدم أن أبا داود لا يروي إلا عن ثقة». وانظر ترجمة داود بن أمية الأزدي من (تهذيب التهذيب).

وقال المعلمي في (التنكيل) (ص443) مستدلاً على قوة بعض الرواة: «وروى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما وأبو داود مع أنه لا يروي الا عن ثقة زمع شدة متابعته لأحمد».

وانظر (التنكيل) (ص 305 و 441 و 481 و 546 و 571 و 702).

وقال مؤلفا (تحرير التقريب) (1/ 27): «ان توثيق شيوخ من عرف من عادته او حاله انه لا يروي الا عن ثقة، ليس على اطلاقه، وانما هو في الأعم الاغلب، فقد روى هؤلاء الذين قيل فيهم ذلك عن بعض الضعفاء والواهين، ويستثنى من ذلك ابو داود السجستاني صاحب السنن، فانه قد عرف بالاستقراء انه لا يروي في السنن خاصة الا عن من هو ثقة» ((19)).

وعليهما في دعوى الاستقراء في هذه القضية استدراك، فانه ان كان المراد الاستقراء الناقص فلا حجة فيه على مثل دعواهما؛ وأما إن كان مرادهما الاستقراء التام ((20)) أي أنهما وجدا في كل شيخ من شيوخ أبي داود في سننه من كلام المعتمدين من العلماء أو من مقتضى سبر أحاديث ذلك الشيخ ودراستها أن جميع شيوخ أبي داود ثقات فهذا خلاف الواقع؛ ففي تقريب التهذيب من شيوخ أبي داود في سننه نحو مئة أكثرهم اذا أهملنا مقتضى رواية ابي داود عنهم ((21)) لا يستحقون أن يوصفوا عند التحقيق بأعلى من كلمة صدوق، بل لعله لا يرتقي الى هذه الرتبة إلا اقلهم، بل إنه لا يوجد في كثير منهم نقد صريح معتبر ففيهم بعض جهالة، بل إن طائفة منهم كانوا الى جهالة الحال أقرب.

فالتحقيق إذن يوجب أن لا يقال في شيوخ أبي داود أكثر مما قيل في شيوخ مالك أو سليمان بن حرب أو يحيى بن سعيد القطان أو بقي بن مخلد أو حريز بن عثمان أو نحوهم من المحدثين الذين ادعى فيهم بعض العلماء المعتمدين أنهم لا يروون إلا عن الثقات.

وإليك حال بعض شيوخ أبي داود في (سننه)، في الرواية:

1 - أحمد بن سعيد بن بشر بن عبيد الله الهمداني أبو جعفر المصري؛ جاء في ترجمته من (تهذيب التهذيب): «قال النسائي ليس بالقوي لو رجع عن حديث بكير بن الأشج في الغار لحدثت عنه وذكر عبد الغني بن سعيد عن حمزة الكناني أن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين هو ادخل على الهمداني حديث الغار.

قال زكريا الساجي: ثبت، وقال العجلي: ثقة، وقال أحمد بن صالح: ما زلت أعرفه بالخير مذ عرفته، وذكره ابن حبان في (الثقات) وذكره النسائي في شيوخه الذين سمع منهم».

2 - أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد، مجمع على ضعفه؛ ولكن يظهر أن أبا داود لم يرو عنه في (سننه) خلافاً لما قاله المزي.

3 - أحمد بن محمد بن أيوب البغدادي؛ قال عثمان الدارمي: كان أحمد وعلي بن المديني يحسنان القول فيه وكان يحيى يحمل عليه ((22) وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ما أعلم أحدا يدفعه بحجة وقال يعقوب بن شيبة: ليس من أصحاب الحديث وإنما كان وراقاً» ((23)).

4 - إبراهيم بن العلاء بن الضحاك، روى عنه أبو داود وبقي بن مخلد ومحمد بن عوف وأبو حاتم الرازي وقال: صدوق، ويعقوب بن سفيان وغيرهم. قال ابن عدي: سمعت أحمد بن عمير سمعت محمد بن عوف يقول وذكرت له حديث إبراهيم بن العلاء عن بقية عن محمد بن زياد عن أبي أمامة: رفعه استعتبوا الخيل فإنها تعتب؛ فقال: رأيته على ظهر كتابه ملحقاً فانكرته فقلت له فتركه؛ قال ابن عوف: وهذا من عمل ابنه محمد بن إبراهيم كان يسوى الأحاديث وأما أبوه فشيخ غير متهم لم يكن يفعل من هذا شيئاً؛ قال ابن عدي: وإبراهيم حديثه مستقيم ولم يرم الا بهذا الحديث ويشبه أن يكون من عمل ابنه كما ذكر محمد بن عوف.

وقال ابن حجر في التهذيب: قال أبو داود ليس بشيء وذكره بن حبان في الثقات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير