تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إعادة النظر فيمن قال فيه البخاري (فيه نظر)]

ـ[ابن معين]ــــــــ[13 - 03 - 02, 02:38 م]ـ

قال الشيخ الفاضل الشريف حاتم العوني في كتابه (المرسل الخفي) (1/ 440): (وأنبه هنا: أن قول البخاري (فيه نظر) إن كان المقصود به الراوي، فهي تليين خفيف، وليست تليينا شديدا كما ادعاه بعض الأئمة المتأخرين كالذهبي وابن كثير وغيرهما. وقد رد على هذا الفهم الخاظئ لتلك العبارة في صدورها من الإمام البخاري، الأستاذ مسفر بن غرم الله الدميني في دراسة موازنة، جمع فيها المواطن التي أطلق فيها البخاري تلك البخاري، ووازنها بأقوال العلماء غيره في الذين قيلت فيهم، فخرج بأن من قيل فيه ‘إنه (فيه نظر) فإنه تليين خفيف الضعف، وأن البخاري في إطلاق هذه العبارة مثل غيره من الأئمة، لا كما زعم من أن له اصطلاحا خاصا به في إطلاقها. ولم أطلع على هذه الدراسة الموازنة التي قام بها الأستاذ الدميني وفقه الله، لكنه ذكر القيام بها ولخص نتائجها في دراسة أخرى له، عمن قال فيه البخاري (سكتوا عنه) وذلك في رسالة أسماها (قول البخاري: سكتوا عنه).

والذي ذهب إليه الأستاذ الدميني مسبوق إلى نتيجته، ولا أدري أأشار إلى من سبقه فيها أم لم يشر؟! لأني لم أطلع على دراسته حول قول البخاري فيه نظر، كما ذكرت آنفا. والذي سبقه إلى فهم قول البخاري (فيه نظر) هو أعلم الناس بالإمام البخاري، ألا وهو تلميذه النقاد الجهبذ أبوعيسى الترمذي رحمه الله!، فقد نقل الترمذي في العلل الكبير أن البخاري قال عن حكيم بن جبير (لنا فيه نظر) فأعقبه الترمذي بقوله: (ولم يعزم فيه على شيء)، كذا فهم الترمذي عبارة شيخه، أنه متردد في في حكيم بن جبير أو متوقف فيه، وهذا التردد هو شأن الرواة خفيفي الضعف، الذين تردد أحاديثهم بين التحسين والتضعيف.

يتبع.

ـ[ابن معين]ــــــــ[13 - 03 - 02, 02:54 م]ـ

ثم قال حفظه الله: (ولابن عدي أكثر من تفسير لقول البخاري (فيه نظر)، فيظهر أن هذه التفاسير تعتمد على اختلاف سياق كلام البخاري وإلى حال الراوي أو المروي في واقعه،كما يعلمه ابن عدي.

فمن ذلك أنه نقل عن البخاري أنه قال عن بكير بن مسمار (في حديثه بعض النظر) فأعقبه ابن عدي بقوله (لم أجد في رواياته حديثا منكرا، وأرجو أنه لا بأس به، والذي قاله البخاري هو كما قال، روى عنه أبوبكر الحنفي أحاديث لا أعرف فيها شيئا منكرا، وعندي أنه مستقيم الحديث ... ) فانظر إلى قوله (والذي قاله البخاري هو كما قال) مما يعني متابعته له، ثم يقول عن بكير بن مسمار (لا بأس به) و (مستقيم الحديث).

وتفسير آخر لابن عدي أنه ذكر في ترجمة ثعلبة بن يزيد الحماني أن البخاري قال عنه (سمع عليا، روى عنه حبيب بن أبي ثابت، فيه نظر، لا يتابع في حديثه)، فقال ابن عدي بعد إخراجه حديثا له (ولثعلبة عن علي غير هذا، ولم أر له حديثا منكرا في مقدار ما يرويه، وأما سماعه من علي ففيه نظر، كما قال البخاري). فها هو ابن عدي يفسر قول البخاري (فيه نظر) بأنه ينفي وينكر سماع ثعلبة من على رضي الله عنه!.

فهاذان إمامان متقدمان من لباب الحديث وعلومه ومن أئمة الحديث، لا يحملان قول البخاري (فيه نظر) على أنه جرح شديد كما ادعي! وكفى بهما في الجلائل العظام! فضلا عن فهم عبارة كلهم أبوعذرها، منهم بدأت وإليهم تعود!!) انتهى كلام الشريف حاتم حفظه الله وزاده علما وفهما.

قلت: وأما دراسة الأستاذ الدكتور مسفر الدميني فقد اطلعني عليها أثابه الله وهي في مجلد ضخم، وليس فيها هذه النقول التي اتحفنا بها الشيخ حاتم.

ثم وقفت بحمدالله وتوفيقه على إمام من أئمة المتأخرين قد وافق هذه النتيجة التي دلل عليها الشيخان الفاضلان ألا وهو ابن حجر فقال في كتابه (بذل الماعون) في ترجة أبي بلج الفزاري عند قول البخاري (فيه نظر): (وهذه عبارته فيمن يكون وسطا)!!! فالحمد لله على توفيقه.

وأرجو من الاخوة ممن سبق أن شارك في هذا الموضوع سابقا أن أرى كلامه في هذه النتيجة.

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[13 - 03 - 02, 03:22 م]ـ

بارك الله فيك أخي ابن معين

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 03 - 02, 05:51 م]ـ

وفقك الله أخي ابن معين على ما تفيدنا به بين الحين والآخر.

مع جزيل احترامي للشيخ الشريف حاتم إلا أنّني أرى متواضعاً أنّ هذا الأسلوب في الحكم على قول البخاري "فيه نظر" ليس بدقيق.

أعني بذلك أسلوب: البحث في كلام آخر للبخاري في ثلاثة أو أربعة رواة واعتبار ذلك قرينة لقوله "فيه نظر"، ومن ثمّ جعل ذلك قاعدة عامة في كلّ من قال عنه "فيه نظر".

البخاري (رحمه الله) قال: "فيه نظر" في ترجمة ما يزيد على المئة والستين راوياً.

قمتُ بجمعهم (ولله الحمد) من (تواريخه) ومن (الضعفاء الصغير) و (ضعفاء العقيلي) و (الكامل) و (ميزان الاعتدال).

وسأقوم (بإذن الله) بسرد ملاحظاتي المتواضعة حول هذه المسألة.

من تلك الملاحظات أن الكثير (ليس فقط ثلاثة أو أربعة) ممّن قال فيهم البخاري "فيه نظر" قد قال فيه أيضاً: "منكر الحديث" أو ما شابه.

ومنها أيضاً أنّ الكثير منهم قد أجمع علماء الجرح والتعديل على تضعيفه.

ومنها أنّ الكثير منهم مقلّين جداً من الرواية بحيث يستحيل سبر حالهم وقبول روايتهم على كلّ حال.

نعم، مسألة السياق مهمّة جداً. ففي بعض الأحيان يقصد البخاري الراوي، وأحياناً يقصد الحديث، وأحياناً يقصد سماع الراوي من شيخه.

حتى أنّه قال "فيه نظر" في ترجمة صعصعة بن ناجية، وقد قيل أنّ له صحبة.

والله أعلم وهو الموفّق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير