تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بعض خصائص دحيم في نقد الرواة]

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[09 - 12 - 05, 04:24 م]ـ

الحافظ الناقد دحيم (170 - 245هـ):

قال فيه الخليلي في (الإرشاد) (1/ 450): «عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ويلقب بدحيم، أحد حفاظ الائمة، متفق عليه، مخرج في (الصحيحين) روى عن أصحاب الأوزاعي واصحاب مالك، وروى عن ابن عيينة، ويعتمد عليه في تعديل شيوخ الشام وجرحهم».

وقال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (2/ 480): «عبد الرحمن بن ابراهيم بن عمرو الحافظ الفقيه الكبير أبو سعيد الأموي مولاهم الدمشقي، الأوزاعي المذهب، محدث الشام وكان من الأئمة المتقنين لهذا الشأن».

أقول: لا ينافي ثناء هذين الإمامين وغيرهما على دحيم وعلمه ما ثبت عند المحققين من تساهل دحيم في باب النقد؛ فقد قال المعلمي في حاشية (الفوائد المجموعة) (ص465) وهو يذكر كلامهم في بعض الرواة: «توثيق دحيم لا يعارض توهين غيره من أئمة النقد، فإن دحيماً ينظر إلى سيرة الرجل ولا يمعن النظر في حديثه».

قلت: هذا تساهل كبير يؤدي إلى توثيق كثير من العدول الذين خف ضبطهم أو ساء حفظهم، ولا سيما إذا رووا ما لا يُستنكر من جهة المتن. وهل يؤدي هذا الصنيع منه إلى نظير ذلك من الجهة الأخرى؟ أي أنه يكون سبباً في تجريحه بعض المقبولين أو تليينهم؟ الذي يلوح لي عدمه، فليتأمل ذلك.

وقال مؤلفا (تحرير التقريب) (3/ 72) فيه: «معروف بتساهله في توثيق الشاميين».

قلت: هذه فائدة، ولكنهما، وإن كانا مصيبين في وصفه بالتساهل المذكور، وقع في عبارتهما – على ما يظهر لي – تجوز، فإن دحيماً لا يكاد يعرف بذلك التساهل الذي ادعياه عليه، بل لم أر - باستثناء ما تقدم من كلام المعلمي رحمه الله - من سبق صاحبي (التحرير) فنص على تساهله في توثيق الشاميين أو غيرهم، فكيف يوصف بأنه معروف به؛ لأن كلمة (معروف بالتساهل) إنما تقال في حق نحو الحاكم وابن حبان والترمذي وأمثالهم ممن اشتهر تساهلهم بين عامة العلماء والطلاب؛ وعلى كل حال فالخطب هنا في مثل هذا التعبير يسير جداً، ولكني أحببت التنبيه عليه؛ فالدقة أجمل وأكمل؛ ولعلهما قصدا أنه معروف بالتساهل عندهما أو أنه معروف بذلك، أي بالتساهل، من مقتضى صنيع بعض مشاهير النقاد في أحكام دحيم، كالذهبي وابن حجر.

وهل كان دحيم في غير الشاميين غير متساهل؟ أو أن كلمتهما خرجت مخرج الغالب لكثرة كلامه في الشاميين وندرته في غيرهم؟ أم أنه لا يوجد له كلام في غير الشاميين أصلاً أو إلا قليلاً جداً؟ هذا ما ينبغي تحريره.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير