تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 12 - 05, 10:17 ص]ـ

قول ابن عديٍ عن الراوي: «أرجو أنه لا بأس به» ليست على بابها دائماً، بل هي كلمةٌ معناها واسعٌ عنده. فأحياناً يستعملها مع تضعيفه للراوي الذي قالها عنه. وقد استعملها أيضاً في حقِّ من هو من الحفَّاظ الثقات. فقد قال عن الحكم بن عتيبة وسماك بن حرب (2

844): «ليس بهما بأس». ومن المعلوم أنَّ الحكم من الثقات الأثبات. ولذلك لا يلزم من قول ابن عدي في "الكامل" عن الراوي: «أرجو أنه لا بأس به» تعديلاً له منه.

قال ابن القطان الفاسي في كتابه "الوهم والإيهام" (4

324): «فأما أبو أحمد بن عدي فإنه ذكر الرجل (موسى بن هلال) بهذا الحديث، ثم قال: "ولموسى غير هذا ... " وهذا من أبي أحمد قولٌ صدر عن تصفُّح روايات هذا الرجل، لا عن مباشرةٍ لأحواله. فالحق فيه أنه لم تثبت عدالته». قال الشيخ عبد الله السعد (ص47): «وأنا أذهب إلى ما ذهب إليه ابن القطَّان. وهذا بناءً على أنَّ قول ابن عديٍّ "أرجو أنه لا بأس به" تقوية له. ولكن الصحيح: أنَّ هذه الصيغة من ابن عديٍّ لا تفيد ذلك عنده. فقد أطلقها على رواةٍ ضعَّفهم هو وغيره».

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 12 - 05, 02:04 م]ـ

جزاك الله - أخي الفاضل الأمين - خيراً.

وأريد أن أذكر هنا تنبيهاً قد يكون مكملاً لتوضيح بعض جوانب الموضوع، وهو الفرق بين كلمتي (لا بأس به) و (أرجو أنه لا بأس به).

فهاته الكلمة الثانية [أرجو أنه لا بأس به] إنما يستعملها الناقد في وصف الراوي ليبين بها أنَّ أقرب الأقوال عنده في حق ذلك الراوي أنه لا بأس به، فهو غير جازم بذلك الحكم فيه، أعني أنه غير جازم بكون الراوي لا بأس به؛ وإنما هو يرى أنه لا بأس به ظناً وتخميناً ورجاء للإصابة في الحكم عليه بكونه لا بأس به.

وهذا بخلاف الكلمة الأولى [لا بأس به] فهي جزم من الناقد بكون الراوي لا بأس به.

وبهذا يتضح أن قول الناقد في الراوي (أرجو أنه لا بأس به) منخفض في التعديل عن قوله (لا بأس به)؛ فإن الإخبار برجاء عدم الشيء - وهو هنا البأس - هو، بلا ريب، دون القطع بعدم ذلك الشيء.

فالناقد يصف بهذه الكلمة ونحوها الراوي الذي لم يخبره ولم يظهر له ما ينافي كونَه من الطبقة التي يقال في أحدها: (لا بأس به).

هذا في حق كل من ورد على لسانه هاتان العبارتان؛ ومنهم ابن عدي؛ فإذا أضيف هذا التفريق بين العبارتين في حق ابن عدي إلى ما تقدم بيانه في أصل الموضوع من طريقته في إطلاق عبارة الرجاء على الرواة: تبيَّنَ عِظمُ الفرق بين قول ابن عدي في الراوي (أرجو أنه لا بأس به) وقوله فيه (لا بأس به).

والله أعلم.

ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[12 - 12 - 05, 01:38 ص]ـ

هل طبعة العلمية أحسن أم طبعة الفكر الثالثة؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير