[كلمة في التعريف بابن بدر الموصلي وبمنهجه النقدي]
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[09 - 12 - 05, 10:20 م]ـ
هو عمر بن بدر الموصلي (ت622)
قال الذهبي في (السير) (ج22ص287):
(عمر بن بدر بن سعيد، الامام المحدث المفيد الفقيه أبو حفص الكردي الموصلي الحنفي ضياء الدين.
سمع من عبد المنعم بن كليب ومحمد بن المبارك ابن الحَلاَوي وأبي الفرج ابن الجوزي وطبقتهم.
وجمع وصنف وحدث بحلب ودمشق.
روى عنه الشهاب القوصي والفخر ابن البخاري ومجد الدين ابن العديم وأخته شهدة، فكانت آخر من حدث عنه. وقد حدث أيضاً ببيت المقدس.
وله تواليف مفيدة وعملٌ في هذا الفن.
عاش نيفاً وستين سنة. توفي في شوال سنة اثنتين وعشرين وستمئة، بالبيمارستان النوري بدمشق). انتهى.
وله ترجمة في تكملة المنذري ج3/ الترجمة 2072 وتاريخ الاسلام للذهبي والعبر له ج5ص91 والجواهر المضية للقرشي ج1ص387 ومنتخب المختار للفاسي ص158 - 159 وتاريخ ابن الفرات، وتاج التراجم لقطلوبغا ص64 والطبقات السنية للتميمي، وشذرات الذهب ج5ص101.
ومن جملة مؤلفاته (المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب) و (استنباط المعين في العلل والتاريخ لابن معين) والأول مطبوع والثاني ذكره اللكنوي في (الرفع والتكميل) ص393 وغيرُه.
وأما منزلته في النقد وطريقته فيه فقد قال ابن حجر في (القول المسدد) – وابن حجر متساهل في هذا الكتاب – في حكم ابن بدر على بعض الأحاديث بالوضع: (ولا اعتداد بذلك فإنه لم يكن من النقاد، وإنما أخذ كتاب ابن الجوزي فلخصه ولم يزد من قِبَله شيئاً).
وقال السخاوي في (فتح المغيث) (ج2ص257):
(وكذا صنف عمر بن بدر الموصلي كتاباً سماه (المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب) وعليه فيه مؤاخذات كثيرة وإن كان له في كل من أبوابه سلف من الأئمة خصوصاً المتقدمين).
قلت: قوله (خصوصاً المتقدمين) يشعر بأن المتأخرين حصل عندهم من التوسع في قبول الأحاديث وتقويتها ما لم تجْرِ به عادة المتقدمين.
وابن بدر هو أحد من عدهم اللكنوي في (الأجوبة الفاضلة) (ص171 - 172) من المتشددين في باب الجرح والوضع!! وما أحسبه كذلك.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[09 - 12 - 05, 10:29 م]ـ
ولأبي إسحاق الحويني كتاب أسماه (جنة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب) تعقب فيه كثيراً من المسائل التي نقل فيها مؤلف (المغني) ابن بدر عن بعض الأئمة أنه لم يصح فيها حديث؛ وكتاب (جنة المرتاب) هذا فيه فوائد وتنبيهات ونقول نافعة لولا أن مؤلفه حفظه الله مشى فيه أو في أغلبه على طريقة المتأخرين من التوسع في تقوية الأحاديث الضعيفة والواهية بكثرة طرقها من جهة، وتضييق دائرة قبول كلام أئمة العلل في رد بعض المرويات من جهة أخرى.