7 - وتتبعنا بعد ذلك تشعب الأسانيد والطرق، بدءا من الشيخ الذي روى عنه صاحب الكتاب، وانتهاء بالصحابي أو التابعي الراوي عن الصحابي، فبدأنا بذكر شيخ صاحب الكتاب، ثم الذي يليه إلى حين التقائه برواة الكتب الأخرى، ثم التقائهم جميعا بالرواية عن الصحابي، أو التابعي الراوي عن الصحابي، الذي جمعت أحاديثه، مع العناية بفصل كل طريق مستقل على حدة، كما يراه القارئ عند نظره إلى أي حديث من الأحاديث في هذا الكتاب
8 - لذلك جعلنا رواية كل من روى الحديث عن الصحابي حديثا مستقلا، سواء كان الراوي صحابيا، أم تابعيا، فإذا رواه عن الصحابي اثنان عددناه حديثين، وإذا رواه ثلاثة عددناه ثلاثة أحاديث، وهلم جرا، وهو أمر يضح طرق الحديث، ويعين على معرفة قوة الأسانيد أو ضعفها، لأن الحديث قد يأتي من طريق تابعي من وجه صحيح ويأتي معلولا عن طريق تابعي آخر
9 - ووضعنا لكل حديث رقما متسلسلا من أول ((المسند)) إلى آخره لتكون الإحالة عليه عند الإفادة من الكتاب، ثم أتبعناه برقم تسلسل أحاديث كل صحابي تنتهي عند انتهاء مسند الصحابي، ليعرف عدد أحاديث كل صحابي ممن ورد في هذا الكتاب، ويحال عليها أيضا
11 - ولما كان من المعلوم عن أهل العناية بالسنة النبوية أن ما طبع من كتب السنة قد وقع فيها أخطاء كثيرة في أسانيد الأحاديث الواردة فيها
كثيرة منها بسبب رداءة الطبع، وقليل منها بسبب أوهام الرواة، أصبح من المُتَعَيّن علينا إعادة تدقيق هذه الأسانيد والأسماء ومراجعتها على أمهات كتب الرجال، ونخص منها بالذكر كتابي الحافظ المتقن المدقق أبي الحجاج يوسف المزي ((تحفة الأشراف)) و ((تهذيب الكمال)) ثم كتاب ((جامع المسانيد والسنن)) لابن كثير، فضلا عن متابعة ما وقع من أوهام في أسانيد بعض الأحاديث، مما أشار إليه العلماء على مدى العصور
12 - وكان بودنا أن يخرج ((المسند الجامع)) وفيه الحكم على صحة كل حديث أو ضعفه، وبيان علله، استناد إلى علم الجرح والتعديل، وبالبناء والتشييد لا بالتقليد، لكننا توقفنا عن ذلك في الوقت الحاضر، مع توفر معظم المادة بين أيدينا لمرين رئيسيين:أولهما الخوف من تضخم مادة الكتاب بحيث يصعب طبعه
والآخر أنه قد تكون هناك طرق صحيحة في غير هذه الكتب لم نقف عليها، مع علمنا بأن الكثير من كتب السنة لم يزل مخطوطا، مبعثرا في خزائن الكتب بالخافقين
ومن هنا ينبغي التنبيه على أن هذا ((المسند الجامع)) قد جمع الأحاديث الواردة في مصادره صحيحها وسقيمها، وعلى المسلم التأكد من صحة الحديث قبل الأخذ به، والعمل بمقتضاه، أو بما يستفاد منه
13 - وقد تختلف معنا آراء العلماء والقراء في ترتيب الكتاب على المسانيد، وإنما فعلنا ذلك لما وجدنا من سهولة هذا الترتيب، وجزيل فوائده وعوائده، لبيان الأسانيد وتشعب طرقها في جمع السنة النبوية المطهرة، وتمييز صحيحها من سقيمها، مستقبلا، على أن الفهارس الكثيرة المختلفة الغنية ستتكفل بلا شك بتهيئة مادة ((المسند الجامع)) لطلابها، وتيسر عليهم الرجوع إليها، وتعينهم على ابتغاء طلبتم بما يشتهون، من غير عناء ولا تعب
فهناك فهارس جامعة لأحاديث الكتاب، تنظمها مجددا عل كتب الفقه وأبوابه المتشعبة المفصلة، بحيث تشير إلى جميع الأحاديث الواردة في أية مسألة فقهية من مسائله الدقيقة، وأخرى تنظم أوائل الأحاديث على حروف المعجم، وثالثة تفهرس ألفاظها، و هلم جرا، مما سيسر طلبة العلم إن شاء الله تعالى
إننا على يقين أن جمع أحاديث هذه الكتب في كتاب، واحد على وفق طرائق علمية مدروسة، وبيان طرقها عند اختلافها وائتلافها، يعني أنا قمنا في الوقت نفسه بتحقيق جميع هذه الكتب، تحقيقا علميا جيدا، لا يقدره حق قدره إلا العارفون بما في هذه الكتب من صعوبات وملابسات جمة
ويكون حافزا لكل عالم يقدر العلم النافع المؤدي إلى العمل الصالح أن يشمر عن ساعد الجد فيسهم في هذا الصرح الشامخ الذي نتطلع جميعا بشوق ولهفة إليه
وبعد فهذا هو ((المسند الجامع)) نقدمه لعشاق السنة النبوية المطهرة، قد بذلنا فيه الوسع، واستفرغنا الجهد، وعمل فيه غير واحد ممن لم نذكر أسماؤهم على الغلاف، حسبة لله تعالى، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
الإخوة: أحمد عبد الرزاق – والدكتور محمد مهدي السيد – وإبراهيم محمد النوري – وأحمد منصور عبد الواحد – وأيمن إبراهيم علي الزاملي – وحمدي طه إبراهيم وغيرهم، جزاهم الله عن عملهم خير ما يجازى به عباده الصالحين
* [والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم *
* وبارك على نبينا محمد وعلى *
* آله وصحبه أجمعين *
* آمين] *
*
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=141772&postcount=73
وهذا رابط المسند الجامع المعلل لمن لم يعرف الكتاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23693