[محمد بن سعد البغدادي صاحب كتاب (الطبقات)]
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[02 - 01 - 06, 05:38 م]ـ
ابن سعد (168 - 230هـ)
***************
استفتح الذهبي ترجمته من (السير) (7/ 337) قائلاً:
(محمد بن سعد بن منيع الحافظ العلامة الحجة، أبو عبدالله البغدادي، كاتب الواقدي، ومصنف (الطبقات الكبير) في بضعة عشر مجلداً، و (الطبقات الصغير) وغير ذلك----طلب العلم في صباه، ولحق بالكبار).
واستفتح ترجمته من (التذكرة) (2/ 425) بقوله:
(محمد بن سعد الحافظ العلامة البصري [!] مولى بني هاشم مصنف الطبقات الكبير والصغير ومصنف التاريخ؛ ويعرف بكاتب الواقدي-----).
قلت: كتاب (الطبقات الصغير) نقل منه – أو عنه - الإمام المزي في (تهذيب الكمال) (7/ 386 و466 و 14/ 461 و 15/ 408 و 28/ 209).
وقال الخطيب في (تاريخ بغداد) (5/ 321):
(محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله مولى بني هاشم وهو كاتب الواقدي---- وكان من أهل الفضل والعلم؛ وصنف كتاباً كبيراً في طبقات الصحابة والتابعين والخالفين إلى وقته، فأجاد فيه وأحسن----.
روى عنه الحارث بن أبي أسامة والحسين بن فهم وأبو بكر بن أبي الدنيا.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد حدثنا أحمد بن كامل القاضي قال: قال لي محمد بن موسى: الذين اجتمعت عندهم كتب الواقدي أربعة أنفس: محمد بن سعد الكاتب أولهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت الحسين بن فهم يقول: كنت عند معصب الزبيري فمر بنا يحيى بن معين فقال له مصعب: يا أبا زكريا حدثنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا؛ وذكر حديثاً، فقال له يحيى: كذب.
قلت: ومحمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه، فإنه يتحرى في كثير من رواياته؛ ولعل مصعباً الزبيري ذكر ليحيى عنه حديثاً من المناكير التي يرويها الواقدي فنسبه إلى الكذب.
وقد قال بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن محمد بن سعد، فقال: يصدق جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد يأخذ منه جزأين من حديث الواقدي ينظر فيهما، إلى الجمعة الأخرى، ثم يردهما ويأخذ غيرهما؛ قال إبراهيم: ولو ذهب سمعها كان خيراً له).
ثم روى الخطيب عن الحسين بن فهم قوله: (محمد بن سعد صاحب الواقدي وهو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب توفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادي الآخرة سنة ثلاثين ومئتين ودفن في مقبرة باب الشام وهو ابن اثنتين وستين سنة؛ وكان كثير العلم كثير الحديث والرواية، وكثير الطلب وكثير الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه).
وكتب له ترجمة جيدة الدكتور زياد محمد منصور في مقدمته لتحقيق القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم من كتاب ابن سعد (الطبقات الكبرى) (ص17 - 61)؛ فليراجعها من شاء التفصيل.
والكلام في منهجه وصفاته في النقد من جهات:
الجهة الأولى: بيان حاله في روايته:
تقدم وصف الذهبي له بالحجة، ولعله رحمه الله دون هذا الوصف الكبير؛ ويظهر أن ابن سعد صدوق يخطئ أحياناً، قال الذهبي في ترجمته من (التذكرة) قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن محمد بن سعد فقال: يصدق، رأيته جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه.
وقال المعلمي في (التنكيل) (ص537): (وأبو داود أثبت من عدد مثل ابن سعد).
وقال المعلمي في (التنكيل) في ترجمة أبي إسحاق الفزاري: وابن سعد هو محمد بن سعد بن منيع كاتب الواقدي، روى الخطيب في ترجمته أن مصعباً الزبيري قال لابن معين: (حدثنا ابن سعد الكاتب بكذا وكذا) فقال ابن معين: (كذب)؛ واعتذر الخطيب عن هذه الكلمة وقال: (محمد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل عل صدقه)؛ وقال أبو حاتم: (يصدق)؛ ووفاة ابن سعد سنة (230) فقد أدركه أصحاب الكتب الستة إدراكاً واضحاً وهو مقيم ببغداد حيث كانوا يترددون، وهو مكثر من الحديث والشيوخ وعنده فوائد كثيرة ومع ذلك لم يخرجوا عنه شيئاً إلا أن أبا داود روى عن أحمد بن عبيد - وستأتي ترجمته - عن ابن سعد عن أبي الوليد الطيالسي أنه قال: (يقولون: قبيصة بن وقاص له صحبة)؛ وهذه الحكاية ليست بحديث ولا أثر ولا ترفع حكماً ولا تضعه، والأستاذ كثيراً ما يتشبث في
¥