تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن سبيل]ــــــــ[29 - 01 - 06, 09:43 م]ـ

أخي العزيز عبدالمهيمن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليس كل محدث فقيها، ولا كل فقيه محدثا

يعني: يوجد فقيه ليس بمحدث، ومحدث ليس بفقيه

فأهل العلم وحملته بالنسبة لرواية العلم والتفقه فيه أنواع:

- حامل علم ليس بفقيه

- وفقيه قليل الرواية (الحمل للعلم)

- حامل علم فقيه

وقولنا "ليس بفقيه" لا يعني أنه لا يفقد شيئا مما يروي، لكن معناه أنه انصرفت همته واستفرغ طاقته في الاشتغال بالرواية وفتح له فيها، ولم يكن له في التفقه والغوص فيه مثل ما له في الرواية، والناس مواهب وفتوحات، والناس أبناء ما يحسنون.

وهكذا الفقيه لابد أن يكون له إسهامٌ في علم الرواية ومعرفتها، ولكن هو بعكس الأول في القضية.

والجامع بين الأمرين واضح .. وهو أقل الأنوع على ما ذكروا، وكما يظهر بالنظر.!

والكمال لله تعالى وحده.

والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء

مع التنبه أيضا إلى أن المقصود بالفقيه هنا هو ذو الفقه بالمعنى الاصطلاحي: معرفة الأحكام الشرعية التفصيلية ... الخ

والمقصود بالمحدث معناه المعروف، وهو المشتغل بعلم الحديث رواية بالمقام الأول ثم دراية ...

والله أعلم.

وأحب أن أدلك على أن للعالم الفقيه المحدث ابن قيم الجوزية رحمه الله مبحثا لطيفا في هذه المسألة في كتابة اللطيف القيم حقا: "الوابل الصيب من الكلم الطيب" عندما تكلم على حديث "مثل ما بعثني الله به من العلم والهدى كمثل غيث أصاب أرضا"

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه والتابعين

والسلام عليكم

ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[29 - 01 - 06, 11:03 م]ـ

جزاك الله كل خير اخي الحبيب ابن سبيل .. وبلغك منازل الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين .. امين امين

هذا موضع الشاهد الذي اشرت اليه من كلام ابن القيم رحمه الله الذي يكتب بماء الذهب:

(وفي الصحيح من الحديث ابي موسى عن النبي قال (مثل ما بعثني الله تعالى به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلا والعشب الكثير وكان منها طائفة أجادب أمسكت الماء فسقى الناس وزرعوا وأصاب منها طائفة اخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع يذلك راسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به).

فجعل النبي الناس بالنسبة الى الهدى والعلم ثلاث طبقات:

الطبقة الاولى:

ورثة الرسل وخلفاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهم الذين قاموا بالدين علما وعملا ودعوة الى الله عز وجل ورسوله فهؤلاء اتباع الرسل صلوات الله عليهم وسلامه حقا وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الارض التي زكت فقبلت الماء فانبتت الكلا والعشب الكثير فزكت في نفسها وزكا الناس بها وهؤلاء هم الذين جمعوا بين البصيرة في الدين والقوة على الدعوة ولذلك كانوا ورثة الانبياء الذين قال الله تعالى فيهم (واذكروا عبادنا ابراهيم واسحق ويعقوب اولي الايدي والابصار) أي البصائر في دين الله عز وجل فالبصائر يدرك الحق ويعرف وبالقوى يتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة اليه فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم في الدين والبصر بالتاويل ففجرت من النصوص انهار العلوم واستنبطت منها كنوزها ورزقت فيها فهما خاصا كما قال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب وقد سئل هل خصكم رسول الله بشئ دون الناس فقال:لا والذي فلق الحبة وبرا النسمة الا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه.

فهذا الفهم هو بمنزلة الكلا والعشب الكثير الذي انبتته الاض وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن الطبقة الثانية فانها حفظت النصوص وكان همها جفظها وضبطها فوردها الناس وتلقوها منهم فاستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها واتجروا فيها وبذروها في ارض قابلة للزرع والنبات ووردها كل بحسبه (قد علم كل اناس مشربهم) وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي (نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ثم اداها كما سمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه).

وهذا عبد الله بن عباس حبر الامة وترجمان القران مقدار ما سمع من النبي لم يبلغ نحو العشرين حديثا الذي يقول فيه سمعت ورايت وسمع الكثير من الصحابة وبورك في فهمه والاستنباط منه حتى ملا الدنيا علما وفقها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير