تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروى الخطيب وغيره تلقيبه بأمير المؤمنين من قِبل سفيان الثوري وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم.

وعند ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 175) باب عنوانه (باب ما ذكر من تبجيل العلماء لشعبة)؛ وذكر الذهبي في (السير) وغيره من كتبه، طائفة من ذلك التبجيل.

روى ابن أبي حاتم عن أبي داود [الطيالسي] عن شعبة قال: كان أيوب، يعنى بن أبى تميمة السختياني، يمشي معي إلى مسجد بني ضبيعة يسألني عن الحديث).

وروى عن يحيى قال: (رأيت عبد الوارث عند شعبة بين يديه جالساً ذليلاً).

وروى عن بقية قال: سمعت شعبة يقول: (ما شفاني من الحديث إلا الأعمش)؛ قلت: إنما ساق ابن أبي حاتم هذا الأثر في هذا الباب، لأن الأعمش كان عسراً في الرواية، ومع ذلك كان يتساهل على شعبة استثناء لمثله من بين الرواة.

وثناء العلماء على شعبة كثير جداً، ولا حاجة لاستيفائه هنا، أو لمزيد من التطويل بها، لأن مناقب هذا الإمام شهيرة، ولا خلاف فيها بحمد الله.

&&&&&

(4)

تثبته وتحريه

قال ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 161): (حدثني أبي رضي الله عنه نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع نا شعبة، وكان معنياً بالحديث، قال: (أتيت يعلى بن عطاء فقال لي: يا هذا خذ حديثي واذهب، فقلت: لا، حتى أحفظه من فيك؛ فاختلفت إليه حتى قرع رأسي).

قال ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 162): (نا محمد بن يحيى قال أخبرني يوسف بن موسى يعنى التستري قال سمعت أبا داود يقول سمعت شعبة يقول: ليس شيء أحدثكموه الا شيئاً حفظته أنا، لم يعنّي عليه أحد).

وقال (1/ 161): (نا أبي قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي قال: سمعت حماد بن زيد يقول: إذا خالفني شعبة في شيء تركته، لأنه كان يكرر؛ ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة، لأن شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث مرة).

وأخرج الخطيب عن محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال: يقال إن شعبة كان إذا لم يسمع الحديث مرتين لم يعتد به ضبطا منه له وإتقانا وصحة أخذ.

قال: وحدثنا جدي قال سمعت أحمد بن أبي الطيب أو غيره قال: قال سفيان الثوري: ما رأيت أحداً أورع في الحديث من شعبة يشك في الحديث الجيد فيتركه.

وقال الترمذي في (علله) (ص748): (حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو داود قال شعبة ما رويت عن رجل حديثا واحدا إلا أتيته أكثر من مرة والذي رويت عنه عشرة أحاديث أتيته أكثر من عشر مرار، والذي رويت عنه خمسين حديثا أتيته أكثر من خمسين مرة والذي رويت عنه مئة أتيته أكثر من مئة مرة إلا حيان البارقي فإني سمعت منه هذه الأحاديث ثم عدت إليه فوجدته قد مات).

وقال ابن حجر في ترجمة شعبة من (تهذيب التهذيب) (وفي تاريخ بن أبي خيثمة: قال شعبة: ما رويت عن رجل حديثا إلا أتيته أكثر من مرة والذي رويت عنه عشرة أتيته أكثر من عشر مرار).

قلت: هذه الحكاية – ولا سيما في روايتها التي أخرجها الترمذي - لا تخلو من غرابة، ولا أدري الآن أتصح أو لا.

وقد عقد ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 163 - 170) باباً بإسم (باب ما ذكر من مراجعة شعبة لناقلة الحديث وإيقافهم على ما يتخالج في نفسه):

ومما أورده فيه ما يلي:

(نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة قال: سألت طلحة بن مصرف عن هذا الحديث أكثر من عشرين مرة؛ ولو كان غيري قال: ثلاثين مرة. (1/ 164).

نا على بن الحسين بن الجنيد قال: قال على بن المديني نا بشر بن المفضل قال: قدم علينا إسرائيل، فحدثنا عن أبى إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بحديثين؛ فذهبت إلى شعبة، فقلت: ما تصنع شيئاً! حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة، بكذا؛ فقال: يا مجنون هذا حدثنا به أبو إسحاق، فقلت لأبي إسحاق: من عبد الله بن عطاء؟ قال: شاب من أهل البصرة قدم علينا؛ فقدمتُ البصرة فسألت عنه فإذا هو جليس فلان، وإذا هو غائب في موضع؛ فقدم فسألته فحدثني به؛ فقلت: من حدثك؟ قال: حدثني زياد بن مخراق؛ فأحالنى على صاحب حديث؛ فلقيت زياد بن مخراق فسألته، فحدثني به؛ قال: حدثني بعض أصحابنا عن شهر بن حوشب).

&&&&&

(5)

كونه أول من تكلم في الرجال

قال صالح بن محمد الحافظ كما في (شرح علل الترمذي) لابن رجب (1/ 172 - 173): (أول من تكلم في الرجال شعبة بن الحجاج ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان ثم تبعه احمد بن حنبل ويحيى بن معين).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير