تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخرج عن عمرو بن حكام وعبد الله بن عثمان قالا: بيع حمار شعبة بعد موته وسرجه ولجامه وثياب بدنه وخفه ونعله بستة عشر درهماً.

وقال الخطيب: أخبرنا السراج أخبرنا أبو منصور الضبعي حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد يعنى الحيري حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن معاوية، وسليمان بن حرب إلى جنبه يقول: خرج الليث بن سعد يوماً، فقوَّموا ثيابه ودابته وخاتمه وما كان عليه، ثمانية عشر ألف درهم، إلى عشرين ألفاً؛ فقال سليمان بن حرب: خرج شعبة يوماً فقوَّموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهماً إلى عشرين درهماً.

وأخرج عن قُراد أبي نوح قال: رأى عليَّ شعبةُ قميصاً، فقال: بكم أخذت هذا؟ قلت: بثمانية دراهم؛ قال لي: ويحك أما تتقي الله تلبس قميصاً بثمانية دراهم؟! ألا اشتريت قميصاً بأربعة دراهم وتصدقت بأربعة [قلت: إنا مع قومٍ نَتَجَمّل لهم؛ قالَ: أيش تتجمل لهم]؟! {{هذه الزيادة من (تهذيب الكمال)}}.

تنبيه: إنما أسهبت بعض الشيء في ذكر هذه المناقب لأن فيها دلالة بينة على ورع صاحبها وبرهاناً على أن شعبة وتلامذته وهؤلاء الأئمة إنما تكلموا في الرواة إرادة لوجه الله وذباً عن دينه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

&&&&&

(15)

علمه بالشعر والنحو

كان شعبة صاحب شعر وعالماً بالعربية؛ وكان يحث على تعلم العربية.

قال أبو نعيم في (الحلية) (7/ 154): (حدثنا سليمان بن أحمد [هو الطبراني] ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني نصر بن علي قال: أخبرني أبي ثنا شعبة قال: كان قتادة يسألني عن الشعر، فقلت: أنشدك بيتاً وتحدثني حديثاً).

ثم أخرج عن أبي داود [الطيالسي] قال: سمعت شعبة يقول: لولا الشعر لجئتكم بالشعبي.

قال الذهبي في (السير): يعني أنه كان في حياة الشعبي مقبلاً على طلب الشعر).

وقال ابن حجر في (تهذيب التهذيب): (قال ابن معين: كان شعبة صاحب نحو وشعر).

وقال ابن حجر: (قال بدل بن المحبر سمعت شعبة يقول: تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل).

وروى الخطيب عن نصر بن علي قال: قال الأصمعي: (لم نر أحداً قط أعلم بالشعر من شعبة).

قلت: مثل هذه الشهادة من مثل الأصمعي راوِيَةِ اللغة والشعر والأدب، شهادة عجيبة لا ينالها إلا رجل ذو حفظ عجيب وذكاءٍ يتوقد وتعب تام وتدقيق كامل؛ فالحمد لله الذي صرف شعبة إلى الحديث ففاز به أهل الحديث دون سواهم!

&&&&&

(16)

قوة وسعة علمه بالأسانيد من حيث اتصالها وانقطاعها

اشتهر شعبة بأنه يحقق، ويدقق، في مسائل التدليس؛ ولكن اعتناءه في باب الاتصال والانقطاع لم يكن مقصوراً على هذا الجانب، بل كان يحرص على تمييز متصل الروايات من مرسلها؛ وقد ورد له في ذلك كلام غير قليل، منه ما هو في تأصيل هذه المسألة، وهو الأقل، ومنه ما هو في فروعها، وهو الأكثر؛ وقد عقد ابن أبي حاتم في ترجمة شعبة في (التقدمة) (1/ 129 - 131) باباً أسماه (باب ما ذكر من معرفة شعبة بمراسيل الآثار)؛ وأورد تحته جملة من أحكامه على الأسانيد من حيث الاتصال والانقطاع.

وقال ابن أبي حاتم (1/ 127): (نا صالح بن احمد نا على قال سمعت يحيى يعنى بن سعيد القطان قال: قال شعبة: لم يسمع قتادة من أبى العالية إلا ثلاثة أشياء، قلت: ليحيى: عدها؛ قال: قول علي رضي الله عنه "القضاه ثلاثة "، وحديث "لا صلاه بعد العصر"، وحديث يونس بن متى).

قال ابن أبي حاتم عقبه: (بلغ من علم شعبة بقتادة أن عرف ما سمع من أبى العالية وما لم يسمع).

&&&&&

(17)

علمه بعلل الأحاديث، وقوة تمييزه لصحيحها من سقيمها

عقد ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (1/ 157 - 158) باباً سمّاه (باب ما ذكر من معرفة شعبة بعلل الحديث صحيحه وسقيمه)، فذكر أمثلة من ذلك؛ وهذا أمر لا يحتاج إلى برهان ولا تذكير؛ ولكنني أحببت أن أذْكره إكمالاً لجوانب البحث.

&&&&&

(18)

ذكر بعض الآثار الدالة على أنه كان يتكلم في الرواة وأحاديثهم تديناً واحتساباً

عقد ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 171 وما بعدها) باباً اسمه (ما ذكر في كلام شعبة في ناقلة الآثار أن ذلك كان حسبة منه)؛ أورد فيه جملة من تلك الآثار؛ وهذا بعضها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير