قال (1/ 171): (نا صالح بن أحمد نا علي يعني ابن المديني قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى نا حماد بن زيد قال: كلمنا شعبة أنا وعباد بن عباد وجرير بن حازم في رجل، قلنا: لو كففتَ عنه؛ قال: فكأنه لان وأجابنا؛ قال: فذهبت يوماً أريد الجعة، فإذا شعبة ينادينى من خلفى، فقال: ذاك الذي قلتم لي فيه يسعني).
وقال ابن أبي حاتم (1/ 171): (نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت عبد الرحمن [هو ابن مهدي] يقول: كان شعبة يتكلم في هذا حسبة).
وهذا الأثر أخرجه ابن أبي حاتم أيضاً (2/ 21)؛ وأخرجه أيضاً ابن عدي في (الكامل) (2/ 284 - 285)، في ترجمة الحسن بن عمارة، من غير أن يصرح بتعيين المراد بالأثر؛ ولكن الباجي ذكر في (التعديل والتجريح) (1/ 182) أن المراد بهذه القصة هو أبان بن أبي عياش!
وأبان ورد ذكره في كتاب ابن أبي حاتم (1/ 171) في الرواية التالية:
(نا محمد بن مسلم قال: حدثني بعض أصحاب حماد بن زيد عن حماد بن زيد قال: أتيت أنا وعباد بن عباد إلى شعبة بن الحجاج، فسألناه أن يكف عن أبان بن أبى عياش ويسكت عنه، فلما كان من الغد خرجنا إلى مسجد الجامع، فبصر بنا فنادانا، فقال: يا أبا معاوية نظرت فيما كلمتموني، فوجدت لا يسعني السكوت.
قال حماد: وكان شعبة يتكلم في هذا حسبة).
وقال ابن أبي حاتم (1/ 171): (نا أحمد بن سنان قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: لولا أن شعبة أراد الله عز وجل ما ارتفع هكذا).
ثم قال ابن أبي حاتم: (يعنى بكلامه في رواة العلم).
وقال (1/ 171): (نا أحمد بن سنان الواسطي قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: لم تركت حديث حكيم بن جبير؟ فقال: حدثني يحيى القطان قال: سألت شعبة عن حديث من حديث حكيم بن جبير، فقال: أخاف النار).
قال ابن أبي حاتم: (فقد دل أن كلام شعبة في الرجال حسبة يتدين به، وأن صورة حكيم بن جبير عنده صورة من لا يسع قبولُ خبره ولا حمْلُ العلم عنه، فيلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله).
&&&&&
(19)
باب ما ذكر من طهارة خلق شعبة وسخائه
عقد ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 173) باباً بهذا العنوان قال تحته:
(نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا أبو النضر قال: كان شعبة إذا ركب مع قوم في زورق دفع كرى الزورق عن كلهم).
وقال يحيى بن سعيد، كما في (السير): (قال لي شعبة: (كل من كتبت عنه حديثاً فأنا له عبد).
&&&&&
(20)
باب ما ذكر من حرص شعبة على طلب العلم
عقد ابن أبي حاتم في (التقدمة) (1/ 174) باباً هذا عنوانه، قال فيه:
(نا أحمد بن سنان قال سمعت يزيد بن هارون يقول: لما حدثنا شعبة بحديث المقدام أبى كريمة في حق الضيف، قال: أحد سمعه من حريز بن عثمان؟ قلت: أنا؛ قال: حدثني به؛ قلت: لا أحفظه؛ قال: صحفيون! فضحك يزيد)؛ [أي عند تحديثه بهذا الأثر، وليس عند سماعه لكلمة شعبة].
نا أبي نا محمود بن غيلان عن عبد الصمد بن عبد الوارث أو غيره قال سمعت شعبة يقول أتيت طلحة بن مصرف مئة مرة أو خمسين مرة فإن بلغكم أني حدثت هذا الحديث إني كذاب؛ والحديث هو حديث طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر.
ذكره أبى رحمه الله نا القاسم بن محمد المروزي نا عبدان يعنى عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبى رواد قال أخبرني أبي قال: سمعت شعبة يقول: وأي شيء ألذ من أن تخلو بشيخ قد لقي الناس فأنت تستثيره وتستخرج منه علماً؟!).
"
وانظر موضوع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71149
"
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 06:36 م]ـ
تجرده للحق وعدم محاباته لأحد [/ FONT][/SIZE][/COLOR]
مما عرف به الإمام شعبة رحمه الله تجرده للحق وقوته في هذا الشأن وعدم محاباته فيه أحداً من الناس كائناً من يكون، قال الآجري في (سؤالات أبي داود) (487):
(وسمعت أبا داود يقول: قال شعبة: لو حابيت أحداً حابيت هشاماً بن حسان، وكان قريبَه)؛ وانظر ترجمة هشام في الميزان.
وقال ابن حبان في (المجروحين) (1/ 96): (أخبرنا الحسن بن سفيان قال سمعت معاذ بن شعبة يقول قال أبو داود: جاء عباد بن صهيب إلى شعبة فقال: إن لي إليك حاجة، فقال: ما هي؟ قال: تكف عن أبان بن أبي عياش، فقال: أنظرني ثلاثة أيام، ثم جاء بعد الثالث فقال: نظرت فيما قلتَ فرأيت أنه لا يحل السكوت عنه.
سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول سمعت الحسين بن الفرج يقول عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال: جاءني أبان بن أبي عياش، فقال: أحب أن تكلم شعبة أن يكف عني قال: فكلمته فكف عنه أياماً، فأتاني في بعض الليل فقال: إنك سألتني أن أكف عن أبان، وإنه لا يحل الكف عنه، فإنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم----).
[ COLOR="red"][SIZE="6"][FONT="Arial"]&&&&&
جزاك الله خيراً على هذا البحث النافع الماتع
و أود إضافة فائدة حول إنصاف شعبة وعدم محاباته لأحد
وهي قوله في ابنه سعد ((سميت ابني سعداً فما سعد ولا أفلح))
¥