ومثال ذلك مثلاً العابد الزاهد مُرّة بن شراحيل الهمداني. وقد كان ناصبياً، لكنهم وثقوه وأخذوا حديثه (في غير بدعته). ففي تاريخ ابن معين (رواية الدوري) (4\ 30): «سمعت يحيى يقول: مرة بن شراحيل هو مرة الطيب. وإنما سُمِّيَ الطيّب لعبادته». وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب (10\ 80): «معروفٌ بمرة الطيب ومرة الخير. لُقِّب بذلك لعبادته». وقال: «سجد مرة الهمداني حتى أكل التراب وجهه». وقال عنه العجلي: «تابعي ثقة، وكان يصلي في اليوم والليلة خمسمئة ركعة». ونقل يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (3\ 239): «عن عمرو بن مرة قال: سمعت مُرة ينتقص علياً، فقلت له: تقول هذا لرجل من أصحاب النبي؟ قال: ما ذنبي إن كان خيره سبقني وأدركني شره؟». ولا ريب أن النصب معصية كبيرة. ولكن قالوا: صدقه لنا، وبدعته عليه. والذي نشير إليه هو صحة ما ذكره ابن حجر بأن أكثر من يوصَفُ بالنّصْبِ يكون مشهوراً بصِدقِ اللهجة والتمسّك بأمور الديانة، بخلاف الروافض.
ثم الناصبة قسمين: الناصبة اعتقدوا أن علياً (ر) قتل عثمان (ر) أو كان أعان عليه أو أقر بذلك، وعثمان خير من علي بلا أدنى ريب. فكان بغضهم له، ديانة بزعمهم. وهذه الطائفة لم تلبث قليلاً إلا وانقرضت. ثم انضم إلى النواصب من قُتِلَ أقاربه في حروب علي. فالنصب من هؤلاء دنيويٌّ، لا يكون إلا بدافِعٍ سياسي وردة فِعلٍ لغلوِّ الشيعة. فهو موقِفٌ شخصيٌّ لا ينسحب على بقية صفات المسلم. أما الشيعة الصحابة وأهل السنة فهي تبغض تديناً وعقيدةَ، وينسحب ذلك على صدقهم ونقلهم. وبهذا شرح ابن حجر سبب كثرة الصدق في النواصب، وكثرة الكذب في الروافض.
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (8\ 410): «عن مطر بن حمران، قال: كُنّا عند أبي لبيد (لمازة بن زبار). فقيل له: أتحب علياً؟ فقال: أحب علياً وقد قتل من قومي في غداة واحدة ستة آلاف؟!». فهذا شعور نفسي لا علاقة له بالدين. بعكس الشيعة فإن أصل عقيدتهم تضليل الصحابة. وهم يعترفون بأنهم أول من وضع الأحاديث الموضوعة وكذبوا على رسول الله (ص). قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في كتاب الإرشاد: «وضعت الرافضة في فضائل علي (ر) وأهل البيت، نحو ثلاث مئة ألف حديث». قال إبن القيم في المنار المنيف: «ولا تستبعد هذا. فإنك لو تتبعت ما عندهم من ذلك لوجدت الأمر كما قال».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 07 - 02, 09:27 ص]ـ
هذا الذي عندي وليتفضل الشيخ ابن وهب بما عنده.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 07 - 02, 06:32 م]ـ
اخي الكريم
للشيخ ابي اسحاق الحويني بحث حول الموضوع اثبت فيه ان الجوزجاني عنده نصب
بل الحكم العام في اهل الشام ان فيهم نصب
والجوزجاني كان خطيب دمشق
بل حتى الوليد بن مسلم وهو من خيار الشاميين عنده نوع نصب
والنصب لايعني معاداة علي فحسب
بل يعني معاداة ال البيت
او نوع نفور عنهم
وهذا موجود في الشاميين
والله اعلم
وانا لم اتكلم عن امامة الجوزجاني وحفظه
فامامته وحفظته وجلالته وثقته
كل هذا من الامور المعروفة
والرجل امام من ائمة المسلمين
كيف لا وهو تلميذ الامام احمد رحمه الله
وقولك (ولإثبات أنه ناصبي فلا بد من إثبات أنه يناصب علي (ر) وأهل البيت العداء. أي لا بد أن تجد له قولاً يطعن في علي (ر). وإلا فالأمر مجرد عداوة شخصية بينه وبين الكوفيين (على فرض صحة كلام ابن حجر).
)
فيه نظر
فليس شرط الناصبي ان يعادي علي
كما انه ليس شرط في الشيعي ان يعادي الخلفاء او يكون عنده نوع انحراف عن الخلفاء
فهذا الاعمش متهم بالتشيع وانظر كلام الجوزجاني فيه
ولايخفى عليك كلام الاعمش في معاوية الذي كله مدح وثناء
فهل من يمدح معاوية رضي الله عنه يكون شيعيعا
فان قلت ربما
فنقول فكذا
لايشترط في الناصبي طعن في علي رضي الله عنه
ولكن الناصبي من يناصب ال البيت العداوة
وان يكون عنده انحراف عن ال علي خاصة
والله اعلم
ـ[الورّاق]ــــــــ[05 - 07 - 02, 07:05 م]ـ
فائدة معترضة:
معذرة على هذه المداخلة المعترضة في هذا السجال العلمي الرائع، وإنما أردت أن أبين أن ابن عدي رحمه الله صرح في (الكامل 1/ 310) بأن الجوزجاني معروفٌ بميله إلى مذهب أهل دمشف في التحامل على علي رضي الله عنه، ولذا فإنه يبالغ رحمه الله بالحكم على الرواة الذين اتصفوا بالتشيع، وقال بعض الباحثين: إن الجوزجاني يبالغ في الحكم على بدعتهم لا على حديثهم؛ فلذا نقبل أحكامهم عليهم ولا ندعها لهذا ..
قال الوراق: الواقع يصدق ذلك أو يكذبه، فأين من يجرِد لنا أحكام الجوزجاني على الرواة الشيعة لنعلم الصواب الفصل.
وشكراً للجميع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 07 - 02, 09:14 م]ـ
أخي الفاضل ابن وهب وفقه الله
تفضلت وقلت: . وهذا لا أخالفك به. بل هو موافقٌ لقولي: .
فأين تجد دليلاً على أن الجوزجاني يناصب أهل البيت العداء؟ مجرد كونه شامياً ليس بدليل. وإلا لاتهمنا مكحول والزهري والأوزاعي بالنصب! (الزهري من أئمة الحجاز كذلك، لكن لا تنسى أنه عمل لبني وأمية ولبس لبس الجند).
وليس على الجوزجاني مأخذ سوى قصة الدجاجة. وليس فيها أن فيه غلواً (!!) في النصب. وإنما هو -كبقية أهل الشام- مستاء من قتل علي رضي الله عنه لعشرات الآلاف من الشاميين. وإلا فأين مناصبته للعداء لأهل البيت؟!
والأعمش متهم بالتشيع. ولكن ثناءه على معاوية إن ثبت ينف هذا. كيف وقد فضّل معاوية على عمر بن عبد العزيز؟ والذي عندي أن من فضّل الشيخان على علي فقد برئ من الرفض. ومن ترضى على معاوية وأثنى عليه فقد برئ من التشيع المذموم. فلو كان عنده ميلٌ للشيعة نقول عنه علوي. ويقابله العثماني، أي المؤيد لمعاوية دون أن ينتقص علياً وبنيه.
الأخ الفاضل الورّاق
كلامك صحيح. الجوزجاني يبالغ في الحكم على بدعتهم لا على حديثهم. وقد ضربت بعض الأمثلة أعلاه. أما عن الأعمش فقد أجبنا عليه. ويقابله توثيقه لحبة بن جوين.
¥