تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وطريقتي أن أقوم بنقل كلامه كاملا بين معكوفتين، وأميّزه بخط تحته، ثم أبيّن عواره، خلافا لما فعله الحميري في إغلاقه، حيث ينقل كلامي بعد أن يُعيد صياغته عموماً، ويقطع ما يتعلق به غالباً، ليتسنى له تحوير المعنى والتلبيس! وقد أغنانا الله بالحق عن سلوك مسلكه والحمد لله.

وقبل الشروع في الرد أنبه القارئ أن الحميري هذا بقي يحرر ردّه عليّ بضعة أشهر، فبين كتابتي لردي وتاريخ كتابة ردّه قريب من نصف سنة، وعليه فإنه مؤاخذ تماماً بما سيأتي بيانه من كذب ومغالطة وتدليس متعمد، ولا عذر له بالعجلة ونحوها، ومسؤوليته كاملة عن عباراته ودلالاتها، فإنها مراجعة ومحررة من لدنه منتقاة.

كما أود من القارئ ليكون على بيّنة ويفهم السياق أن يراجع كتابتي السابقة حول الموضوع بعنوان:

(دفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وسنّته المطهرة، وكشف تواطؤ عيسى الحميري ومحمود سعيد ممدوح على وضع الحديث: تفنيد القطعة المكذوبة التي أخرجاها ونسباها لمصنف عبدالرزاق)، فإن فيها غنية للمُنصف وطالب الحق حول الموضوع، ولم يخدش (الإغلاق) فيها شيئا يُذكر ولله الحمد، وقد نُشرت في عدد من المواقع على شبكة المعلومات (الإنترنت)، مثل ملتقى أهل الحديث، ويجد هناك عدداً من بيانات أهل العلم حول الموضوع، وكلها في نفس السياق.

والله المستعان، وعليه التكلان.

وقفة مع التهرب

استهلّ الحميري رده بمحاولة مكشوفة لفك الحصار عليه من علماء الأقطار الذين كتبوا وحذّروا من مصنّفه المكذوب، فهو لا يستطيع أن يرد على جميع العلماء دفعة واحدة، ولا يريد أن يظهر لأتباعه أن صاحبهم يعارض ويخالف كل من تكلم في الموضوع من كبار العلماء والدكاترة المختصين في الحديث ومخطوطاته، فلا بد من تضييق نطاق المعركة إلى أقل ما يمكن، وظن أنه استطاع ذلك بقوله أوائل رده عن المعترضين:

[بيد أن جماعة من المتطرفين وهم في نظرنا على قسمين: متطرفون رغبة في الارتزاق وبسبب العمل والمجاورة، ومتطرفون أصليون، وكلا القسمين ركب مركبًا بعيدًا عن النقد العلمي الصحيح، البعيد عن يسر وسماحة الإسلام، وتحسين الظن بالمسلمين، فأخذوا يكيلون الذم لنا ولأصحابنا بشتى الطرق حتى اتهمونا بالعظائم والشنائع انتصارًا لأهوائهم ولحاجة في أنفسهم ... وكان مركبهم يجدف بمجدافي الغل والحقد من ناحية، والخيانة والبهتان من ناحية أخرى] .. الخ.

ثم أراد أن يُظهر بأني خصمه الوحيد، وجعل يردد في رده: [قال المعترض]، ولا يقصد غيري، ولا يسوق إلا كلامي، إلى آخر ردّه الطويل الهزيل، وما أورد عن غيري شيئاً، اللهم إلا انتقاداً جزئياً واحداً للشيخ الفاضل عمر النشوقاتي (مع كون ردّه طويلاً هو الآخر)، وضرب عرض الحائط بأقاويل سائر العلماء والمختصين الذين اتهمهم بالجملة، وظن بهذا أنه أزاح عن كاهله عبئاً، واختزل مؤنة الرد عليهم!

والواقع أن فعله هذا ليس سوى حَيدة ظاهرة، وهروب جبان من مطارق الحقيقة، فضلاً عن قلة الأدب والتربية، فاتهامُه لجميع من رد عليه بالتطرف والارتزاق لا ينطبق إلا عليه وعلى من معه، فكُلٌّ يرى الناس بمنظار طبعه، وكثيرون يعلمون حال هذا المجرم مع مخالفيه من أهل السنّة في بلده لما كان متنفذاً في إدارة الأوقاف، وإقصاءه وإيذاءه لهم، ومحاربته إياهم بشتى الطرق، وتسخير الجهود والأموال في محاربة السنّة قولاً وعملاً وتأليفاً واستكتاباً وسعياً بشكل لم يُعهد في تاريخ بلاده! وألفاظُه الشنيعة بحقهم في كتاباته معروفة كذلك، بمناسبة وبغيرها (كما في حاشية مصنَّفه ص57)، وهكذا في فاتحة ردّه وأثنائه، مع أنه (تمسكن فيه) لما صار في موقف التهمة والضعف! وصار يمثّل دور الحريص على وحدة الصف الإسلامي وهو أحد هادميه! وينادي بتحسين الظن وهو أحد فاقديه!

ولقائل أن يسأل: من هم هؤلاء الذين حكم الحميري عليهم بالتطرف، وأن جميعهم بين متطرف أصلي أو مرتزق منافق، وأنهم جميعاً ردّوا عليه غلاً وحقداً وبهتاناً وخيانة، وما استثنى من هذا التعميم أحدا؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير