*تجاهل الحميري نقاطاً مهمة كثيرة في نقدي للمخطوط، فأعرض رأساً عما أوردتُه عن غرابة وجود المصنف في بغداد في العصور المتأخرة بالأدلة، وقضية نسخ الكتب المتخصصة، وترجمة الناسخ، والإيراد على كون الناسخ خطاطاً! فلو كان عنده جواباً علمياً عما سبق أو حتى منفذ للتدليس لما تأخر عنه، ولكن!
* تجاهل الحميري ما أثبتُّه من كون كتب الرافضة المتأخرة هي من موارد واضع جزئه! وأن الحديث الأول في جزئه مأخوذ عنهم.
* تجاهل الحميري ما أوردته من مثالين لحديثين وردا في المصنف الحقيقي عن عبد الرزاق مخالفين لسند ومتن ما جاء في جزء الحميري المكذوب، وأنهما مسروقان بلفظهما من مصنف ابن أبي شيبة!
* تجاهل الحميري الرد على مجموعة من الانتقادات التي أوردتها على أحاديث جزئه، من جهة الركاكة والتركيب، وقد انتقى من الأحاديث المنتقدة بعضاً مما ظن أن له إجابة عليها، وترك الباقي، فماذا يسمى هذا إلا التسليم بتلك الانتقادات وعجزه عن الإجابة عنها، ومن ثم الإصرار وعدم الاعتراف بالحقيقة والتدليس على المخدوعين فيه بأن لا شيء يقدح في جزئه المكذوب؟
وهذا المجرم المتعمد للخيانة قال عندما أورد الأحاديث المنتقدة: [زعمه بأن أحاديث هذه النسخة من التراكيب الأعجمية والمتأخرة وهي داخلة في اختلاق المتون مستشهدًا على دعواه بتسع نقاط:
النقطة الأولى: حديث رقم (7) الذي جاء فيه: (وأنورهم لونًا)، حديث رقم (9) وفيه: (كان أحلى الناس وأجملهم من بعيد).] ثم عدد بقية النقاط.
فأرجو من القارئ أن يقارن بين ردي وبين النقاط التي نقلها الحميري وزعم حصرها، وسيجد عددا من النقاط قفز عنها وتعامى عنها مع وجودها أمام ناظري وجهه! وأولها نقطة جاءت قبل النقطة الأولى عند الخائن الحميري، وهي قولي: [الحديث الأول ركيك جداً كما تقدم، وفيه تسمية مهن متأخرة، ومما فيه: "ومنهم من رأى شفتيه فصار أحسن الوجه ووزيرا .. ومنهم من رأى سنه فصار أحسن الوجه من الرجال والنساء"، ولعل الوضاع الهندي أراد: "حسن الوجه". كذلك فيه: "ومنهم من رأى تحت قدميه فصار ماشيا".]
وبين النقطتين الثانية والثالثة عنده قفز عن واحدة في ردي! وكذلك بين الرابعة والخامسة، بل إنه ترك الإجابة في هذين عن الإيراد في المتن وركاكته وانتقل للكلام في ابن أبي زائدة هو هو يحيى أو زكريا! أما النقطة السادسة فأجاب عن إيرادي بقوله: [أعرضت عنه جانباً]!!!
وهناك أمور وانتقادات كثيرة أهملها وسكت عنها إقراراً في نفسه وعجزاً، مع المكابرة وعدم الاعتراف، (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعُلُوًّا)، ولست أبالغ إن قلت إنه تهرب عن أكثر ردي، مع تظاهره في رده أنه حصر نقاط ردي بقوله: أولا وثانيا .. الخ! ويعرف هذا المنصف العاقل الذي يقارن بين ردي الأول وإغلاقه!
فإذا كان هذا صنيعه معي فكيف بما حاد عنه من جموع (المعترضين!) باعتراضاتهم وردودهم؟ وحسبنا نقد فضيلة الشيخ عبد الله السعد وفقه الله، فقد أورد جملة من الانتقادات القوية حول تركيب الأسانيد، أعرض عنها الحميري رأساً! فأقول لمن لا يزال مغشوشاً بالحميري: هل هذا صنيع من يبتغي الإنصاف والنصح وتتبع الحق؟ ويدعي إحاطة الشبهات إحاطة السوار بالمعصم وإحباطها؟
علماً أنني لم أشأ أن أتتبع جميع ما تهرب منه، وأذره في حال تمادى وعاد، وحينها:
فإن عادت العقرب عُدنا لها ... وكانت النعل لها حاضرة
مسلسل الكذب المتعمد الصريح
بعد أن تجاهل الحميري المعترضين جملة، واكتفى بالرد على واحد تقريبا، وتهرب من كثير من نقده: رصّع هذا الحميري ردّه بمجموعة من الكذبات الصريحة السافرة، فما حيلة من يجابه الحق إلا اللجوء للباطل؟ فمما قال الحميري:
[وفي المجلد الأول عثرت على القطعة المفقودة من المصنف، وبينت في التحقيق أنها وردت إلي من بلاد ما وراء النهر].
¥