تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

علما أن ثقته جالب النسخة كتب بخط يده -فيما ألحقه الحميري بإغلاقه-: [وما زلنا نبحث عن الأصل الذي نُسخت منه هذه المخطوطة، وبإذن الله سنجدها قريبا إن شاء الله] وتاريخ كتابته 17/ 5/1427 [13/ 6/2006م] وتاريخ كتابة الحميري 23/ 5/1427 [19/ 6/2006م] أي بينهما بضعة أيام فقط!! وشهادته تنقض ما يذكره الحميري من احتراق النسخة، إلا إن كانت جمِّعت من الرماد بعد احتراقها وأُعيد ترميمها! كما أن شهادة ثقته تكذّب الحميري في غير ذلك، حيث تقدم قول الحميري: [ثم سألت الثقات من أهل العلم والفضل والخبرة من البلاد التي وردتنا منها المخطوطة عن نوعية ورق المخطوط؟ فأخبروني بأن هذا الورق قد فقد منذ حوالي ثلاثمائة سنة على الأقل].

بينما قال ثقته بخط يده: [وقد قرر أهل العلم من أهل الاختصاص هناك أن الورق الذي كتبت به المخطوطتان يرجع عمرهما إلى مائة وخمسين سنة تقريباً، وأن هذا الورق اختفى منذ سنين عديدة في تلك المناطق وما جاورها].

لاحظوا الفرق بين النقلين! فإن كان الحميري مصرًّا على ثقة جالب النسخة فقد حكم هذا الحميري على نفسه بالكذب، وسقطت الثقة بعمله هذا وغيره، وإن حكم أنه هو الصادق وجالب النسخة كاذب فقد حكم على مخطوطه أيضا بالسقوط واطراح الثقة، فأحدهما -على الأقل- كذاب بحُكم الحميري نفسه! والنسخة باطلة على الوجهين بنفس الحكم! وكفى الله المؤمنين القتال!

ولا تستغربوا إن حُوصر الحميري في تحديد ممن عرف خبر النسخة الأصل أن يسد الطريق إليه بادعاء أن الأمريكان قتلوه في أفغانستان أو مات في غوانتنامو! كما حاول سد الطريق في أمر تتبع أصل نسخته بأنها عدمت واحترقت!

على أنه قد ثبت لدينا كذب الحميري نفسه وارتجاله الكذب المفضوح الذي يُدان به من كلامه نفسه -كما سبق ويأتي- فأنى يُصدَّق هو ومن يوثقه (!) في مثل هذا الأمر وغيره؟ وإلا فالتركيب بادٍ على الحكاية من أصلها! ولعلنا نعلم بهذا سبب إصرار الحميري على توثيق أخيه في العدالة والاعتقاد!

وهَب أنه كانت هذه النسخة من المصنف فعلا واحترقت في الحرب، لماذا لا تكون النسخة المحترقة هي المنسوخة من أصلهما ذي الثلاثمائة عام على الأقل في زعمه؟

ولماذا لم يفتح الحميري فمه ويذكر قضية النسخة الأصل وقصة الاحتراق في مقدمة تحقيقه، وترك القضية ولم يذكرها إلا حين افتضح أمرها وكشفها غيره من الناس؟ وليت شعري هل تخبئ لنا الأيام أموراً أخرى حرص على كتمانها، ثم لا يذكرها إلا بعد افتضاحها هي الأخرى؟ الله أعلم! ولا يُستغرب من الحميري شيء!

وقال: [عاودت سؤال أهل الاختصاص فأجمعوا على أن المخطوط درة يتيمة في بابها، ومن الأمانة إخراجها].

قلت: وهذه كذبة أخرى، فإن الحميري مع عدم تسميته لأهل الاختصاص هؤلاء قد ثبت لديّ كذبه في دعواه الإجماع، فإنني بالسؤال ما عرفتُ إلا ثلاثة ممن عرض عليهم المخطوط، أولهم الشيخ الكمداني، وثانيهم محمود سعيد ممدوح، فأما الكمداني فقد بيّن في كتابته عن الموضوع الجزم بتزوير المخطوط وحداثة خطه وورقه وكذب ما فيه، وأكّد على ذلك مراراً -شفاهاً وتحريراً- وحذّر الحميري من طبعه، ونقل عن الثاني ممدوح ما يفيد أنه لم يجزم بصحته وإنما كان موقفه رخواً بين رأيه ورأي الحميري، وبيان الكمداني منشور وأحال عليه الحميري بنفسه!

والثالث هو الشيخ محمد مطيع الحافظ، فقد علمتُ بالإسناد إليه أنه قال عن عُمر المخطوط إنه معاصر ولا يصل إلى خمسين سنة كحد أقصى. فصار عندنا اثنان على الأقل يكذّبان الإجماع.

وعلى ما سبق فحتى لو كان هناك آخرون استشارهم الحميري فإن دعواه على الإجماع كاذبة، مع الحاجة إلى معرفة هؤلاء المستشارين، ولا سيما وأنه يعتبر مثل محمود سعيد ممدوح من أهل الاختصاص في المخطوطات! وما له فيه جهدٌ إلا تحقيق قديم لجزء صلاة التسبيح لابن ناصر الدين، وبالمقابلة على المخطوط الذي اعتمد عليه تبيّن في عمله وجود عشرات السقوط -لكلمات وجُمل! - والتحريفات بل والإضافات، مع صغر المخطوط!

ثم قد أشار الشيخ الكمداني في كتابته أن الحميري كان يسأل المختص وغير المختص في شأن المصنف!

على أنه ثبت أن الحميري هذا كذاب في نقله، فمن كتم وحرّف شهادات من سبق من المعروفين فكيف يصدّق على غيرهم من المجاهيل؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير