تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الحميري: [إن المعترض قد بلغ غاية قصوى من البعد والشطط، فادعى عليَّ وعلى المحدث محمود سعيد ممدوح كذبًا وزورًا، تزويرنا للقطعة المعنية من مصنف عبد الرزاق، ثم لما تبين له خطؤه البين وتسرعه الفادح تراجع عن هذه الدعوى وتناقض مع نفسه، فأبطل قوله بنفسه].

قلت: هذه كذبة فجة للغاية، وهذا الرجل واحد -على الأقل- من اثنين: إما لا يستحي من الكذب مطلقاً، أو أن عنده مشكلة جادة في الفهم والإمكانات العقلية.

وللقارئ الرجوع إلى كلامي وسيجد أني ذكرت مراراً وتكراراً أن الواضع من بريلوية الهند، فهل يحسب الحميري نفسه وصاحبه ممدوح منهم؟ أم إنها دعوى المريب؟

ولكن بعد مضي الوقت على كتابة ردي الأول تنامى إلى سمعي هذه الدعوى السخيفة التي يحاول الحميري وصاحبه التعلق بها، فقلتُ في بعض ردودي التي رآها:

[أود توضيح عبارتي في مطلع الرد، ونصها: [ويرى الشيخ أديب أن الحميري ليس له علاقة مباشرة في تزوير المخطوط، وأنه كان يجهل وضعه ذلك الوقت، بخلاف محمود سعيد ممدوح] فهنا ثلاث مقاطع نقلتها عن الشيخ أديب الكمداني:

1 - أن الحميري ليس له علاقة في تزوير المخطوط. (انتهت هذه الفقرة)

2 - وأن الحميري كان يجهل وضع المخطوط ذلك الوقت (وهنا انتهت الفقرة الثانية، واستدركتُ على هذه الفقرة ما جاء في الفقرة الثالثة، وهي):

3 - خلافا لمحمود سعيد ممدوح.

فقصدي الواضح: أنه وقت رؤية الكمداني للمخطوط مع ممدوح عند الحميري، كان الحميري جاهلا بوضعه، بخلاف ممدوح الذي لا يخفاه وضعه، ولم يقل الشيخ الكمداني ولا نقلتُ عنه أنه يتهم ممدوح بتزوير المخطوط!

وإنما جرى البيان لأنه بلغني أن ممدوحا حمّل عبارتي أسوأ ما يمكن أن يُفهم، وجعلني أتهمه على لسان الكمداني بتزوير المخطوط، مُعرضا عن السباق واللحاق، فسبق هذا أن اتهام التزوير كان للبريلوية صراحة، ويلحق تأكيدُ ذلك عدة مرات، وذكرُ كلام خاص عن دور ممدوح في الجريمة بنوع تفصيل، وليس فيه اتهامه بتزوير المخطوط.

ونظرا لأن الغريق يتعلق بالقشة، فقد ظن ممدوح أنه وجد هنا شبه ثغرة ليستغلها ضد الشيخ الكمداني وضدي، بأنا اتهمناه بما ليس فيه، وهيهات!

وكم من عائب قولا صحيحاً * * * وآفته من الفهم السقيم!

علما بأن سلوكه لمثل هذه الجادة يثبّت عليه دوره الحقيقي في الجريمة كما ذكرناه، إذ لو كان له مخرج سليم لأتى به؛ وعدل عن مثل هذه الحيلة المكشوفة!

وقد ميّزت النصوص بالألوان تقريبا لفهم بعض الناس! نسأل الله الستر والمعافاة!]

فهذا كان ردي قبل ثلاثة أشهر من الإغلاق، وقد اطلع عليه الحميري، فهل تراه فهم رغم التقريب والتوضيح؟ كلا! بل زاد ضغثاً على إبالة وادعى أن ردّي المنقول آنفا هو تراجع مني عن الاتهام! وللقارئ النظر والمقارنة! وأدعوه إلى الاعتبار بهذا العقل الذي لا يفهم حتى بالتكرار والتوضيح والألوان وتحليل العبارة!

علماً أن المعترض كان ممدوح الذي جعل الاتهام منصباً عليه، ثم وصل الحال بعقل الحميري إلى أن ظن الاتهام فيه هو!

ولعل قائلا يقول هنا: ما كان أغنى الحميري أن يُذل نفسه هكذا ويُظهر نفسه بهذه الحال.

والجواب إن هذه الكذبة والفضيحة العقلية مهمة جدًّا له، لأنه بنى عليها جزءً مهما من الإغلاق، وأراد أن يظهر بمظهر المظلوم الذي يُرمى بما ليس فيه، وأن يحرف مسار الكلام عن التزوير قدر الإمكان عن أيامنا المعاصرة، ليقدر أن يقول إن المخطوط: [كُتب قبل أن أولد قطعًا]!

وحول علاقة الحميري المباشرة بوضع الجزء أسوق ما كتبه أحد أهل الفضل والعقل، وهو الكاتب باسم (خزانة الأدب) في ملتقى أهل الحديث، فقال معقباً على بيان الشيخ الكمداني الذي كذّب فيه الجزء مع تبرئته للحميري وممدوح من المشاركة في تزويره:

[على حدّ علمي لم يتهم أحدٌ الحميريَّ وممدوحاً بتزوير الكتاب، بل هما متَّهمان بما هو واضح وضوح الشمس، وأكده الشيخ أديب الكمداني بكلامه هذا وهو في معرض الدفاع عنهما، فما زادهما إلا تهمةً!! وهو أنهما شريكان في التزوير بنشرهما إياه وشهادتهما لصحته، واستبسالهما في الدفاع عنه، وإعراضهما عن نصيحة كل ناصح يقول لهما إن تزويره كالشمس في رابعة النهار!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير