تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم اعجب إليه وهو يقول: [وقد انتقدَنا وعرّض بالدكتور محمود سعيد ممدوح عند حديثه عنه اختلاق المتابعات في حديث رقم (20) بأن متابعة الزهري فاتت على المتقدمين والمتأخرين حتى أدركناها، علمًا بأن هذا الأمر لم يغلق بابه حتى قيام الساعة]!

يُشير إلى حديث أبي سعيد في التسمية عند الوضوء؛ الذي نص مثل أحمد وابن عدي على انفراد كثير بن زيد فيه، ولم يخرجه أحد في الدنيا من ذلك الوجه إلا من طريقه، ثم جاء في آخر الزمان متابعة الزهري لكثير في مصنف الحميري!! وانظر كيف ناقشها الحميري دكتور الحديث!!

على كل حال فلن أتكلم عن حد قبول زيادة الثقة من حيث الطبقة والرتبة، وكونها لا تقبل بشكل مضطرد، فلا أشك أن الحميري لن يستوعب الكلام في هذه المسألة الدقيقة -وهو الجاهل بعموميات الحديث وتطبيقات المصطلح كما تجلى للجميع! - وله سلوان بقول الإمام مسلم في مقدمته آنفة الذكر: "فأما عوام الناس الذين هم بخلاف معاني الخاص من أهل التيقظ والمعرفة فلا معنى لهم في طلب الكثير وقد عجزوا عن معرفة القليل".

ثم يقال للحميري: تعال وأرنا أحاديثك هذه في كتب الغرائب والأفراد، بل والموضوعات، ولست أشك أنك أغربت عليها!

* حاول الحميري أن يظهر في بداية رده مثل (المحققين!) فكتب مقدمة مضحكة عن منهجه في تحقيق المخطوط الذي ادعى إجماع (المختصين!) أنه درة يتيمة، فقال:

[وبناء على المعطيات السابقة والاستخارة والاستشارة] لاحظ أن المنهج الآتي ليس مختصا به، بل جاء بعد الاستشارة أيضا، وهذا ينبئك عن حال من يُطلق عليهم (متخصصين)! ويحتج بهم -إن كان صادقاً في النقل عنهم [عزمتُ على تحقيق المخطوط ملاحظاً الأصول العلمية الآتية:

أ- جمع النسخ] وهو يصرح أن نسخته درة يتيمة! [والمفاضلة بينها] ومن يدري؟ لعل نسخته اليتيمة تكون مفضولة هنا! [مع اعتبار المتقدمة تاريخيًا من المؤلف]!! [والاعتماد على النسخة الأم]!! [والرمز لها] كأن يقول: في يتيمة الدهر [والمقابلة مع بقية المخطوطات] كالنسخة المترجمة إلى الأوردية [استدراكًا لما قد يقع في النسخة المعتمدة من نقص]. ولماذا يكون فيها نقص؟ وهو صرَّح أنها أدق من المطبوع، وقال في مقدمة تحقيقه إنه لم يجد فيها خطأ لغويا واحداً!

[ب- البحث عن خط المؤلف.] يعني الإمام عبد الرزاق المتوفى سنة 211!

[ج- البحث عن مخطوطة كتبت في عصره وقرئت عليه.] ومن يدري؟ ربما وجد أكثر من نسخة كتبت آخر القرن الثاني أو أول الثالث!

[د- أن تكون على النسخة سماعات.] هو يتكلم عن نسخة المؤلف أو نسخة قرئت عليه، ولم ينتقل في الحديث عن نسخ متأخرة كما في الفقرة التالية، فيكون قصده هنا وجود سماع للإمام أحمد مثلاً، وآخر لابن معين، ثم طبقة سماع أخرى فيها الدبري، وهكذا.

[ه- أن تكون المخطوطة كتبت قريبًا من عصر المؤلف.] كأن تكون بخط أبي داود أو الترمذي في القرن الثالث! ولا مانع أن تتأخر وتكون بخط الطبراني في القرن الرابع! المهم أن لا تصل للقرون المتأخرة، كالقرن الثامن والتاسع، ناهيك عن القرن العاشر، ومن باب أولى أن لا تكون كُتبت من بضع سنوات في القرن الخامس عشر!

[و- وأن يرى في المخطوط آثار المقابلة كمثل دائرة وبها نقطة.] أو كمثل صفحة مصورة من مطبوعة مصنف عبد الرزاق مدبسة بالأصل.

[لكن وجود هذه الشروط ليس مطردًا ولا لازمًا] فلماذا الحشو والمجيء بما لا يُمكن تطبيقه على الدرة اليتيمة؟ [وإذا لم توجد تلك الشروط والحاجة ماسة إلى تلك المخطوطة اكتفي بالموجود؛ فإن ما لا يدرك كله لا يترك جله] وهو ترك كل -وليس جل- الشروط النظرية التي ذكرها في طريقة تحقيق الدرة اليتيمة! فالحاجة -عموماً- تسوغ الوسيلة عنده، فكيف إذا كانت الحاجة ماسة؟

ويُستدرك على منهجه في التحقيق الفقرة (أ) أمران عُرفا باستقراء عمله:

أ (1): نعم، المقابلة على بقية المخطوطات (!!) لاستدراك السقط إن وُجد، وكذلك الرجوع إلى أصول الناسخ لاستدراك التحريفات، مثل أخطائه عند نقله من كتب ابن عربي الحاتمي المتوفى بعد عبد الرزاق بأربعة قرون وزيادة، فيغيّر النص إلى ما جاء عند ابن عربي لأنه الأصل، هذا ما طبّقه الحميري فعلا على حديث النور! وفعل مثله في الحديثين (13 و17) وأصلحهما من أصلهما دلائل الخيرات!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير