ـ[علاء الدين بن محمد مرعي الحسني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:26 ص]ـ
اللهم اهدنا إلى خير ترضاه
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 12 - 06, 01:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فما أصبرهم على النار!
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فقد غادرت الهند إلى مكة المكرمة في أواخر شهر صفر لعام 1427هـ كاسفَ البال، حزين القلب، جريح المشاعر نتيجة المحاولة المشؤومة الفاشلة للانتقاص من المبعوث إلى كافة الناس رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، بنشر رسوم في الجرائد والمجلات الدنماركية وغيرها.
هذه المحاولة القذرة قام بها الأقزام والأشرار من نصارى الغرب، ولكنني بعد وصولي إلى مدينة الرياض العامرة اطلعت على محاولة خبيثة قام بها بعض من يدَّعي الإسلام بوضع أحاديث مكذوبة على خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم،.
أطلعني أخي في الله / محمد زياد التكلة على كتاب (في 105 صفحات) مكذوب مفترى، ألصق زورًا وبهتانًا بالحافظ الإمام عبدالرزاق الصنعاني –رحمه الله-، وإنما افتُعل ونُشر لما في متونه من آراء منحرفة وأباطيل مدسوسة، مثل إثبات أولية النور لمحمدي، وجملة خرافات أخرى.
أما الأسانيد فقد ركبت كيفما اتفق لتبدو كأنها من رواية عبدالرزاق فعلاً، ولكن الممارس لكتب الحديث يعلم بطلانها وتركيبها بمجرد النظر، كيف إذا قرن معها المتون المنكرة ذات المخالفات الشرعية والتراكيب الأعجمية؟ ودرس النسخة المزعومة للكتاب؟
إن المسلمين في أقطار الأرض كلها يبكون دموعًا ودماءً على الجرأة الممقوتة التي ظهرت من خبثاء النصارى في الغرب، ويتظاهرون في الشوارع لإبداء سخطهم وغضبهم نحو الموقف المشين، ولكن ماذا يكون موقفهم إزاء الكذب والافتراء الذي تعمده بعض من يدعي الإسلام، ويندس في صفوف المسلمين! إن الذين يدعون الإسلام ويأتون بهذه الأعمال الإجرامية في شأن القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، هم الذين يجرِّؤُون أعداء الحق والدين على الإساءة إلى الإسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم،.
وقد وفق الله تعالى عالمًا شابًا حريصًا على الذب عن السنة للكشف عن المؤامرة التي دبرت ضد مصنف عبدالرزاق، فأنشأ مقالاً طويلاً كشف به القناع عن هذه المؤامرة، وتكلم على الأصل المخطوط فذكر قصته، وكيف أنه وصل إلى المحقق مزورًا من الهند، وتواطأ معه بعض المنتسبين إلى العلم فادعى أن المخطوط موثوق به وأن المحقق جهده مشكور في التحقيق!
ولكشف علل المخطوط المزور أورد الأخ محمد زياد عدة نقاط توضح مدى تواطؤ المتآمرين ضد السنة المشرقة وضد مصنف المحدث عبدالرزاق، قال في النقطة الأولى: «إن تفرد نسخة الكتاب ما بين قادرية الهند والحميري كاف للتشكيك بمصداقية الكتاب لأن طائفة القادرية هناك (وهي البريلوية) من غلاة الطرقية الذين يعتقدون ويدعون لأولية النور المحمدي» إلخ.
وقال في النقطة الثانية: «إن المخطوط مزور، وليس من كتابات القرن العاشر –وإن كتب عليه ذلك، وجاهد الحميري لتثبيته- فمن الواضح أن كاتبه خطاط معاصر هندي، وخطه من جنس خطوط الطبعات الحجرية في القرن الماضي في الهند» إلخ.
وصرح في النقطة الرابعة بأنه مما يدل على عدم الثقة في النسخة أنه لا سند لها ولا سماعات عليها، بخلاف المفترض لكتاب كهذا، إلخ.
وبعد الكلام على المخطوط المزعوم تناول الأخ المكرم وضع المتون والأسانيد، فألقى الضوء أولاً على كون المتون مختلقة، وساق الأدلة على ذلك، وأبرز بهذا الصدد التراكيب الأعجمية والمتأخرة في المخطوط، ثم ساق أسماء العلماء الذين لهم كتابات في التحذير من حديث النور المكذوب المصادم للنصوص.
والطريف هنا أن الشيخ عبدالله الغماري (شيخ محمود سعيد ممدوح) من هؤلاء العلماء الذين ألفوا محذرين من الحديث المكذوب، فمن قوله فيه: «وعزوه إلى رواية عبدالرزاق خطأ، لأنه لا يوجد في مصنفه ولا جامعه ولا تفسيره، وهو حديث موضوع جزمًا، وفيه اصطلاحات المتصوفة» إلخ.
ولصاحبنا محمد زياد كلام نفيس حول الموارد التي اعتمد عليها الحميري في تأليف الجزء المكذوب، وكذلك كلام على الأسانيد في أربع نقاط، وهي جميعًا مهمة، وبصدد تقويم تعليقات الحميري على الأحاديث قال الأخ الفاضل: «فإنما تدل على جهله المطبق وتخليطه في السنة» إلخ.
والكاتب الكريم وضح موجز بحثه في خاتمة المقال، فحذر من مصنف الحميري بوصفه «بيّن الوضع والتزوير»، وحكم على المزوِّر ومَنْ ساعده ووافقه على هذا التزوير بأنهما لا يوثق بهما في دينهما وعلمهما، ومن استحل الكذب ونشره عن النبي صلى الله عليه وسلم، فماذا بقي فيه من خير؟
وللكاتب الفاضل تنبيه بليغ حول زمن ظهور المحاولة الممقوتة في تزوير المخطوط يقول: «وإنه من غرائب الموافقات أن يخرج مصنف الحميري في الوقت الذي يحارب فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ويستهزأ بشخصه ودينه» إلخ.
وختامًا لهذه السطور أبدي اليقين والثقة بأن الله –عزوجل- يوفق علماء الحق في كل زمان ومكان لنشر السنة النبوية الشريفة، ولسحق من يتعمد الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم،، ولفضح من يتلاعب بالحديث الشريف، ويحاول العبث به، ويهدف إلى إدخال الخرافات إلى دين الإسلام الذي أنزله الله تعالى رحمة وهداية للناس.
نفع الله تعالى بمقال الأخ محمد زياد كل من قرأه بإخلاص، ووفقه لمزيد من خدمة السنة الشريفة والعقيدة الصحيحة، إنه ولي التوفيق، وصلى الله على رسوله الكريم وعلى آله صوحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
د. مقتدى حسن محمد ياسين الأزهري
وكيل الجامعة السلفية (بنارس- الهند)
الرياض
16/ ربيع الأول 1427هـ
¥