تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

روى الطبراني في الصغير (426) والأوسط (3532) –ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 246) - وأبو الفضل الزهري في حديثه (2/رقم555) والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص181) وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (1/ترجمة: إسحاق بن إبراهيم بن زيد التيمي) من طرق عن عاصم بن يوسف اليربوعي عن سعير بن الخمس عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بقطعة من ذهب من معدِنِ بني سُليم، فقال: هذا من أين؟ قالوا: من معدن لنا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنها ستكون معادن ويكون فيها شرارُ خلقِ الله".

قال الطبراني: "لم يروه عن سعير إلا عاصم".

قلت: عاصم بن يوسف اليربوعي الكوفي ثقة؛ وثقه مطين الحضرمي والدارقطني، وقال البزار: "لا بأس به"، كما في تهذيب التهذيب (5/ 52).

ولم أجد متابعا لسعير على رواية هذا الحديث عن ابن عمر، بل خالفه سفيان الثوري، فرواه عن زيد بن أسلم عن رجل من بني سلم عن جده أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بفضة، فقال: هذه من معدن لنا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ستكون معادن يحضرها شرار الناس"، أخرجه أحمد في مسنده (5/ 430) وابن أبي شيبة في مسنده (589) وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/رقم1430) عن عبد الرحمن بن مهدي عنه.

قلت: سفيان الثوري أحفظ من مائة مثل سعير، فرواية هذا الأخير شاذة، وما رواه الثوري هو المحفوظ.

وسند الحديث ضعيف من أجل شيخ زيد بن أسلم فإنه مبهم، لكنه تابعي وحفيد صحابي، وجده صحابي وهو من سأل رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهم-:

-1 - حديث أبي هريرة:

قال أبو يعلى الموصلي في مسنده (11/رقم6421): حدثنا عمرو بن الضحاك حدثنا أبي أخبرنا عبد الحميد بن جعفر قال: سمعت أبا الجهم القواس يحدث أبي، وكان رجلا فارسيا ثقيل اللسان وكان من أصحاب أبي هريرة، قال: سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "يظهر معدن في أرض بني سليم يقال له فُرْعُون أو فُرْعَان، -وذلك بلسان أبي الجهم قريب من السواء- يخرج إليه شرار الناس، أو يحشر إليه شرار الناس".

قلت: أبو الجهم الفارسي القَوَّاس، ترجمه مسلم في الكنى والأسماء (1/ 184) برواية عبدالحميد بن جعفر المدني عنه، وقد سمع منه أيضا والد عبدالحميد: جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري –وهو ثقة- كما في هذا الحديث، وقد ترجم البخاري في كتاب الكنى من تاريخه (ص20) لراو كنيته أبو الجهم، وقال: روى عنه الليث، وقد يكون هو الفارسي، فعبد الحميد من طبقة الليث بن سعد، والليث روى كثيرا عن أهل المدينة، والله أعلم، [ولينظر كتابي الكنى ولأسماء للدولابي ولأبي أحمد الحاكم، فإن يدي لا تطولهما الآن].

-وله طريق آخر موقوف؛ رواه عبد الرزاق في المصنف (11/رقم19761) عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن رجل عن أبي هريرة قال: لتظهرن معادن في آخر الزمان يخرج إليه شرار الناس.

لعل شيخ إسماعيل هو: سعيد بن أبي سعيد المقبري، والله أعلم.

وله طرق أخرى عن أبي هريرة أضربت صفحا عنها.

-2 - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما-:

أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (2/رقم1649) والحاكم في المستدرك (4/ 505) من طريقين عن ابن أبي ذئب عن قارظ بن شيبة عن أبي غطفان قال: سمعت عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- يقول: تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من الحجاز، يأتيه من شرار الناس، يقال له: فُرْعُون، فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

قلت: بل هو حسن فحسب؛ فقارظ بن شيبة الليثي المدني، قال فيه النسائي: لا بأس به، وهذه الرواية تشهد لرواية أبي هريرة المتقدمة عند أبي يعلى الموصلي.

فائدة:

فُرْعَان: بضم الفاء، وتسكين الراء، وفتح العين على وزن فُعْلاَن؛ وهو جبل بين المدينة وذي خشب يتبدى فيه الناس، ولعله الموضوع المذكور في الحديث آنفا. (معجم ما استعجم 3/ 1021).

يتبع، وأتمنى من الإخوة أن يشاركونا ..

ـ[السي&#]ــــــــ[10 - 07 - 02, 11:49 م]ـ

الشيخ أبو إسحاق التطواني وفقه الله وسدد خطاه

ينبغي لنا أخذ كلام العلماء المتقدمين في الحديث في حكمهم على الأحاديث بعين الإعتبار ونقدمهم على غيرهم لأنهم فرسان الحديث

فكيف يكون في حديث يقول عنه البخاري منكر ويقول أبقو حاتم موضوع ويستغربه الترمذي

نعم هؤلاء العلماء ليسوا بمعصومين ولكن كلامهم في العلل هو الأصل وعليه المعول فبودي بارك الله فيك ونفع بك لو تراجع الحديث الأول أكثر

وقد تكون العلة هي من رواية سعير فكون الرواة يروون عنه مناكير مثل هذا الحديث فيكون الخلل منه هو

ولعل قول البخاري فيه (وسعير بن الخمس كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير) فيها دلالة على هذا الأمر ويضاف له كلام أبي حاتم في كونه (صالح الحديث يكتب حديثه، ولا يحتج به) يدل على ذلك

ولعل من وثقه قصد صدقه في نفسه وثقته والذين تكلموا في حديثه وضحوا وجه الجرح برواية المناكير عنه وهذا جرح مفسر واضح ومعهم زيادة علم

وهذا بارك الله فيك من باب المدارسة لهذا الحديث والراوي ومشاركة لك في موضوعك المفيد جدا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير