ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:32 م]ـ
أحسنت أخي الكريم في تحليلك لقول الإمام النسائي
وسيأتي ما يتعلق بذلك أيضا ان شاء الله تعالى ولكن ليس الآن
المناقشة الأولى:
مناقشة قول الإمام الدارقطني في ابن أبي أويس
قال الإمام الدارقطني في ابن أبي أويس:"لا أختاره في الصحيح"
(تهذيب التهذيب 1: 271)
وهذه العبارة - كما هو معلوم - لا يلزم منها الطعن في عدالته ودينه وصدقه
فعلى الرغم من أن الإمام الدارقطني حكى للبرقاني ما بلغه عن النسائي مجيبا عن سؤال البرقاني له, إلا أنه لم يطعن في صدق ابن أبي أويس
وهذا يؤكد أن الدارقطني قد أهمل ما حكاه له الوزير , لعدم ثبوت تلك الرواية عنده , أو لشكه في ثبوتها , أو أنها ثبتت عنده ولكنه رأى انه لا يلزم منها المعنى الذي فهمه النسائي ,
ويؤكده ما قاله البرقاني في سؤالاته:
" " قلت له: شريك عن أبى اليقظان عن عدى بن ثابت عن أبيه عن جده، كيف هذا الإسناد؟
قال: ضعيف.
قلت: من جهة من؟
قال: أبو اليقظان ضعيف.
قلت: فيترك.
قال: لا، بل يخرج، رواه الناس قديما "
انتهى
وهذا يوضح أن قول الدارقطني عن الرجل "ضعيف " لا يلزم منه عنده ترك روايته
بل قد يعني به ضعف حفظه
بينما نجد الدارقطني يقول في الحسين بن عبد الله بن ضميرة:"متروك"
(انظر تعجيل المنفعة 1: 96)
وفي سؤالات البرقاني:
" وسألته عن حكيم بن جبير فقال كوفي يترك"
" وسألته عن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل فقال متروك "
وأيضا:
" سمعت أبا الحسن – هو الدارقطني - يقول: مطهر بن سليمان يعني الفقيه كذاب قلت:لم؟
قال:سمعته يوما يقول: سمعت من الفريابي حملني أبي أليه في سنت أربع وثلاثمائة
قال أبو الحسن: فقلت له: فهذا بعد أن مات بأربع سنين
00
قال أبو الحسن: و الفريابي قد قطع الحديث في شوال من سنة ثلاثمائة ومات في المحرم سنة أحدى وثلاثمائة
قلتُ (أبو إسلام):
فلو ثبتت هذه الرواية عند الدارقطني , أو لو فهمها على أنها بمعنى اختلاق الحديث كذبا , لقال في ابن أبي أويس قولا شديدا تجريحا في عدالته ودينه وصدقه , مثلما فعل تماما مع مطهر بن سليمان وغيره ,
فإذا كان الإمام الدارقطني قد طعن في عدالة من كذب عليه هو , فهل يُتصور أن يتقاعس عن الطعن في عدالة من يختلق حديثا كذبا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخيرا: الإمام الدارقطني غير معاصر لابن أبي أويس , فابن أبي أويس مات سنة 226 , بينما مات الدارقطني سنة 385
والتحليل العقلي السليم يرجح قول أئمة الجرح والتعديل الذين عاصروا ابن أبي أويس وعايشوه, بل ورووا عنه , وتحملوا حديثه
وختاما أنقل لكم قول الحافظ أبي زرعة أحمد العراقي حيث نقل قول الدارقطني:
" وأما قول الدارقطني: لا أختاره في الصحيح "
ثم أجاب عنه قائلا:
" قد اختاره قبلك إماما الصحيح , إن كان لك مشتبه اتركه , وإلا فلا "
(البيان والتوضيح ص 56)
وما زالت هناك مناقشات أخرى
يتابع 00000000
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[05 - 02 - 06, 12:05 ص]ـ
تنبيه هام بخصوص كلامي المتقدم عن دراسة سند رواية " أضع الحديث ":
النسخة التي اعتمدتُ عليها هي:
" سؤالات أبي بكر الرقاني للدارقطني في الجرح والتعديل "
تحقيق وتعليق: مجدي السيد ابراهيم
الناشر: مكتبة القرآن
ونصه:
" قلت لأبي الحسن: من حكى لك هذا عن محمد بن موسى؟
فقال: الوزير , كتبتها من كتابه , وقرأتها عليه , يعني ابن حنزابة , فذكر من جلالته , وفضله , وقال لي: حدث عنه أبو عبد الرحمن النسائي في الصحيح , ولعله مات قبله بعشرين سنة.
قلت: أصله بغدادي؟
قال: نعم , ثم قال لي: لم يحصل عنه حرف , وقد مات بعد أن كتبت الحديث بخمس سنين , ثم قال: كتبت في أول سنة خمس عشرة وثلثمائة.
سمعته يقول: ابن أبي عمر العدني حدث بمكة ثقة.
قلتُ (أبو إسلام):
وهذا النص هو ما سبب لي الإشكال الذي ذكرته في تعيين محمد بن موسى المقصود
وأخشى أن يكون قد حصل خطأ من المحقق كسقط في الكلام أو تقديم وتأخير في الكلام أو غير ذلك
وأبحث الآن عن نسخ مخطوطة من هذه السؤالات لمراجعة النص الأصلي للناسخ لعلي أقف على ما يحل هذا الإشكال
¥