وأما إفادته العلم فهذه جملة مشكلة مبحثها لا على طريقة ورود الحديث بالفرد والعزيز والمشهور والمتواتر كما عند المحدثين بل على خبر الآحاد والمتواتر وحجيتهما عند الاصولين وهذا مبحث لو نتكلم به الآن لخرجنا عن موضوعنا لكني أتحداه على طريقتهم أن يأتني بخبر في العقيدة على هذا التقسيم رده الصحابة في باب العقيدة، واختصر الأمر أن كل أدلة الأصوليين الفقهاء في هذا المبحث فقهية لا عقدية والحمل فيها على الاحكام التكليفية هو الواجب لا على غيرها مما ليس هو في التقسيم في بابها.
كما ولا يخفى أن مسألة العلم عند أصحابها نسبية فما أفاد العلم عند قوم بطل عند غيرهم ومن عرف علم الاصول نال من العلم ما غاب عن غيره.
وإن أراد على الطريقة الأخرى وهي دلالة اللفظ على مقصوده: وهذا بعيد. لكنه مع ذلك لا يدخل كذلك في مبحثنا.
لأن الغرض من علم المصطلح بيان درجة الحديث من خلال نقلته وهم الرواة ومتنه.
على أصل تقسيماتهم
وعليه فإن القول بأن هذه النصوص لا تفيد العلم لو سلم له جدلا وهو من ابطل الباطل عندي لا يجوز لنا أن ننفي عدم الصحة والثبوت.
إذ من المعلوم انضابط الإسناد والمتن بقواعد الرواية جزمنا بصحة الخبر وهذا الحال في الصحيحن عموما.
وأما قوله: (إن كان يفيد العلم الاحاديث الواردة ف الصحيحين لماذا لا يعمل بكل الأحاديث الواردة فيهما المذاهب الأربعة)
وهذا القول من أبعد الاعتراضات وأدناها في الحجج لإثبات عدم صحة ما في الصحيحين بل فيه عدم معرفة الرجل بهذا العلم أصلا.
فمن من الأئمة الأربعة كان بعد الصحيحن أهو أبو حنيفة أم مالك أم الشافعي أم أحمد.
فإن قال أعني من بعد الأئمة الاربعة:
قلت: ظاهر النص لا يدل على ذلك لكن لو سلمنا له خروجا من الجدل أقول من عند من العلماء ثبت عنده رواية الصحيحن ورده لمجرد الرد أو لآنه لا يحتج بما في الصحيحن. أو أنه تأوله على غير مراد صاحب المصنف فعليك أيها الكاتب ببيان الدليل وإلا فهذا تجديف وهرطقة.
أما قوله: (أنت تقول نحن مضطرين لقبول ما اتفق عليه الشيخان؛ أخي العزيز نحن كيف سنكون مضطرين برواية اثنين؟ اهذه الأخبار متواترة؟).
أقول هذا يضاف إلى رصيده في عدم معرفة الحديث وأنه لا يحمل في جعبته إلا شبه أوهى من بين العنكبوت:
أيها الاستاذ لا يكفي المر ء دعوى أنه يحب البخاري ومسلم ويعتقد أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى بل يجب عليه العلم أن هذه نتيجة جهد الأمة أعني هذا القول.
ومما يدل على عدم جديته من القائل قوله المتقدم.
أقول من قال لك أياها الباحث إن كنت كذلك أن ما في الصحيحن مروي عن اثنين.
إن قصدت ما في الصحيحن من نصوص فهذا باطل.
وإن قصدت أنهما شخصان فهذا باطل أيضا لأنهما فقط من جملة سلسلة الرواة والعمدة في ثبوت الحديث على شروط الحديث الصحيح لا على عدد رواته.
وأما قولك أهذه الأخبار متواترة نضيفه إلى الرصيد العام لك وهو أن هذه الاحاديث منها ماهو متواتر ومنها ما هو ليس بمتوتر.
وإن قصدت البخاري ومسلم. نقول هما من سلسلة الرواة وكتابيهما في عصر التدوين الذي هما في قلبه متوتر عنهما لفظا إلا النزر اليسير منهما.
وأخيرا في هذه العجالة أقول ما الضوابط التي سيحاكم بها الباحث الصحيحن ومن أين له به.
ولي عودة قريبة إن شاء الله ومتبعة لكلامه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[17 - 02 - 06, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الاحبة:
قال الباحث: (و أنا أقول لماذا تحقر نفسك و تقضي علي الجوهر الموجود فيك و بهذا الاقوال المتكررة نرى أحوال المسلمين
لا يضعون شيأ جديدا أمام الدنيا و نحاول ان نُشبغ أدمغتنا بالكتب القديمة).
أقول هذا الكلامي الإنشائي يدل على عدم معرفة القائل ما يقول.
إذ إنه لما لم يقدم المسلمون شيئا في علم الدين لزمهم هدم دينهم لينهضوا بدنياهم.
إن هذا المتكلم لا يفرق بين علم الدنيا اللذي أوجب الله الاجتهاد فيه كما في قوله (سنريهم آياتنا في اآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
وبين وجوب الاتباع في الدين إذ كلما قدم الأثر وصح كلما نقى وصفى.
ومن لا يفرق بين الأمرين ضل ضلالا بعيدا.
وقوله (في مجال الكيمياء و الفيزياء لا نقدس أقوال السابقين بهذا الطريق صعد الانسان الي القمر و لكن لماذا لا نفعل نفس الشىء ف مجال علوم الدين).
هذا يدل على أن هذا الرجل من دعاة هدم الاسلام وأنهلا يعرف شيئا عنه ولن أعقب على كلامه هذا لاأنه لا يستق التعقيب لظهور فساده.
ثم قال: (أنا أقول لك شيئا
لو كان الامام مسلم يعيش في هذا العصر هل ليروي حديث الجثاثة _ يعني الجساسة _
أغير السؤال
لو كنت مكان الامام مسلم هل تضع نفس الحديث في كتابك أو ستفش عن الأماكن المذكورة في الحديث و تسأل نفسك لماذا كل الأماكن من نفس الإقليم
و هل تضع أمامك الخريطة و تبحث عن هذه الجزيرة و هل تستغرب كيف بقوا في البحر المحدود شهرا بدون وصول الي الشاطىء .... الأسئلة كثيرة حول هذا الحديث).
وقوله هذا نتيجة قيله السابق: يجب أن تعلم أيها الباحث إن كنت كذلك أن من صفات المؤمنين قوله تعالى: (يؤمنون بالغيب) وهذا منه.
فلو قلنا لك هل تؤمن بمى يسمى بالثقب الأسود: غالب الظن ستقول نعم. فنسألك من أين لك به تقول قال علماء الفلك وقال فلان وعلان وهم بشر وكذا تقول في أي مسالة ستسأل عنها على نفس النمط.
فنقول هنا من أقوى ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أم قول غيره من البشر.
إن أصحاب المدارس العقلية ما زالوا في تكذيب للنصوص حتى فضحهم مرة تلو الأخرى ولم يكن تسليمهم للنص بعد ذلك لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم بطريق الرواية بل لأن العلم ايده وهذا عند أهل الإيمان من أبطل الباطل.
وأخيرا أقول إن ما سلكه الباحث هذه ليست بطريقة المحدثين في النقد ولا المسلمين اصلا. وإن كنت لا أقول بعدم اسلامك لأني لا أعرفك ونرضى منك ما أظهرت.
وأخيرا اقول لو أنك تعلم في علم الجغرافيا شيء لتكلمنا معك لكنك ما زلت في المارحل الأولى السماعية عن جغرافية الارض وما فيها من مواطن لما تكتشف بعد.
والسلام على أهل الاسلام كلهم ورحمته وبركاته.
¥