تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 07 - 02, 12:34 ص]ـ

الحديث الرابع:

روى الطبراني في الأوسط (رقم2201) والصغير (رقم62) -ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 97) وابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 79 - 80) و (25/ 468) - وابن شاهين في الأفراد (رقم94) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (35/ 276) - من طرق عن حامد بن يحيى البلخي عن سفيان بن عيينة عن سعير بن الخمس عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عشرة من قريش في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلى في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة".

وقع عند الخطيب في إسناده: "شقين بن الحسن"، وهو تصحيف من سُعَير بن الخِمْس.

قال الطبراني: "لم يروه عن حبيب عن ابن عمر إلا سعير، ولا عن سعير إلا سفيان. تفرد به حامد بن يحيى".

وقال ابن شاهين: "وهذا حديث غريب مما تفرد به سفيان بن عيينة، لا أعلم رواه غيره".

قلت: حامد بن يحيى البلخي من جلة أصحاب ابن عيينة، قال عنه ابن حبان في الثقات (8/ 218): "وكان ممن أفنى عمره بمجالسة ابن عيينة، وكان من أعلم أهل زمانه بحديثه"، فتفرده لا يضر، وفي سنده حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس ولم يصرح بالتحديث، وقد سمع من ابن عمر كما قال العجلي وابن خزيمة كما في ترجمته من تهذيب التهذيب (2/ 156).

لم أجد متابعا لسعير، ولا طريقا آخر عن ابن عمر إلا ما أخرجه تمام في فوائده (رقم883) وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 117 - 118) و (52/ 313 - 314) من طريق محمد بن الحسن بن عون الوحيدي عن عبد الله بن يزيد البكري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به نحوه، وعبد الله بن يزيد البكري قال فيه أبو حاتم الرازي -كما في الجرح والتعديل (5/ 201) -: "ضعيف الحديث، ذاهب الحديث"، فهذه الطريق مما لا يفرح به لأن ضعفها شديد.

ولكن الحديث صحيح، فقد ورد عن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل -رضي الله عنهما-، وأضربت صفحا عن تخريجها كي لا أطيل.

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 07 - 02, 09:49 م]ـ

الحديث الخامس:

روى مسلم في صحيحه (133) وأبو عوانة في مسنده (1/رقم229) والطبراني في الكبير (10/رقم10024) وابن حبان في صحيحه (1/رقم149) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (1/رقم342) -ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (11/ 132) والذهبي في تذكرة الحفاظ (4/ 1499) - وابن منده في الإيمان (1/رقم474) والبيهقي في شعب الإيمان (1/رقم339) والخليلي في الإرشاد (2/ 808) من طرق عن علي بن عثّام قال: أتيت سعير بن الخمس أسأله عن حديث الوسوسة فلم يحدثني، فأدبرت أبكي، ثم لقيني فقال: تعال، حدثنا مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: سألنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يجد الشيء لو خَرَّ من السماء فتخَطَّفُهُ الطير كان أحبَّ إليه من أن يتكلَّمَ. قال: "ذاك صريح الإيمان".

قال أبو الفضل بن عمار الشهيد في علل الأحاديث الواردة في صحيح مسلم (ص42): "وليس هذا الحديث عندنا بالصحيح لأن جرير بن عبد الحميد وسليمان التيمي روياه عن مغيرة عن إبراهيم، ولم يذكرا علقمة ولا ابن مسعود، وسعير ليس هو ممن يحتج به لأنه أخطأ في غير حديث مع قلة ما أسند من الأحاديث".

وقال البيهقي في شعب الإيمان (1/ 302): "ورواه جرير وسليمان التيمي وأبو عوانة وأبوجعفر الرازي عن مغيرة عن إبراهيم مرسلا، وهو فيما ذكره شيخنا أبو عبد الله عن أبي علي الحافظ".

وقال الخليلي في الإرشاد (2/ 809 - 810): "وهذا الحديث أرسله أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن عبد الله. قال جرير بن عبد الحميد وأبو جعفر الرازي عن مغيرة عن إبراهيم قال رجل: يا رسول الله، فذكر حديث الوسوسة. قال لي عبد الله بن محمد القاضي الحافظ: أعجب من مسلم، كيف أدخل هذا الحديث في الصحيح عن محمد بن عبدالوهاب وهو معلول فرد!! ".

فهؤلاء جماعة وهم: أبو عوانة اليشكري (على اختلاف عنه)، وأبو جعفر الرازي، وجرير ابن عبد الحميد، و سليمان بن طرخان التيمي رووه عن مغيرة عن إبراهيم النخعي مرسلا.

ومما يصوب رواية الإرسال أن حماد بن أبي سليمان رواه عن إبراهيم النخعي فأرسله؛ أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم666) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عنه.

ويعتذر لمسلم أنه لم يخرج هذا الحديث في الأصول، إنما في الشواهد لأنه ذكر قبله حديث أبي هريرة، ثم عقبه بحديث ابن مسعود هذا، وقد قال في مقدمة صحيحه: " ... فإذا نحن تقصينا أخبار هذا الصنف من الناس أتبعناها أخبارا يقع في أسانيدها بعض من ليس بالموصوف بالحفظ والإتقان كالصنف المقدم قبلهم، على أنهم وإن كانوا فيما وصفنا دونهم فإن اسم الستر والصدق وتعاطي العلم يشملهم كعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد وليث بن أبي سليم، وأضرابهم من حمال الآثار ونقال الأخبار ... ".

فهذا الحديث من الضرب الثاني الذي ذكره مسلم في مقدمة صحيحه.

والحديث صحيح، وله شواهد كثيرة عن أبي هريرة (وله طريق كثيرة عنه)، وعبد الله بن عباس، وأم المؤمنين عائشة، ورجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وغيرهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير