تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التفسير، فحتى يكون سؤالك في محله هل نقل العلماء بكافة تخصصاتهم أحاديث

الصحيحين، فهنا يكون الجواب نعم!! لأن أتباع المذاهب الأربعة كما تسميهم و الأفضل أن

تقول أهل الفقه نقلوا أحاديث الأحكام، و أهل التفسير نقول أحاديث التفسير، و أهل

العقيدة نقلوا أحاديث العقيدة، و أهل السير و التاريخ نقول أحاديث السير و التاريخ ..

و لا ينقل أحدهم حديثا ثم يقول رواه البخاري أو رواه مسلم إلا و تطأطئ الرؤوس احتراما

و تبجيلا لأحاديثهما، فتخرس الألسن و تسد الأفواه ..

(4) و عن موضوع مخالفة الحنفية للبخاري و مسلم فكل من له اطلاع على هذه المسألة

يعلم لماذا الحنفية يخالفونهما لأنهم يألهون المذهب حتى قال قائلهم " كل آية تخالف

مذهبنا فهي إما مأولة أو منسوخه " و العياذ بالله فلماذا لا تستدل أيضا بكلامهم هذا على

القرآن يجب أن يرد بالعقل و الطب حيث و صلوا في نقدهم إلى القرآن بسبب تأليه أقوال

المذهب، فلا يستدل بنقد الحنفية حتى أن قواعد النقد عندهم تخالف قواعد النقد عند

أهل الحديث فأقرأ إن شئت كتابهم " قواعد في علم الحديث للتهانوي " و للفائدة أقرأ الرد

عليه في كتاب " نقض قواعد في علم الحديث للسندي " و بهذا يعلم أن الحنفية لا يعتد

ينقدهم لأحاديث البخاري و مسلم و كل الأحاديث التي صحت عند علماء الحديث .. فتنبه!!

3 - في نقلك عن العلماء يلاحظ تتبع الطعن فقط و غض الطرف عن بيان رفعة المنزلة و مكانة الصحيحين بل و تقطيع الكلام، بل هناك في نقلك ما هو يرد على كلامك و لا يصلح أن تستدل به لأنه رد عليك!! و منها:

* و يقول الذهبي في تاريخه (9/ 173): *و ذكره أبو محمد بن حزم فوهّاه و اتهمه

بالوضع و هذا جهل من ابن حزم

* يقول الذهبي لحديث البخاري: *فهذا حديث غريب جدا لولا هيبة الجامع الصحيح

لعدّوه من منكرات مخلد

* يقول العراقي أنه جمع الانتقادات علي الصحيحين في جزء و أجاب عنها

(1) في القول الأول هذا رد من الذهبي على ابن حزم و الثاني يبين مكانة الصحيح عند

العلماء و الثالث يقول أنه جمع الانتقادات و رد عليها ((رد عليها)) فتنبه!!!

(2) ثم إن أكثر نقولك هي نقد من علماء للفظة أو راوي أو حديث و نحن نقول لك إن الاجماع

على الأغلب الأعم، بالاضافة إلى أن الانتقادات لها من رد عليها، و كذلك تنقل من كتاب

فتح الباري و مقدمته النقد و لا تكمل رد النقد فهذا إجحاف!!!

(3) ثم يجب أن تعلم أنه كما كان نقد الحنفية لتعصبهم لمذهبهم لا يقبل لأنه ليس بنقد

علمي حديثي فكذلك من ينقد أحد أحاديث الصحيحين لأنها تبطل و تخالف عقيدته

كالأشاعرة و المعتزلة و غيرهم ممن يجد حديثا صحيحا في البخاري يخالف عقدته فيضطر

لرده حتى لا تبطل عقيدته كحديث كشف الله تبارك و تعالى لساقه يوم القيامة في البخاري

يرده الأشاعرة لأنه يبطل تأويلهم لأية كشف الساق، و السبكي ((أشعري)) فتنبه!!!

(4) ثم إنك تنقل النقد لمجرد أنك وجدت نقدا للصحيحين و لا تتأكد هل هذا النقد صحيح أم

أنه مردود عليه من قبل علماء آخرين و هذا واضح أنه صيد في الماء العكر و ليس بحثا عن

الحق و الدليل نقل النقد و عدم البحث عن الرد عليه أو على الأقل النظر في رد العلماء

الذين ردوا على هذا النقد فأين التجرد و البحث عن الحق؟!!!

4 - و أخيرا ذكرت أن الإمام مسلم لو كان حيا في زماننا لما روى أحاديث كثيرة من أحاديثه رواها

في صحيحه!!! و هذا مرود عليه لأن الامام مسلم و غيره من أهل الحديث و الله لو كانوا ليس في

ذاك الزمان بل لو كانوا بعد ألف سنة من اليوم لا يتركون حديثا لرسول الله صلى الله عليه و سلم

من أجل قول طبيب أو جغرافي أو فلكي!!!

هذا ما جادت به النفس و ارجو أن تكون ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه و ان تكون

ممن يعظمون أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الصحيحة وفق منهج أهل الحديث

لا وفق الهوى و العقل (((و للفائدة للرد على تقديم العقل على النقل عليك بقراءة كتاب

شيخ الاسلام ابن تيمية " درء تعارض النقل و العقل " فهو كتاب عظيم رد فيه على هذه

الشبهة)))

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير