ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[14 - 07 - 02, 09:38 م]ـ
الحديث السادس
روى الطبراني في الأوسط (2939) والصغير (223) وأبو نعيم في الحلية
(3/ 346) من طريق شهاب بن عباد عن سعير بن الخمس عن عبدالله بن الحسن عن عكرمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قتل المرء دون ماله شهادة".
قال الطبراني: "لم يروه عن سعير إلا شهاب".
وقال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث عبدالله بن الحسن عن عكرمة، لا أعلم رواه عنه إلا سعير بن الخمس، وهو كوفي عزيز الحديث يجمع حديثه".
وقع عند أبي نعيم: (سعيد بن الحسن)، وهو تصحيف قبيح.
ولم يتفرد به شهاب بن عباد -كما قال الطبراني-، بل توبع بعاصم بن يوسف اليربوعي عند النسائي في المجتبى (4087) وبجبارة بن مغلس عند المزي في تهذيب الكمال (1/ 133).
ولفظهما: (من قتل دون ماله فله الجنة).
لم أجد من تابع سعير بن الخمس على هذا الحديث، بل قد خولف فيه، ولعل من أجل ذلك استغربه أبو نعيم، فرواه سفيان الثوري وعبد العزيز بن المطلب المخزومي كلاهما عن عبد الله بن حسن عن إبراهيم بن عبد الله بن طلحة عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا به نحوه.
لفظ الثوري: (من أريد مالُه بغير حق، فقاتل وقتل فهو شهيد)، ولفظ عبد العزيز بن المطلب: (من قتل دون ماله فهو شهيد).
رواية سفيان الثوري: وصلها الترمذي (1420) وأبو داود في سننه (4771) والنسائي في المجتبى (4088) وأحمد في مسنده (2/ 193 و194).
ورواية عبد العزيز بن المطلب: وصلها الترمذي (1419) وأحمد في مسنده (2/ 216).
وقال النسائي عقب رواية حديث الثوري: "هذا خطأ، والصواب حديث سعير بن الخمس".
قلت: الثوري أحفظ من سعير بمراحل، فلا وجه لترجيح رواية سعير على روايته، على أن الثوري قد تابعه عبد العزيز بن المطلب المخزومي كما تقدم، وهو صالح الحديث، وقد اختلف عليه فروى هذا الحديث أيضا عن عبد الله بن حسن عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا بنحوه، أخرجه ابن ماجه في سننه (2582) وأحمد في مسنده (2/ 324)، ولا شك أن روايته التي تابعه عليها الثوري أرجح من الرواية الأخيرة، والله أعلم.
هذا الحديث صحيح وقد ورد عن جمع من الصحابة، وعلى رأسهم عبد الله بن عمرو بن العاص -وله طرق عنه-، وأبي هريرة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وبريدة بن الحصيب، وسويد بن مقرن، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[14 - 07 - 02, 10:57 م]ـ
لقد استفدنا الكثير من هذا المنتدى المبارك ..
خصوصاً إذا تواجد فيه من يعلمك كيف ترجع للحق، إذا عرفته ..
والله إنها نعمة كبيرة، تستحق الشكر؟!!!!
وبارك الله فيك أبا إسحاق، ونحن نتابع بحثك بكل اهتمام.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[14 - 07 - 02, 11:04 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا الوليد، وجزاك الله خيرا ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[15 - 07 - 02, 09:45 م]ـ
الحديث السابع:
روى الطبراني في الأوسط (5675) -ومن طريقه الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 280) - وابن السني في عمل اليوم والليلة (87) وأبو طاهر المخلص في فوائده -ومن طريقه الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 282) - والدارقطني في الأفراد (5/ 379/5799 - ترتيبه للمقدسي) وابن أخي ميمي في فوائده وأبو بكر الأنصاري في مشيخته ( ... ) -ومن طريقهما المزي في تهذيب الكمال (35/ 256) - والتيمي في الترغيب والترهيب (2/رقم1675) كلهم من طريق إبراهيم بن يوسف الصيرفي عن سعير بن الخمس عن عبد الله بن الحسن عن أمه عن جدته فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل المسجد حمد الله وسمى، وقال: "اللهم اغفر لي وافتح لي أبواب رحمتك"، وإذا خرج قال مثل ذلك وقال: "اللهم افتح لي أبواب فضلك".
قال الدارقطني: "غريب من حديث سعير بن الخمس عن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن جدته فاطمة، تفرد به إبراهيم بن يوسف الصيرفي متصلا".
يفهم من كلام الدارقطني أن هناك من روى الحديث عن سعير فأرسله، ولم أجد متابعا أو مخالفا لإبراهيم بن يوسف الصيرفي، وهو كوفي صدوق، وأم عبد الله بن الحسن هي: فاطمة بنت الحسين بن علي.
وقد توبع سعير بن الخمس على هذا الحديث بجمع، وهم:
1 - إسماعيل بن علية: عند الترمذي (314) وأحمد (6/ 282).
2 - عبد العزيز بن محمد الدراوردي: عند إسماعيل القاضي في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (رقم82) والدولابي في الذرية الطاهرة (رقم196).
3 - قيس بن الربيع الكوفي: عند إسماعيل القاضي (83) والطبراني في الكبير (22/رقم1043).
4 - ليث بن أبي سليم: عند الترمذي (314) وابن ماجه (771) وأحمد (6/ 282و283).
وفي سند الحديث انقطاع أشار إليه الترمذي بقوله:"حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى، إنما عاشت فاطمة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- أشهرا"، وهو كما قال.
وفي الباب عن أبي حميد الساعدي وأبي أسيد الأنصاري وأبي هريرة وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر، والمطلب بن عبد الله بن حنطب (مرسلا)، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (مرسلا) وغيرهم.
¥