تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبذلك إخواني وأخواتي الكرام نكون قد انتهينا بفضل الله من تحقيق هذا الحديث الشريف وقد بان لكم ضعف كل طرقه وأكاد أجزم أن أكبر خروف من خرفان النصارى في العلم لو قرأهذا الكلام لن يفهم منه حرفا واحدا ولا عجب في ذلك فقد نعتهم المولى تبارك وتعالى في كتابه الكريم بأنهم من الضالين فسيظلوا حائرين ضالين الى قيام الساعة إلاأن يتغمد الله برحمته من يشاء منهم نسال الله العظيم لنا ولهم الهداية

ولا عجب أيضا في قصر عقولهم عن فهم هذا التحقيق إذ أن هذا العلم الجليل علم الحديث ومصطلحه تفردت به امة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فلا يوجد في أمة من امم الارض هذا العلم الشريف الذي اختص الله سبحانه وتعالى به أمة محمد صلى الله عليه وسلم فنقل الثقة عن الثقة عن الثقة حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتجده في أي ملة ودين فاليهود لايصلون بسندهم إلى موسى عليه السلام بل أعلى ما عندهم من الاسناد يقفون فيه ولا بد حيث بينهم وبين موسى عليه السلام أكثر من ثلاثين عصرا وإنما يصلون إلى مثل هلال وشماني وشمعون وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط على أن مخرجه من كذاب (راجع تفصيل ذلك في كتاب الفصل في الملل والنحل لابن حزم)

نعود احبتي الكرام فنقول قد اتضح بحمد الله من هذا التحقيق ضعف هذا الحديث الذي ضل في فهمه عمدا أو خطأ من ضل من النصارى ولكن حتى على فرض ثبوته وصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا الحديث دليل جيد على خلق عظيم من اخلاق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هذا الخلق هو خلق الوفاء الذي تواتر النقل عن نعت رسولنا صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق الحميد الفريد ويتضح الأمر لو ذكرنا متن هذا الحديث وسنأخذ أصح طريق جاء به الحديث ونورد متنه وهو عند الطبراني في معجمه الكبير وهو طريق روح بن صلاح عن سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال:، قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بنتُ أَسَدِ بن هَاشِمٍ أُمُّ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا، فَقَالَ: رَحِمَكِ اللَّهُ يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، وتُشْبِعِينِي وتَعْرَيْنَ، وتُكْسِينِي، وتَمْنَعِينَ نَفْسَكِ طَيِّبًا، وتُطْعِمِينِي تُرِيدِينَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تُغَسَّلَ ثَلاثًا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ الَّذِي فِيهِ الْكَافُورُ سَكَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ خَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ، فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهُ وَكَفَّنَهَا بِبُرْدٍ فَوْقَهُ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بن زَيْدٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، وَعُمَرَ بن الْخَطَّابِ، وَغُلامًا أَسْوَدَ يَحْفُرُونَ فَحَفَرُوا قَبْرَهَا، فَلَمَّا بَلَغُوا اللَّحْدَ حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاضْطَجَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، اغْفِرْ لأُمِّي فَاطِمَةَ بنتِ أَسَدٍ، ولَقِّنْهَا حُجَّتَها، وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا، بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، وأَدْخَلُوها اللَّحْدَ هُوَ وَالْعَبَّاسُ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير