[لماذا اختلفت رواية البخاري في صحيحه من طريق شيخه الحميدي عما هو في مسنده؟]
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 02:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقعت وأنا اتجول صفحات أحد المنتديات ذات السمة العقائدية على مقال لرافضي خبيث يتقطر مقاله حقداً على أهل السنة والجماعة و على أئمتهم العظام رحمهم الله فقد عنون مقاله بأسلوب
استفزازي " عينة من تحريفات و تدليسات البخاري " وقد ذكر شبهة استوقفتي قليلاً في الرد عليها ولعل ذلك أنه بضاعتي في علم الحديث مزاجة، لكنها عندكم بإذن الله أوهى من بيت العنكبوت
وسأذكر بنصها كما أوردها في مقاله:-
(( ... أود أن أعرض عينة و مثال واحد من جملة التحريفات و التدليسات في صحيح البخاري المقدس
روى الحميدي في مسنده:
حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني طاووس سمع ابن عباس يقول: بلغ عمربن الخطاب أن سَمُرة باع خمراً، فقال: قاتل الله سَمُرة، ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود حُرّمت عليهم الشحوم فجَمَلوها فباعوها
روي البخاري في صحيحه
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني طاوس أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول بلغ عمر بن الخطاب أن فلانا باع خمرا فقال قاتل الله فلانا ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها
فنلاحظ هنا بأن البخاري لم يكن أميناً في نقله عن أستاذه الحميدي في نقل الرواية حيث دلس بأستبدال أسم الصحابي سمرة الذي باع الخمر بكلمة فلان و حرف في حديث رسول الله بأستبدال كلمة لعن بكلمة قاتل ... )) أ. هـ
وقد اطلعت على فتح البارئ فلم اجد ما يشفي الغليل بخصوص دحض هذه الشبهة، إلا أنه ذكر
أن مسلماً وابن ماجة والبيهقي أوردوا هذا الحديث بذكر اسم الصحابي وهو سمرة بن جندب رضي الله عنه خلافاً لما أورده البخاري بإبهامه، لكن مربط الفرس في الشبهة هو في كون البخاري روى هذا الحديث عن شيخه الحميدي بنفس السند و المتن الذي هو في مسند الحميدي مع وجود الاختلاف كما هو موضح في المقطع أعلاه
وقد أحال إلى عدة روابط حتى يتم التأكد من مصدقيته كما يزعم عليه من الله ما يستحق
فيا أهل الحديث هبوا لدحض هذه الشبهة ونافحوا عن عرض الإمام لبخاري خادم السنة النبوية عليه رحائم الله المتتابعة
انا في انتظاركم على أحر من الجمر
لنقل ردودكم إلى ذاك المنتدى
ولكم مني اخلص التحايا
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 04:45 م]ـ
للرفع .. رفع الله قدر الإمام البخاري ومحبيه
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 05:44 م]ـ
هل من مجيب؟؟؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 02 - 06, 06:01 م]ـ
الشافعي في مسنده، وعبد الرزاق في مصنفه، وابن الجارود في منتقاه = كلهم لم يذكروا اسم الصحابي، بل قالوا: "رجلاً"، "فلانًا"، فهل هم مدلسون في ذلك؟!
إن صار هؤلاء والبخاريُّ مدلسين، فكل الناس مدلسٌ، والله المستعان!
أما لفظ "قاتل ... "، و "لعن ... "، فالأمر من وجوه:
1 - إن كانون يعيبون على البخاري أنه لم يرو الحديث بلفظ: "لعن ... "، فقد رواه في موضع آخر من صحيحه عن ابن المديني بلفظ: "لعن ... ".
2 - ثم إن الاختلاف في هذا يكون على الحميدي:
- فرواه البخاريُّ عنه بلفظ: "قاتل ... "،
- ورواه بشر بن موسى الأسدي - راوي مسند الحميدي - عنه بلفظ: "لعن ... ".
3 - ثم ما الفرق الواضح بين "قاتل الله ... "، و "لعن الله ... "، حتى يوصم من غاير بينهما بالتدليس؟!
بل قد يكون "قاتل الله ... " أبلغ في النكاية من "لعن الله ... ".
إن كان قولي صوابًا، ووافقه أولو العلم والفضل في الملتقى، فخذه، وإلا فاطَّرحه - رعاك الله -، والله أعلم.
ملاحظة: النصيحة الموجهة لمن لم يؤصل نفسه تأصيلاً جيدًا في العقيدة والحديث ونحوهما من علوم الشريعة = أن لا يدخل في منتديات ومواطن تُثار فيها الشبهات، فإنه إن سلم مرةً ومرة، فليخفْ على نفسه أن لا يسلم كلَّ مرة!
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 06:06 م]ـ
بارك الله فيك ولاعدمناك
لكن هل من مزيد ...
ـ[الشافعي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الرافضة من أجهل الناس بعلم الرواية. . ولذلك لا يدركون مثل هذه الأمور
فهم يظنون مسند الحميدي كان مطبوعاً بصف واحد موجود في المكتبات. . ذهب البخاري فاشتراه أو
استعاره من المكتبة فتح على الحديث نقله وعدل في بعض ألفاظه!!!! والواقع أن المقارنة لا ينبغي أن
تكون بين مسند الحميدي وبين رواية البخاري عن الحميدي كما يظن الرافضي الجاهل
بل المقارنة بين رواية بشر بن موسى عن الحميدي، ورواية البخاري عن الحميدي، فلكل سماعه من
شيخه، واختلاف الرواة عن شيخ لهم أمر منتشر ذائع معروف مشهور، زيادة على ذلك فإن الاختلاف
الموجود في هذا الحديث بالذات مما لا يتوقف عنده ولا يذكر، بل تجد في روايات الكتاب الواحد أكثر من
ذلك.
ومن السهل جداً أن أعزو ذلك إلى كون الحميدي حدث بكتابه مرة في مجلس سمعه منه فيه بشر
بن موسى فذكر اللفظ الموجود فيما بين أيدينا من المسند، وحدث في مجلس آخر حضره البخاري
فأبهم الحميدي اسم الصحابي المذكور في القصة لحكمة رآها -وهذا مما يجوز للراوي- فإنه لم
يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوهم السامع غير الحق فإن من البداهة أن عمر
لم يقل: قاتل الله فلاناً هكذا! وكذا قل فيما سواها.
الموضوع يسير لا يستغلق إلا على رافضي جاهل مغرض نسأل الله السلامة.
والله تعالى أعلم
¥