تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكتب مشيخات، تسمى أيضا: الأثبات والبرامج والفهارس، وهي كتب يجمع فيها المحدثون أسماء شيوخهم وما رووه عنهم من الأحاديث أو تلقوه عنهم من الكتب، وغالبا ما تكون أحاديث غرائب، لأن الراوي، في عصور الرواية المتأخرة، لا يعنى بسماع الأحاديث التي اشتهرت وعرفت مخارجها، كحديث: "إنما الأعمال بالنيات"، وإنما يعنى بسماع ما لم يسمعه من قبل، وهو عند هذا الشيخ بعينه دون سواه، كما أشار إلى ذلك الشيخ الدكتور سعد الحميد، حفظه الله، والله أعلم.

إلى كتب علل، عني أصحابها بإيراد الأحاديث المعللة، مع بيان وجه إعلالها، إما صراحة، وإما بإيراد طرق الحديث، فينبه على العلل بإيراد الطرق، وهذا مما لا يحسنه كل أحد، وإنما المعول فيه على الأئمة المتقدمين، الذين استوعبوا طرق الأحاديث رواية ودراية، ومن شاء فليطالع علل الدارقطني، رحمه الله، وهي أكبر كتب العلل وأكثرها فائدة، أو علل ابن أبي حاتم، التي نبه فيها على علل ما أورده فيها بطريقة تخفى على كثير من طلبة العلم، فلا يعرفها إلا من مارس علم العلل وأكثر النظر في كتبه وأقوال أهل العلم فيه، والله أعلم.

وأما رحلات علماء الحديث لجمع السنة وتدوينها، فهو مما يثير الدهشة والإعجاب:

فأبو أيوب الأنصاري، رضي الله عنه، يرحل من الحجاز إلى مصر، ليسمع حديثا واحدا من عقبة بن عامر رضي الله عنه.

وجابر بن عبد الله، رضي الله عنه، يرحل من الحجاز إلى الشام، ليسمع حديثا واحدا من عبد الله بن أنيس رضي الله عنه.

وسعيد بن جبير، رحمه الله، يرحل إلى عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، ليسأله عن تفسير آية.

والحسن البصري، رحمه الله، يرحل من البصرة إلى الكوفة، ليسأل كعب بن عجرة عما افتدى به لما حلق رأسه في الحديبية، وهذا مئنة من فقهه، لأن صاحب القصة، مقدم على من سواه، عند حدوث التعارض، كما قد علم في الأصول.

وشعبة، رحمه الله، يرحل من العراق إلى مكة والمدينة، ثم يعود إلى البصرة، متتبعا حديثا واحدا تبين له في نهاية الأمر أنه غير صحيح.

ويحيى بن معين، رحمه الله، ينفق ألف ألف درهم وخمسون ألف درهم، في طلب الحديث.

وأبو حاتم الرازي، رحمه الله، يبيع ثياب بدنه شيئا بعد شيء لما انقطعت نفقته في إحدى رحلاته لطلب الحديث.

وابن منده، رحمه الله، يرحل في طلب الحديث 45 سنة.

وأبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، رحمه الله، يبول الدم في طلب الحديث مرتين، مرة ببغداد ومرة بمكة، وكان يمشي في الحر ويحمل كتبه على ظهره وما ركب دابة قط.

ومن شاء الاستزادة فليراجع المصنفات التي عنيت بالرحلة في طلب الحديث، كالرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي، رحمه الله، وتذكرة الحفاظ، للقرطبي، رحمه الله، ومبحث الرحلة في طلب الحديث، في كتب المصطلح، ككتاب علوم الحديث لأبي عبد الله الحاكم، رحمه الله، ومن الكتب المعاصرة: كتاب صفحات من صبر العلماء للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله.

وهذا مما يثبت دقة النقاد، رحمهم الله، في سبر المرويات، قبل قبولها، وفيه أبلغ رد على مزاعم المشككين في نقل السنة النبوية من المستشرقين وأذنابهم من بني جلدتنا، والله أعلم.

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 03 - 06, 08:16 م]ـ

"

جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك.

وهذا رابط لموضوع في باب عبقرية المحدثين:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29310&highlight=%D8%C7%D1%DE

"

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير