سألت أبي وأبا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الفَيْضِ بْنِ أَبِي حَثَمَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي وَأَذْهَبَ عَنِّي الأَذَى. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شُعْبَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. ورواه الثَّوْرِيُّ، فَقَالَ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ عُبَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَهَذَا الصَّحِيحُ، وَكَانَ أَكْثَرُ وَهْمِ شُعْبَةَ فِي أَسْمَاءِ الرِّجَالِ. وقال ابي: كَذَا قَالَ سُفْيَانُ، وَكَذَا قَالَ شُعْبَةُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا الصَّحِيحُ، وَالثَّوْرِيُّ أَحْفَظُ، وَشُعْبَةُ رُبَّمَا أَخْطَأَ فِي أَسْمَاءِ الرِّجَالِ، وَلا يُدْرَى هَذَا مِنْهُ أَمْ لا.
قال شيخنا حفظه الله لا يلزم من الخطا في الاسماء ان يكون من شعبة مع اشتهاره بذلك.
قال ابو عبد الله السلفي: والامام احمد يقول كان غلط شعبة في اسماء الرجال كما بين ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل.
والحافظ ابا زرعة يجزم بغلطه حين يخالف الثوري وقد صرح بكونه يخطئ في اسماء الرجال ولكن الحافظ ابا حاتم لم يعتبر ذلك في هذا الحديث بعنيه مع تردده فدل ذلك على اعتبار قاعدة القرائن
ان كل حديث يمشى بحسب القرائن المحيطة به فعلم الحديث ليس كعلوم الالة لذلك ضل فيه اقوام حين قاسوه بعلوم الالة كالنحو والصرف وغيرها.
قال ابو عبد الله السلفي: فيه اختلاف الامامين في النقد والعلم مع المعرفة بمنزلة الامام شعبة بن الحجاج في اسماء الرجال يغلط فيها احيانا وكون سفيان الثوري احفظ منه وقد بينت في كتابي (قاعدة في تحقبق حديث الربا) اجماع النقاد الجهابذة على ذلك مع هذا لم يعتبر الحافظ ابا حاتم هذا الاصل ومال الى التردد وقوله الله اعلم ايهما الصحيح لكون الحافظ ابا حاتم الرازي يحتاج الى قرينة اخرى تبين وهم شعبة والا من الصعب الجزم بذلك بخلاف الحافظ ابا زرعة اكتفى بقرينتين وهي كون الثوري احفظ من شعبة وشهادته بنفسه انه اذا خالفه الثوري فالحديث حديث الثوري وكذلك اخذ يحيى بن سعيد القطان بقول الثوري عند الاختلاف والقرينة الاخرى اشتهاره بالوهم في اسماء الرجال احيانا فطلب الحافظ ابي حاتم الرازي لقرينة اخرى لدليل على صعوبة توهيم امثال هؤلاء الجبال.
والله المستعان في اقوام خاضوا في علم الحديث بغير علم.
الخبر الثالث والعشرون وهو (برقم 47) في الاصل:
وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن سنان بْن ربيعة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا توضأ غسل ما فِي عينيه بأصبعيه.قَالَ أَبِي: روى حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَن سنان، عَن شهر، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وحماد بْن زيد أحفظ وأثبت من حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، وسنان بْن ربيعة أَبُو ربيعة، مضطرب الحديث.
قال شيخنا فيه الترجيح على ضعيف.
قال ابو عبد الله فيصل السلفي قد سبق التنبيه على مثل هذا في الخبر السابع. و الاضراب نوع من انواع علوم الحديث يوصف به الراوي والحديث.
الخبر الرابع والعشرون وهو (برقم 48) في الاصل:
وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ.قَالَ أَبِي: وَهُوَ وَالِدُ كَثِيرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، وَكُنْيَتُهُ: أَبُو النَّضْرِ وَلَيْسَ بِالْعَنْبَرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَوَضَّؤُوا مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ، وَلا تَوَضَّؤُوا مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ.قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ أُنْكِرُ هَذَا الْحَدِيثَ لِتَفَرُّدِهِ، فَوَجَدْتُ لَهُ أَصْلا، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ، سَمَّاهُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْقُوبُ، عَنْ
¥