ـ[أبو نايف]ــــــــ[28 - 07 - 02, 04:10 م]ـ
5) وروي النسائي (2: 104): (أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنبأنا المخزومي وهو المغيرة بن سلمة قال حدثنا وهيب عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: المنتزعات والمختلعات هن المنافقات. قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة).
ثم عقب النسائي علي هذا الحديث بقوله: (قال أبو عبد الرحمن (يعني النسائي نفسه): لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئاً)!
وهذا هو الاستدراك الآخر بالعسف والتحكم، الذي أشرنا إليه آنفاً!!
حديث صحيح الإسناد علي شرط الشيخين، لا مطعن في أحد من رواته، يصرح فيه الحسن بأنه لم يسمعه (من غير أبي هريرة)، ثم يقال - من غير دليل ولا حجة: (لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئاً)!!
وسيأتي هذا الحديث في المسند (9347) رواه أحمد عن عفان عن وهيب، بهذا الإسناد، ولم يذكر بعده كلمة الحسن.
وكلمة الحسن - التي في رواية النسائي - قاطعة في إثبات سماعه من أبي هريرة، دون حاجة إلي دليل آخر. ومع ذلك فقد تأيدت صحتها بما سقنا من الروايات قبل.
وهي ثابتة بهذا النص حرفياً في طبعة مصر - كما ذكرنا - وفي طبعة الهند (ص547)، وفي المخطوطتين اللتين عندي، وإحداهما نسخة الشيخ عابد السندي وهي موثقة التصحيح، كما قلنا مراراً.
وقد نقلها حافظان كبيران عن النسائي محرفة، علي غير هذا النص! وتحريفها عندهما لا ينفي إثبات سماع الحسن من أبي هريرة، بل يثبته، كما سنذكر. حتي إن أحدهما وهو الحافظ ابن حجر، لم يجد مناصاً من القول بسماعه منه في الجملة، ونقض النفي العام الذي قلد فيه بعضهم بعضاً:
فنقلها ابن حزم في المحلي (10: 236)، إذ روي الحديث من طريق النسائي، وذكرها بلفظ: (قال الحسن: لم أسمعه من أبي هريرة). ثم بني عليها عدم صحة ذلك الحديث عنده فقال: (فسقط بقول الحسن أن نحتج بذلك الخبر).
فهذه الرواية لكلمة الحسن، وقعت لابن حزم علي اللفظ الذي نقله، ولعل الغلط فيها من بعض الناسخين أو الرواة الذين أخذ عنهم كتاب النسائي، ولذلك احتج باللفظ الذي وقع له، مستدلا به أن هذا الحديث بعينه ضعيف، لتصريح الحسن - في الرواية التي عنده - بأنه لم يسمعه من أبي هريرة. ونسخ كتاب النسائي الصحيحة، هي علي اللفظ الذي نقلناه.
ومع هذا فإن اللفظ الذي وقع لابن حزم، لو صح عن الحسن، كان دليلا علي سماعه من أبي هريرة، بمفهوم الكلام وإيمائه. إذ بنص علي أنه لم يسمع هذا الحديث بعينه من أبي هريرة، فيؤخذ منه أنه معروف بالسماع منه، وأن ما يرويه عنه إنما يرويه سماعاً، ولذلك نص علي الحديث الذي لم يسمعه، لئلا يحمل علي ما عرف عنه.
ووقعت كلمة الحسن للحافظ ابن حجر بلفظ: (قال الحسن: لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث). نقلها في الفتح (9: 354)، وتهذيب التهذيب (2: 269 - 270). وعقب عليها في الموضعين بما يفيد تسليمه بسماع الحسن من أبي هريرة:
فقال في التهذيب: (أخرجه (يعني النسائي) عن إسحق بن راهويه عن المغيرة بن سلمة عن وهيب عن أيوب، وهذا إسناد لا مطعن في أحد من رواته. وهو يؤيد أنه سمع من أبي هريرة في الجملة).
وقال في الفتح: (وقد تأوله بعضهم علي أنه أراد: لم يسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة! وهو تكلف! وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط، وصار يرسل عنه غير ذلك)؟!
فلم يستطع الحافظ أن يتفصي من دلالة كلمة الحسن، علي اللفظ الذي وقع له. واضطرب إلي التسليم بسماع الحسن من أبي هريرة في الجملة.
واللفظ الثابت في كتاب النسائي بين واضح، صريح في السماع، دال بإيمائه علي أن الحسن لم يسمع حديث (المختلعات) من أحد من الصحابة غير أبي هريرة، وعلي أن سماعه من أبي هريرة معروف، ليس موضع شك أو تردد.
يتبع إن شاء الله تعالي
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[28 - 07 - 02, 08:48 م]ـ
1) لم يرو البخاري للحسن عن أبي هريرة إلا ماتبعة. ولم يرو مسلم له عنه شيئاً.
2) قال الترمذي بعد الأحاديث 2305 و 2425 و 2703 و 2889: أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وعزاه: لأيوب السختياني ويونس بن عبيد وعلي بن زيد.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 07 - 02, 10:29 م]ـ
جزى الله خيرا الإخوة على مشاركتهم ...
لقد غفل الأخ محمد الأمين على أمور:
1 - أن هناك من أثبت سماع الحسن البصري، كتلميذه قتادة بن دعامة السدوسي، وموسى بن هارون الكوفي كما تقدم.
2 - أن الحسن البصري عاصر أبا هريرة، ولا شك كما قال الأخ أبو نايف.
وهذا ليس من الأمور التي لا طائل تحتها، فكيف ننقد الروايات الكثيرة التي ورد فيها تصريح الحسن البصري بسماعه من أبي هريرة!!!؟؟
فهذه ليس من المسائل التي لا طائل تحتها، بل تحتاج مزيد بحث، ونقد للروايات، والخروج بخلاصة في نهاية البحث ..
ولماذا لم يوجه هذا الاعتراض على موضوع سماع الحسن البصري من عمر بن الخطاب!!!!!!!، فالحسن البصري لم يسمع منه يقينا ..
وأرجو من الأخ محمد الأمين ان ينتقي ألفاظه قبل أن يكتب.
¥