ـ[عائشة الأنصارية]ــــــــ[09 - 03 - 06, 03:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذه الفوائد العظيمةوبارك الله فيك و في علمك
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 07:31 ص]ـ
"
جزاكِ الله خيراً.
**************************************
وقال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {15}) من سورة (الإسراء):
(يخبر تعالى أن من اهتدى واتبع الحق واقتفى أثر النبوة فإنما يحصل عاقبة ذلك الحميدة لنفسه؛ ومن ضل أي عن الحق وزاغ عن سبيل الرشاد فإنما يجني على نفسه؛ وإنما يعود وبال ذلك عليه.
ثم قال: ولا تزر وازرة وزر أخرى أي لا يحمل أحدٌ ذنبَ أحد، ولا يجني جانٍ إلا على نفسه، كما قال تعالى: (وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ) [فاطر 18].
ولا منافاة بين هذا وبين قوله (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ) [العنكبوت 13]، وقوله (وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ) [النحل 25].
فإن الدعاة عليهم إثم ضلالتهم في أنفسهم وإثمٌ آخر بسبب ما أضلوا، من غير أن ينقص من أوزار أولئك، ولا يحمل عنهم شيئاً [كذا بالنصب].
وهذا من عدل الله ورحمته بعباده.
وكذا قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) إخبار عن عدله تعالى وأنه لا يعذب أحداً ألا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه، كما قال تعالى (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ {8} قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ {9}) [الملك 8 - 9]، وكذا قوله (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ {71}) [الزمر 71] وقال تعالى: (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ {37}) [فاطر 37]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى لا يدخل أحداً النار إلا بعد إرسال الرسول إليه.
ومن ثَمَّ طعن جماعة من العلماء في اللفظة التي جاءت مقحمة في "صحيح البخاري" عند قوله تعالى (إن رحمة الله قريب من المحسنين)، [فساق ابن كثير رواية البخاري الشاذة المذكورة، ثم قال]:
(فهذا إنما جاء في الجنة لأنها دار فضل؛ وأما النار فإنها دار عدل لا يدخلها أحد إلا بعد الإعذار إليه وقيام الحجة عليه.
وقد تكلم جماعة من الحفاظ في هذه اللفظة وقالوا: لعله انقلب على الراوي بدليل ما أخرجاه في الصحيحين واللفظ للبخاري)؛ [ثم ساق الرواية المحفوظة].
"