الظاهر إن كان كذلك، فإن لم يكن الانقطاع ظاهراً ولم يعلم أن الذي فوقه من شيوخه أعلت بعنعنته، وبأنها مظنة الإرسال الخفي.
- 37 -
من تحمل تحملاً سيئاً وحدث عن ذلك السماع وهو يظنه جيداً كافياً للرواية عنه تكُلم في سماعه، فإن أتى بما ينكر عليه ضُعف، فإن أوهم أنه سماع حسن فهو مدلس أو متساهل، وأما إن جزم بأنه حسن وهو يعلم الحال ويميز الفرق بين السماعين السيء والجيد فهو كاذب.
- 38 -
التدليس فيه إيهام الاتصال في موضع الانقطاع، كما هو معروف، ولا يكون ذلك إلا بصيغة محتملة، ولكن الصيغة المحتملة لا يلزم أن تتضمن إيهاماً.
- 39 –
من روى عمن اختلط ما تحمله منه حال اختلاطه ولم يبين ذلك، فهل يعدُّ في جملة المدلسين، أي هل يدخل عمله في معنى التدليس وإخفاء العيب؟
الصواب من الجواب أن ذلك الصنيع لا يعدُّ تدليساً إلا إذا كان الراوي قد عُرف عنه أنه لم يسمع من ذلك المختلط إلا قبل اختلاطه، أو كان ذلك الشيخ معروفاً بالثقة غير معروف بأنه اختلط.
وكذلك لا يُعدُّ مدلساً إذا كان ناقداً بارعاً متثبتاً وكان ينتقي من أصول شيخه الذي اختلط ما يَعلم أنه محفوظ عن شيوخ ذلك الشيخ.
- 40 -
من المهم معرفة بدع المدلسين المبتدعة وأهوائهم لأن ما يرويه المدلس بالعنعنة فيما يؤيد بدعته يكون له حكم أسوأ من بقية مروياته؛ قال العلامة المعلمي في حاشية (الفوائد المجموعة) (ص351 - 352) في كلام له على بعض الأحاديث: (وقد قرر ابن حجر في (نخبته) ومقدمة (اللسان) وغيرهما، أن من نوثقه ونقبل خبره من المبتدعة، يختص ذلك بما لا يؤيد بدعته، فأما ما يؤيد بدعته، فلا يقبل منه البتة، وفي هذا بحثٌ، لكنه حق فيما إذا كان مع بدعته مدلساً ولم يصرح بالسماع.
وقد أعل البخاري في (تاريخه الصغير) (ص68) خبراً رواه الأعمش عن سالم، يتعلق بالتشيع، بقوله "والأعمش لا يُدرَى سمع هذا من سالم أم لا؛ قال أبو بكر بن عياش عن الأعمش أنه قال: نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب، اتخذوها ديناً "، ويشتد اعتبار تدليس الأعمش في هذا الخبر خاصة، لأنه عن مجاهد، وفي ترجمة الأعمش من (تهذيب التهذيب) "قال يعقوب بن شيبة في (مسنده): ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة؛ قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال: سمعت، هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات؛ وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه في أحاديث الأعمش عن مجاهد، قال أبو بكر بن عياش عنه حدثنيه ليث] بن أبي سليم [عن مجاهد)؛ أقول: والقتات وليث ضعيفان، ولعل الواسطة في بعض تلك الأحاديث من هو شر منهما، فقد سمع الأعمش من الكلبي أشياء، يرويها عن أبي صالح باذام، ثم رواها الأعمش عن باذام تدليساً، وسكت عن الكلبي، والكلبي كذاب، ولا سيما فبما يرويه عن أبي صالح، كما مر في التعليق ص 315 - ---). انتهى كلام العلامة المعلمي رحمه الله تعالى.
"
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[15 - 03 - 06, 03:27 م]ـ
بارك الله فيك أخي المفضال / بلال.
فأنت سبَّاقٌ لكل خير، فقد وضعت مشاركات الشيخ الفاضل / محمد خلف في ملف وورد، وقمت بتنسيقها، ولم أتمها انتظارًا لبقية الفوائد، ولكن وجدتك - بارك الله فيك - سبَّاقًا لهذه الفوائد - كما هي عادتك دائمًا -.
فجزى الله الشيخ المبارك / محمد، على هذه الفرائد، وكما تعودناه لا يأتينا إلا بكل جديد.
وجزاك الله خيرًا أخي الكريم / بلال.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[15 - 03 - 06, 10:24 م]ـ
بارك الله فيك أخي المفضال / بلال.
فأنت سبَّاقٌ لكل خير، فقد وضعت مشاركات الشيخ الفاضل / محمد خلف في ملف وورد، وقمت بتنسيقها، ولم أتمها انتظارًا لبقية الفوائد، ولكن وجدتك - بارك الله فيك - سبَّاقًا لهذه الفوائد - كما هي عادتك دائمًا -.
فجزى الله الشيخ المبارك / محمد، على هذه الفرائد، وكما تعودناه لا يأتينا إلا بكل جديد.
وجزاك الله خيرًا أخي الكريم / بلال.
وجزاك الله خيراً أخي الكريم رمضان.
هذا هو الملف النهائي للموضوع ... أسأل الله أن يتقبل هذا العمل من الشيخ الفاضل محمد.
وأرجوا من اخواني الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[17 - 03 - 06, 10:29 م]ـ
"
جزاكما الله خيراً ..
وتحت الرابط الآتي موضوع إذا جُمع بينه وبين ما تقدم هنا نشأ عن ذلك موضوع شامل لأنواع الانقطاع في الأسانيد.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=224316&postcount=11
"
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 03 - 06, 11:36 م]ـ
نفع الله بك
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 03 - 06, 08:54 م]ـ
"
وبِك نفع الله ...
"
ـ[حارث العبدلي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 09:38 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[20 - 03 - 06, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله اخي محمد
بارك الله فيك على المشاركة الطيبة لقد طبعت الملف وادرس منه الان لك اتعمق في مسالة التدليس وانواعه موضوع ممتع جدا فجازك الله كل خير
اختكم في الله
¥