تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قولك في الصفحة السابقة (2): " أئمة الحديث المتقدمين متفقين علي عدم سماع الحسن من أبي هريرة ".

ألا يدل قولك: (متفقين). علي أنه لا يوجد لهم مخالف فهو إجماع منهم.

أخي محمد (بارك الله فيك)

إن زل العلامة أحمد شاكر في كلمة فالواجب علينا الترحم والأستغفار له رحمه الله وغفر له.

أخي محمد (بارك الله فيك)

إذا لم يكن هناك إجماع من العلماء المتقدمين في عدم سماع الحسن من أبي هريرة فما المانع من الأخذ بالأدلة الذي قالها العلامة أحمد شاكر رحمه الله وغيره والتي تثبت سماع الحسن من أبي هريرة مثل:

1) قول قتادة. وهو رحمه الله من أكثر أصحاب الحسن وأعلمهم به.

2) قول موسي بن هارون.

3) المعاصرة. (فقد عاصر الحسن أبي هريرة لا شك في هذا).

4) تصريح الحسن بالسماع من أبي هريرة. (فتصريح الحسن بالسماع من أبي هريرة كافي في إثبات سماعه. فهذا علي ابن المديني رحمه الله لم يثبت سماع الحسن من أبا بكرة عنده إلا حين صرح الحسن بالسماع من أبي بكرة.

قال البخاري في صحيحه (2704): قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.

قلت: أبي بكرة توفي سنة (51). وأبي هريرة توفي سنة (57).

5) ذكر البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير (2/ 2/17): (رواية ربيعة بن كلثوم عن الحسن قال حدثنا أبو هريرة) ولم يعقب عليها بتعليل ولا إنكار، دلالة واضحه كما قال العلامة أحمد شاكر علي صحتها عنده.

6) سماع الحسن من عثمان المتوفي سنة (35)، وسعد بن أبي وقاص المتوفي سنة (56)، فغير نكير كما قال العلامة ابن عبد البر رحمه الله أن يسمع من أبي هريرة المتوفي سنة (57).

7) قول الحافظ المزي رحمه الله في تهذيب الكمال (في ترجمة الحسن) قال: رأي علي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد، وعائشة ولم يصح له سماع من أحد منهم .... وأبي هريرة (وقيل: لم يسمع منه).

قلت: فلم يجزم الحافظ المزي بأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة كما جزم بعدم سماعه من علي وطلحة وعائشة.

8) قول الحافظ ابن حجر رحمه الله بأن الحسن سمع من أبي هريرة بالجملة كما تقدم من كلام العلامة أحمد شاكر.

أخي محمد (بارك الله فيك)

أنت تقول لا إجماع علي عدم صحة سماع الحسن من أبي هريرة فهل هناك دليل أعتمدت عليه يا أخي في عدم سماع الحسن من أبي هريرة.

فإن كان هناك دليل فهات به بارك الله فيك.

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[04 - 08 - 02, 10:02 م]ـ

المرجو من الأخ محمد الأمين ألا يقولني ما لم أقل، وأنا لم أتهم أحدا من الأئمة بالتعسف والتقليد وحاشاهم، والجواب أنهم من وضع القواعد الصحيحة في الرواي، ولا ينس الأخ محمد الأمين أن هناك من قال بسماع الحسن البصري من أبي هريرة كقتادة البصري وموسى بن هارون الكوفي.

وبالنسبة للأدلة التي ذكرها الأخ أبو نايف فقوية جالقواعد الصحيحة في الروايةدا، ويضاف إليها أن الحسن البصري كما تقجم قد كان بالمدينة لما كان عبد الله بن عباس واليا على البصرة في عهد علي بن أبي طالب (أي هو وأبو هريرة في بلد واحدة)، فكيف نمنع لقاءه بأبي هريرة، بغير دليل، والأدلة تؤيد سماعه منه ...

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 08 - 02, 11:34 م]ـ

الفاضلان أبو نايف وأبو إسحاق

جزاكما الله خيراً

لا شك أن المعاصرة متحققة بين الحسن البصري وأبي هريرة. ولكن الذي ينفي التقائهما كون الحسن البصري قد قدم على المدينة لما كان أبا هريرة بالبصرة. فلما عاد الحسن إلى البصرة، عاد أبو هريرة للمدينة.

فلذلك لم يلتقيا. والإشكال هنا أن الحسن البصري له منهج عجيب في التدليس حيث إذا حدّث أبا هريرة أهل البصرة بحديث، يقول الحسن حدثنا أبو هريرة، وإن كان لم يسمعه. وهو يقصد حدث أهل البصرة. وبعض تلاميذه لا ينتبهون لذلك وقد يغيّروا الألفاظ إلى السماع وغير ذلك. كما كان تلاميذ بقيّة الحمصي يقلبون عنعنته إلى تحديث رغم أنه قد أسقط ضعيفين أو أكثر في حديثه. فلم يصحح العلماء حديثه عن ابن جريج مثلاً رغم تصريحه بالتحديث. وحكموا على من روى أحاديث بالتحديث بالخطأ رغم أنهم ثقات.

ومسألة سماع الحسن البصري من الصحابة مسألة في غاية التعقيد لهذا السبب. أما قضية سماعه من أبي بكرة فهي مسألة أخرى لأنها معتمدة على كتاب. والظاهر أنه كان يقلب رواية الكتاب إلى تحديث، كما كان يفعل بعض الشاميين والمصريين.

وهذا هو السبب -والله أعلم- الذي دفع قتادة وموسى بن هارون للاعتقاد بأنه قد سمع من أبي هريرة.

.

فهذا صريح بأن قتادة ظن ظناً أن الحسن أخذه عن أبي هريرة. ربما هذا دفع بعض تلاميذ الحسن لقلب العنعنة للتحديث، كما كان يفعل تلاميذ بقية وغيرهم. ولما ذكر شعبة لقتادة أن زياد أثبت أن الحسن لم يلق أبا هريرة، توقف قتادة في المسألة ولم يجزم بها بشيء. ولو كان عنده علم لأثبت ذلك ولأنكر على زياد.

وعلى هذا يحمل قول موسى بن هارون. ولولا ذلك لما نفى بقية تلاميذ الحسن لسماعه من أبي هريرة.

ولم يثبت هذا السماع أحداً من أئمة الحديث بدليل صريح. وإنما نفاه جمهورهم وتوقف فيه بعضهم. فرواية يرجح على الظن خطأها لا يمكن تصحيحها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير