تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن ينقل الأحاديث عن أقرب معصوم إليه كي يقل عدد رواة السند ليكتسب الحديث قوة من حيث الصحة-وهو ما يسمى بالإسناد العالي في مصطلح الحديث- فالحديث إذا نقله عن العسكري أو المهدي-وهما آخر أئمة الشيعة المعصومين وأقربهم إلى عصر الكليني- فإنه سيكون بينهما راوٍ واحد لقرب عهده بعصرهم ومعاصرته لنواب المهدي، وبالتالي سيكون علو سنده ظاهراً وأبعد عن النقد والجرح والتعديل

الطريق الثاني:

أن ينقل نفس متون تلك الأحاديث ولكن بسند فيه أربعة أو خمسة رواة بينه وبين المعصوم، كما هو الواقع فيما بينه وبين الصادق الذي نقل جلّ أحاديثه عنه في كتابه الكافي.

وقد كان الطريق الأمثل والمسلك الأقوم في نقل التراث الروائي إلى الشيعة هو الطريق الأول، لا سيما وإن العلم والتراث الروائي الموجود عند المعصوم ينتقل بكامله للمعصوم الذي بعده -كما يعتقده الشيعة- بمعنى أن العلم الذي عند العسكري والمهدي هو نفس العلم والتراث الروائي الذي عند الصادق، ولكن الكليني ارتكب خطأً فادحاً بسلوكه للطريق الثاني وهو من أشد الطرق وعورة وعرضة للنقد والتسقيط، وأثر هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبه الكليني قد ظهر في أرض الواقع عند الشيعة من خلالهم طرحهم ولفظهم لثلثي التراث الذي جمعه بحجة ضعف وجهالة رجال السند، كما هو الواقع بتضعيفهم ما يقارب 9485 حديث من أصل 16121 حديث –حسب تحقيق المجلسي في مرآة العقول- وهذا السلوك ليس له سوى تفسيرين:

التفسير الأول:

إما أن الكليني هو السبب في طرح التراث الروائي للمعصومين والذي جمعه في عشرين عاماً، حيث جعله في مهبّ الريح فيكون "كالتي نقضت غزلها"، وكان بإمكانه تلافي ذلك لو نقل نفس هذا التراث عن العسكري أو المهدي كي يسلم من التضعيف -لأن فيه راوياً واحداً كما ذكرنا- وبذلك يكون خطأه قد كلف الشيعة الحرمان من تراث أئمتهم المعصومين بتضعيف وطرح ثلثيه.

التفسير الثاني:

أن السبب ليس في سلوك الكليني بل لأن العسكري والمهدي لا يملكون نفس العلم والتراث الروائي الموجود عند الصادق مما جعله يعرض عنهما ويتجه إلى الصادق بأسانيد شائكة كلها ضعفاء ومجاهيل، ظلمات بعضها فوق بعض.

وبما أن التفسير الثاني يصطدم مع إحدى بديهيات الشيعة في الإمامة والعصمة بأن كل معصوم يرث كل علم المعصوم المتقدم ولا ينقص منه مثقال ذرة، فإن كان علم العسكري والمهدي هو نفسه الموجود عند الصادق -وهذه عقيدة ثابتة عند جميع الشيعة- فمن حقنا ومن حق كل عقلاء الشيعة ومنصفيهم أن يتقدموا بهذا السؤال:

لماذا سار الكليني بالشيعة في هذا الطريق الشائك المظلم، وقطع بهم تلك المفاوز , والذي كان سبباً في جعل ثلثي علم المعصومين ومروياتهم وتراثهم في مهبّ الريح؟؟؟!!!

ـ[نويرجمن]ــــــــ[24 - 03 - 06, 12:21 ص]ـ

لسلوكه هذا المسلك تفسير آخر عند الشيعة سوى التفسيرين.وهو ان العسكري (الإمام الحادي عشر) كما هو واضح من لقبه كان محصورا في عسكر بني العباس قتل مسموما في زمن الخليفة المعتمد العباسي في سنة 260 هـ، وعمره ثمان وعشرون سنة. فإن قلة أحاديثه ترجع إلى أمرين: قصر عمره، وابقائه تحت الرقابة الشديدة. وهكذا كان حال أبيه (الإمام العاشر ,الهادي العسكري قتل مسموما في زمن الخليفة المعتز العباسي في254 هـ) و جده (الإمام التاسع، الجواد قتل مسموما في زمن الخليفة المعتصم العباسي 220 هـ وعمره 25 سنة) ففي هذه الظروف كان من الصعب الوصول اليهم وتلقي الأحاديث منهم.وهذا بخلاف المقطع الذي عاشه الصادق (الإمام السادس، المتوفي 148 هـ وعمره 65 سنة) إذ صادف زمان إنهيار الحكم الأموي وظهور العباسيين، فاشتغال الأمويين باللعباسيين قد أنتج فرصة للصادق في سبيل بث علوم أهل البيت وأحاديثهم، وهذا سر كثرة الروايات عنه وعن ابيه (الإمام الخامس، الباقر المتوفي 114 هـ وعمره 57 سنة) حتى كتبت من مرويات الصادق و الباقر على عهدهما اربعمائة مصنف (الأصول الأربعمئة) وهي التي دون فيها مؤلفها الأحاديث التي سمعوها من الصادق و الباقر مباشرة.فجاء بعضهم ليجعل من هذه الكتب مجموعات و مجامع حديثية حتى وصل الأمر إلى الكليني (المتوفي 329 هـ) فلخص الأصول الأربعمئة و جمع فيه16199 حديثا و هكذا فعل الطوسي (المتوفي 460 هـ) في كتابه تهذيب الاحكام (جمع فيه 13590 حديثا من الأصول الأربعمئة) و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير