تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتثبيتها، وإلا فإن النقل عن الصادق المعصوم برواة غير معصومين -أمثال زرارة وغيره- يكون سائغاً لو انقطعت سلسلة المعصومين بالصادق، ولكن باستمرارها بعده فلا مسوِّغ لنقل التراث برواة غير معصومين وسلسلة المعصومين مستمرة بعد الصادق كي يرشدوا الأمة ويقدموا لها الدين كاملاً قرآناً وسنة عن طريق التراث الروائي الذي يمتلكوه والذي ورَّثه إليهم الصادق بصورة أدق وأكمل وأشمل مما ورثه لزرارة وأمثاله ممن يجوز عليهم الكذب والخطأ والنسيان.

ثانيا: اين ذهب نواب المهدي الذين كانوا ينقلون علوم الامام الى الشيعة فكان بامكان الكليني إما أن يطلب من نواب المهدي-وهم السفراء والواسطة بينه وبين الشيعة- كي يوصلوا مطلبه ومطلب الشيعة إلى المهدي المعصوم فيجمع ما عنده من تراث روائي ويقدمه للكليني وللشيعة عن طريق السفراء، لا سيما وقد كانت تقدم إليه طلبات في مسائل شرعية بسيطة ويستجيب لمطالبهم، بل وحتى مسائل دنيوية بأن يدعوا لهم بتفريج الكربات ومع هذا يستجيب لمطالبهم، فلا شك أن الحاجة لما يمتلكه من تراث روائي في أقصى درجاتها ولا توجد نسبة للمقارنة بينها وبين تلك المسائل البسيطة –الدينية والدنيوية- التي أجاب لما فيها من مطالب، لا سيما وأن الكليني عاش في بغداد وقد أدرك السفراء، فالواجب عليه إما أن يطلب منهم مباشرة تأليف كتاب يهتدي به الشيعة، أو أن يجمعه بجهده الشخصي -كما فعل في كتابه الكافي- ويعرضه عليهم كي يعرف رأي المعصوم فيه إما الإقرار لما فيه أو الإنكار عليه، كما عُرِضت كتب عديدة على المعصومين فأقروا مؤلفيها ومدحوهم، ومنها كتاب عبيد الله بن علي الحلبي الذي عرض على الصادق، وكتاب يونس بن عبد الرحمن والفضل بن شاذان اللذان عرضا على الحسن العسكري.

فكل الظروف كانت مهيأة للكليني كي يحصل على إسناد عالٍ ومع هذا لم ينتهزها، إذ لم يكن بينه وبين المعصوم الثاني عشر إلا السفير، وهذا إسنادٍ في غاية العلو والتوثيق من منظور الشيعة، إذ فيه الكليني وهو ثقة إسلامهم في الحديث ينقل عن السفير وهو نائب المعصوم ومفروغ من وثاقته، ينقل عن المعصوم، ولو سلكه لقدَّم للشيعة تراثاً روائياً صحيحاً ولقضى على مشكلة النظر في الإسناد ورواته التي تسببت في طرح الكثير من التراث الروائي؟!!! وأوقعت الشيعة في خلاف لا ينتهي في التصحيح والتضعيف في الكافي بسبب رواة أسانيده؟!!!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير