تجهيل ابن حزم للترمذي في المحلّى
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 07 - 02, 12:07 ص]ـ
الإمام الترمذي
هو الإمام الجهبذ محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضّحّاك، أبو عيسى السُّلمي الترمذي الضرير، ينسب رحمه الله إلى قبيلة سُليم، والله أعلم هل هو من صلبهم أو كان ذلك بالولاء.
ونسبته لترمِذ البلدة المشهورة وهي تقع الآن في شمال إيران.
ولد في حدود تسع ومائتين أو عشر ومائتين، وتوفي سنة تسع وسبعين ومائتين، في ترمذ.
وكُفَّ بصره في آخر عمره، قيل لكثرة بكائه رحمه من خشية الله تعالى.
طلب العلم في سنِ متأخرة والسبب الذي يدعونا إلى القول بأن الترمذي تأخر في الطلب أننا نجد أكابر شيوخه وأقدم شيوخه وفاة هم الذين توفوا في حدود سنة خمس وثلاثين ومائتين، ولا نجد أحدهم توفي قبل ذلك، فدل على أنه إنما تلقى في حال الكبر، يعني بعد أن جاوز العشرين، وربما وصل إلى السنة الخامسة والعشرين من عمره، ولهذا السبب نجد إسناده رحمه الله يعتبر من الأسانيد النازلة، أي أن الواسطة التي تكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم في الغالب أنها تكون طويلة بما يناسب عصره، أي أننا لا نجد عنده شيئاً من الأحاديث الثلاثية، وربما كانت الرباعية قليلة جداً في كتابه (الجامع).
ويعود أيضاًُ على عدم رحلته إلى بعض البلدان فإنه رحمه الله يظهر أنه لم يدخل الشام ولم يدخل مصر في رحلته العلمية، ولم يدخل بغداد في وقت مبكر لأنه كان بإمكانه السماع من الإمام أحمد، ولكنه لم يسمع منه قطعاً والإمام أحمد كانت وفاته في سنة إحدى وأربعين ومائتين ويكون عمر الترمذي في حدود الثانية والثلاثين، وهذا السنت يؤهله للسماع من مثله، والسبب أنه ما دخل بغداد إلا في تلك الأثناء،وربما أنه لم يدخلها مطلقاً لأاننا لا نجد الخطيب البغدادي ذكره في تاريخ بغداد وهو يذكر كل من قدم بغداد.
مشائخه:
البخاري وقد لازمه طويلاً وتأثر به، ومسلم وأبو داود، وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر وأحمد بن منيع البغوي، وعمر بن علي الفلاس، وهنّاد بن السّري وعبدالله بن عبدالرحمن الدارمي صاحب السنن، وأبو زرعة الرازي وغيرهم من أكابر شيوخه.
وقد لازم البخاري كثيرا واستفاد منه، ونجد طكتب الترمذي مليئة بالنقل عن البخاري، وقد صرّح هو في آخر كتابه الجامع، بأن أكثر ما ذكر في هذا الكتاب من العلل والكلام في الرجال والتاريخ، فإنّ هذا مما ناظر به محمد بن إسماعيل البخاري وأبازرعة الرزاي. وأيضاً من تأثره بالبخاري التفقه بالحديث، والمطالع عقب كل حديث يشهد له بسعة فقهه رحمه الله.
ولا يضر تجهيل ابن حزم للترمذي في المحلى، وقد أستنكر العلماء هذا من ابن حزم، ومنهم من اعتذر له بأن كتاب الترمذي لم يدخل الأندلس وهذا غير صحيح، فإن ابن حزم ممن اطلع على الترمذي.
من مناهج المحدثين للشيخ سعد الحميد حفظه الله، بتصرف.
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[21 - 07 - 02, 12:24 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل
ولكن ابن حزم لم يجهل الترمذي في المحلى وإنما في كتاب آخر له
وهو كتاب الإيصال في باب الفرائض منه كما نص ابن حجر وغيره على ذلك
وللفائدة انظر كلام الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للترمذي (1\ 86)
ـ[مبارك]ــــــــ[21 - 07 - 02, 02:33 ص]ـ
قد ذكر الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى الترمذي الإمام في محلاه (9/ 296) ولم يعرض له بتضعيف أو جهالة،بل ضعف الحديث بغيره.
وقد أثنى على الإمام الترمذي في رسالته القيمة النافعة (الرسالة
الباهرة في الرد على أهل الأقوال الفاسدة) (ص/50) فقال: وأما
الحفظ فهو ضبط ألفاظ الأحاديث، وتثقيف سوادها في الذكر،والمعرفة
بأسانيدها.وهذه صفة حفاظ الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي
وابي داوود وابن عفرة والدارقطني والعقيلي والحاكم ونظرائهم ...
قال مبارك: لا أدري هل اطلع الذهبي وابن حجر على كتاب الإيصال
أما لا؟ فهذه مسألة تحتاج إلى تحرير.
ورأيت بعض من جهله ابن حزم في المحلى يو ثقه في (جمهرة
أنساب العرب) ولو وجدت كتب ابن حزم أو حقق الموجود منها لأفاد
الباحثين عن تراث ابن حزم الإمام.
قال الإمام الكبير محدث الديلر المصرية أحمد محمد شاكر رحمه الله تعالى في مقدمة سنن الترمذي (1/ 86) متعقبا الحافظ ابن حجر
العسقلاني في كلامه الشديد حول ابن حزم: وأنا أظن أن هذا تحامل
شديد من الحافظ ابن حجر على ابن حزم، ولعله لم يعرف الترمذي ولا
كتابه، بل لعل الحافظ الذهبي أخطأ نظره حين نقل مانقل عن كتاب
الإيصال، وما أظن ابن حجر رأى كتاب الإيصال ونقل منه، وإنما أرجح أنه نقل من الذهبي، والله أعلم. أ ه
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 07 - 02, 02:55 ص]ـ
شكرا الله مسعاكم وإفادتكم ...
والشيخ سعد في عبارته نصاً " لكننا نعجب من ابن حزم رحمه الله حينما نص على أن الترمذي مجهول في كتابه المحلى وفي غيره أيضاً من كتبه .. "
هذا نص الشيخ، وقد كتبته بتصرف، ومع ذلك فلعل الشيخ لُبس عليه الأمر، أو ذكر المحلى يريد غيره من كتبه لشهرته.
ولكن هنا سؤال: هل يمكن تصوّراً، أن مثل ابن حزم رحمه الله وعفا عنه لم يطلع على سنن الترمذي؟
¥