ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 07 - 02, 12:34 ص]ـ
قال الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات261 - 280هـ/ص461): "والعجب من أبي محمد بن حزم حيث يقول في أبي عيسى: مجهول؛ قاله من كتاب (الإيصال).
قال أبو الفتح اليعمري: قال أبو الحسن بن القطان في (بيان الوهم والإيهام) عقيب قول ابن حزم: هذا كلام من لم يبحث عنه، وقد شهد له بالإمامة الدارقطني والحاكم" اهـ.
وقال في ميزان الاعتدال (6/ 689): "ولا التفات إلى قول أبي محمد بن حزم فيه في الفرائض من كتاب (الإيصال) إنه مجهول، فإنه ما عرفه ولا درى بوجود الجامع، ولا العلل اللذين له".
وكتاب (بيان الوهم والإيهام) لا تطوله يدي الآن، فأتمنى من الإخوة أن ينقلوا عبارة ابن القطان بلفظها من كتابه.
وللفائدة فقد ذكر الحافظ في تهذيب التهذيب (ترجمة الترمذي) أن ابن حزم جهل أبا القاسم البغوي، وإسماعيل الصفار، وأبا العباس الأصم.
فأما أبو القاسم البغوي، فروى من طريقه ابن حزم في المحلى في أربع مواضع محتجا به، وقد عرفه ولا شك.
وإسماعيل الصفار جهله قائلا (9/ 296): " .. لأن أحمد بن أبي عمران وأبا حامد بن حسنويه مجهولان، وإسماعيل الصفار مثلهما".
وأبو العباس الأصم، لم أجد له ذكرا في المحلى، ولعله جهله في الإيصال أو بعض كتبه الأخرى.
والسؤال أين جهل ابن حزم أبا القاسم البغوي؟؟ هل في كتابه الإيصال؟؟
وكما سبق فابن حزم قد روى عن ابن عبد البر في 31 موضع من المحلى، وكذلك روى عنه في الإحكام في 16 موضعا.
وقد قال فيه كما في رسالته فيف فضل الأندلس: " .. ومنها كتاب (التمهيد) لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبد البر، وهو الآن بعدُ في الحياة، لم يبلغ سن الشيخوخة، وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا، فكيف أحسن منه؟. ومنها كتاب (الاستذكار) وهو اختصار التمهيد المذكور .. ".
فلا شك أن ابن حزم اطلع على كتب التمهيد والاستذكار والاستيعاب وغيرها من مصنفات ابن عبد البر، وهذا الأخير كما سبق ينقل كثيرا من الترمذي في مصنفاته.
والعجيب أن ابن حزم قال في رسالته الآنفة الذكر: " .. ومنها كتاب شيخنا القاضي أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي في المختلف والمؤتلف في أسماء الرجال، -ولم يلغ عبد الغني الحافظ المصري في ذلك إلا كتابين، وبلغ أبو الوليد –رحمه الله تعالى نحو الثلاثين- لا أعلم مثله في فنه البتة".
وقد قال الحافظ في تهذيب التهذيب (9/ 344): "والعجب أن الحافظ بن الفرضي ذكره في كتابه المؤتلف والمختلف، ونبه على قدره، فكيف فات بن حزم الوقوف عليه فيه!!! ".
فكيف جهل الترمذي، وقد اطلع على كتاب شيخه ابن الفرضي، وقد ذكر فيه الترمذي؟؟؟
وأخشى ما أخشاه أن يكون وقع تصحيف في اسم الراوي، فقد يكون مصحفا من (محمد بن يعقوب بن سورة) (1)، ولعل ابن القطان وهم في نقله، وتابعه على هذا الوهم كل من جاء بعده، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1) وهو التميمي البغدادي، ثقة روى عنه الطبراني وابن قانع وجماعة، وهو مترجم في تاريخ بغداد للخطيب.
ـ[مبارك]ــــــــ[24 - 07 - 02, 04:10 ص]ـ
* عبد الله بن محمد بن عبدالعزيز، أبو القاسم البغوي.
قال عنه الإمام ابن حزم في (حجة الوداع) (ص/328): مجهول.
قال الدار قطني: ثقة جبل،إمام من الأئمة ثبت، أقل المشايخ
خطأ، وكان ابن صاعد أكثر حديثا من ابن منيع، إلا أن كلام ابن منيع
في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.
وقال الخطيب: وكان ثقة ثبتا مكثرا، فهما عارفا.
وقال عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني: سألت موسى
ابن هارون عن أبي القاسم ابن منيع فقال: ثقة صدوق،لو جاز الأنسان
أن يقال له فوق الثقة لقيل له، قلت: يا أبا عمران فإن هولاء يتكلمون
فيه، فقال يحسدونه.
وقال أبو بكر محمد بن علي النقاش: وكان ثقة.
وقال السليماني: يتهم بسرقة الحديث.
وتعقبه الذهبي في (الميزان) بقوله: (قلت: الرجل ثقة مطلقا،
فلا عبرة بقول السليماني).
وقال الأرْدَبيلي: سئل ابن أبي حاتم عن أبي القاسم البغوي:
أيدخل في الصحيح؟ قال: نعم.
وقال حمزة السهمي: سألت أبابكر بن عبْدان عن البغوي، فقال:
لا شك أنه يدخل في الصحيح.
وقال حمزة بن محمد الدّقاق: سمعت الدار قطني يقول: كان أبو القاسم بن منيع قلّ ما يتكلم على الحديث، فإذا تكلم كان كلامه كا لمسمارفي السّاج.
وقال الذهبي في (الميزان): (الحافظ الصدوق، مسند عصره،
تكلم فيه ابن عدي بكلام فيه تحامل، ثم في أثناء الترجمة انصف ورجع عن الحط عليه، وأثنى عليه بحيث قال: ولو لا أني شرطت أن كل من تكلم فيه ذكرته وإلا كنت لا أذكره .... ).
قال مبارك: والعجب كيف يخفى حاله على إمام كبير مثل ابن حزم
وقد يعتذر له بعدة أمور:
البغوي من الشرق،وابن حزم من الغرب، وبين الشرق والغرب مفاوز تنقطع فيها أعناق الأبل كما يقال هذا أولا.
ثانيا:لعل مصنفات البغوي لم تدخل بلاد الأندلس، وإن دخلت فهي بكميات محدودة عند بعض العلماء لاكلهم، وكتبه (أي البغوي) ليست
بالشهرة بمكان (لاسيما في عصر ابن حزم) كشهرة مصنفات شعبة
ومالك ويحي بن سعيد وحماد بن سلمة والشافعي وعلي بن المديني
وعبدالرزاق وابن أبي شيبة والقاسم بن سلام وإسحاق وأحمد والبخاري
ومسلم وأبي دواد والنسائي وغيرهم.
ثالثا: أعلى من وثقه طبقةابن أبي حاتم والدار قطني،فيمكن حينئذ
أن يقال لعل هذا التوثيق لم يطلع عليه ابن حزم والسبب عدم شهرته
،لأن من نقل هذا التوثيق غير مشهورين، وما اشتهر عند المتأخرين لا
يلزم أن يشتهر في عصر ابن حزم
ومادام أن أباإسحاق قد اطلع على أكثر من رواية للبغوي في (المحلى) ولم يتكلم فيه وهو آخر مؤلفاته فلعله عرفه أو اطلع على شيء من مؤلفاته. والله أعلم
¥