[فائدة نفيسة في تراجم الإمام البخاري لصحيحه]
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[03 - 04 - 06, 01:58 م]ـ
فقه البخاري في تراجمه
عبارةٌ تناقلتها ألسنة العلماء والمحدثين كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (2)، وهذه المقولة أشبه ما تكون بما نقله العلامة المُحدِّث ناصر الدين أحمد بن محمد الإسكندري المعروف بابن المُنيِّر الكبير (1) في كتابه (المتوارى ص: 5) سمعت جدِّي يقول: " كتابان فقههما في تراجمهما: كتاب البخاري في الحديث، وكتاب سيبويه في النحو " ولعلَّ السرَّ في ذلك ما ذكره الحافظ رحمه الله حين قال عن تراجم أبواب الصحيح: ( ..... التي حيَّرت الأفكار، وأدهشت العقول والأبصار. وإنما بلغت هذه الرُّتبة، وفازت بهذه الحظوة لسببٍ عظيم أوجب عظمها، وهو ما رواه أبو أحمد بن عدي عن عبد القدُّوس بن همَّام قال: شهدت عدَّة مشايخ يقولون: " حوَّل البخاري تراجم جامعه - يعني بيَّضها - بين قبر النَّبيِّ ? ومنبره، وكان يُصلِّي لكلِّ ترجمةٍ ركعتين ").
ومن خلال مطالعتي لصحيح البخاري وشرحه فتح الباري وقفتُ على تسعة أبوابٍ كرَّر البخاري ذكرها في صحيحه إما في مواضع متحدة أو مختلفة لا أعلم أنَّ أحداً جمع ذلك من قبل لندرته في الصحيح وخفائه؛ لذا بذلت وسعي في إبراز ما تكرَّر من تراجم وأبواب، وضمَّنتها بعض النقولات القصيرة للحافظ ابن حجر رحمه الله وأردفتها بتعليقات يسيرة.
فدونَك ما وقفتُ عليه، ولا أدَّعي أنني سبرت تراجم الصحيح كلها ولكنَّ هذا جهدُ المقل، وأسأل المولى أن يجدد النَّشاط ويبعث في النفس الهمَّة لإحصاء ما تكرَّر في هذا الصحيح من تبويب طلباً للأجر العميم وخدمةً لهذا السفر العظيم.
وقبل أن أشرع في ذكر ذلك تجدر الإشارة إلى أن الحافظ ابن حجر رحمه الله رمز لهذا الأمر في ثنايا شرحه للأحاديث ذات الأرقام التَّالية: (389، 1658، من 2573 إلى 2579، 5757، 5766، 5770 6362، من 6364 إلى 6366)
1 - التبويب: باب الصلاة إذا قدم من السفر
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأول: كتاب الصلاة (8) باب رقم (59)
الموضع الثاني: كتاب الجهاد والسير (56) باب رقم (198)
- قلتُ: ولم يُشِرِ الحافظُ إلى وقوع التكرار في هذا التَّبويب
2 - التبويب: باب إذا لم يُتِمَّ السُّجُودَ
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأوَّل: كتاب الصَّلاة (8) باب رقم (26)
الموضع الثَّاني: كتاب الأذان (10) باب رقم (132)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الموضع الأوَّل: " قوله: (باب إذا لم يتم السجود) كذا وقع عند أكثر الرُّواة هذه التَّرجمة وحديث حذيفة فيها والتَّرجمة التي بعدها وحديث ابن بحينة فيها موصولاً ومعلَّقاً، ووقعتا عند الأصيلي قبل (باب الصَّلاة في النِّعال) ولم يقع عند المستملي شيءٌ من ذلك وهو الصَّواب؛ لأنَّ جميع ذلك سيأتي في مكانه اللائق به، وهو أبواب صفة الصَّلاة. ولولا أنَّه ليس من عادة المصنف إعادةُ الترجمةِ وحديثِها معاً لكان يمكن أن يقال مناسبةُ الترجمةِ الأولى لأبواب ستر العورة الإشارةُ إلى أنَّ من ترك شرطاً لا تصحُّ صلاتُه كمن ترك ركناً. ومناسبةُ الترجمةِ الثَّانية الإشارةُ إلى أنَّ المجافاة في السُّجُود لا تستلزم عدم ستر العورة فلا تكون مبطلة للصَّلاة، وفي الجملة إعادةُ هاتين التَّرجمتين هنا وفي أبواب السُّجود الحملُ فيه عندي على النُّسَّاخ بدليل سلامة رواية المستملي من ذلك وهو أحفظهم ".
- قلتُ: يشير الحافظ ابن حجر بهذا الكلام إلى ترجيح رواية المستملي على روايتي السرخسي والكشميهني وعليه فلا تكرار لا للترجمة ولا للحديث كما يرجح عدم ذكر الترجمةِ التي تليها وهي (باب يبدي ضبعيه ويجافي في السُّجود) وحديثِ مالك بن بحينة الموصول والمعلَّق الذي احتوته هذه الترجمة.
- وأما قوله: " ولولا أنَّه ليس من عادة المصنف إعادةُ الترجمةِ وحديثِها معاً " من كلامه السَّابق؛ فإنَّه مشعرٌ بأنَّ تكرارَ البخاري لتراجم صحيحه ليس بعادة له.
3 - التبويب: باب القائلة بعد الجمعة
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأوَّل: كتاب الجمعة (11) باب رقم (41)
الموضع الثَّاني: كتاب الاستئذان (79) باب رقم (39)
- قلتُ: ولم يُشِرِ الحافظُ إلى وقوع التكرار في هذا التَّبويب
¥