تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:03 ص]ـ

وهذه مشاركة مني لما كتبته في رسالتي الدكتوراه (التعارض في الحديث) حول عمل عبد الله الغماري

ثالثاً: كتابات الشَّيخ عبد الله الغُمَاري.

وهو الشَّيخ العلامة عبد الله بن الصِّدِّيق الغماري، ولد بطنجة عام 1327هـ، وتوفي سنة 1412هـ. وله عددٌ من المُصنَّفات في علم الحديث وغيره، شأنه شأن أهل بيته، والده وإخوته.

وما يهمُّني في هذه المناقشه الكتب التَّالية:

1 - الفوائد المقصوده في بيان الأحاديث الشَّاذَّة والمردودة، جمع فيه ثلاثة وأربعين حديثاً، رأى أنَّها شاذَّةً مردودةً (1)!.

2 - فتح المعين بنقد كتاب الأربعين، انتقد فيه كتاب "الأربعين" (2) في دلائل التوحيد (3) " للشَّيخ أبي إسماعيل الهَرَوي.

3 - نهاية الآمال في صحَّة وشرح حديث عرض الأعمال (4)، وقد تعرَّض في هذا الكتاب لجمع طرق حديث:" حياتي خيرٌ لكم ومماتي خيرٌ لكم " والّذي فيه: تعرض الأعمال عليَّ - أي على الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم -. فجمع شتات ألفاظ هذا الحديث وألزمها أن تأتلف لتُشكِّل نصَّاً صحيحاً، وإلزامه غير ملزمٍ.

ولن أتناول كل كتاب من هذه الكتب على حدةٍ لأنَّ هذا سيطول المناقشة جدّاً، إضافةً إلى ما ستكون عليه من طولٍ نظراً لمكانة الشَّيخ في الدِّراسات الحديثيَّة المعاصرة، ونظراً لما يمثِّله من امتدادٍ لمنهج عائلته، رأيت أن أجعل مناقشتي معه تأخذ شكل عناوين لموضوعاتٍ منتقَدَةٍ عليه، استشهد من خلالها ببعض النَّماذج، وأهمُّ العناوين الّتي سأناقشها ما يلي:

- تضعيفه الثَّابت. بله المتواتر بحجَّة تعارضه مع نصوص أُخرى.

- تصحيحه الضَّعيف وادِّعاء تعارضه مع أحاديث صحيحةٍ.

- ادِّعاؤه الخطأ في الأحاديث بحجَّة تعارضها مع نصوصٍ قرأنيَّةٍ أو حديثيَّةٍ، وإستعماله للتأويل البعيد في نصوص أُخرى.

أمَّا عن تضعيفه الأحاديث الصَّحيحة الثَّابته فهو كثيرٌ عنده، ولكنِّي سأتناول حديثاً واحداً كونه قد اكتسب صفة التَّواتر نظراً لتعدُّد طرقه وكثرتها، ولكنَّ الشَّيخ قد حكم بضعفه ثمَّ بردِّه اعتمادا على حججٍ مرجوحةٍ واهيةٍ، ومثال هذا النَّوع قوله (5): (عن أبي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مطبوع ضمن مجموعةٍ، من ص 80 - 156، دار الفرقان للنشر والتوزيع - الدار البيضاء.

(2) طبع بعمان-الأردن، مكتبة الإمام النووي سنة 1410 هـ/ 1990 م الطبعة الأولى وحققه حسن السقاف.

(3) طبع سنة 1404 بتحقيق د. علي محمد ناصر الفقيهي.

(4) طبع بيروت - عالم الكتب، الطبعه الثانيه سنة 1405 هـ / 1985.

(5) الفوائد المقصودة: 105 - 108 حديث رقم (12).

ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:04 ص]ـ

هُريرة (6) وابن عبّاس (1)، وعائشة (2)، عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِم مَسَاجِدَ ".) هذا حديثٌ ثابتٌ في الصَّحيحين وغيرهما من طرقٍ وقد عمل به كثيرٌ من العلماء المتقدِّمين والمتاخِّرين ولم يتفطَّنوا لما فيه من العلل الّتي تقتضي ترك العمل به، وذلك أنَّ القرأن الكريم يعارض هذا الحديث من ثلاثة أوجهٍ:

1 - أخبر الله - تعالى - عن اليهود أنَّهم قالوا: {إنَّ اللهَ فَقِيْرٌ وَنَحْنُ أغْنِيَاءُ} (3) وقالوا: {يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ} (4) وقالوا أيضاً:" إنَّ الله لمّا خلق السَّموات والأرض استراح يوم السَّبت " (5) ونسبوا إليه النَّدم، وغير ذلك من النَّقائص التي لا تليق بالله - تعالى - ولا تجوز في حقِّه فكيف يتَّخذون قبور أنبيائه مساجد؟ هذا غير معقولٍ.

2 - إنَّ اليهود يؤذون الأنبياء، قال تعالى: {يَا أيُّهَا الّذِيْنَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَّرأهُ الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيْهَاً} (6) وقال سبحانه: {وَإذْ قَالَ مُوسَى يَا قَوْم ِلِم تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أنِّي رَسُولُ اللهِ إلَيْكُمْ} (7).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

(6) أخرجه البُخاريُّ، الصلاة /باب 55: 1/ 112 ومُسلمٌ،المساجد ومواضع الصلاة /النهي عن بناء المساجد على القبور: 1/ 376 رقم (530) وأبو داود،الجنائز / في البناء على القبور:3/ 216 رقم (3227)، والنَّسائيُّ، الجنائز / اتخاذ القبور مساجد:4/ 95 - 96 ومالك في " الموطأ": 113 رقم (321) رواية محمد بن الحسن، والحُميديُّ في " المسند": 2/ 445 رقم (1025) بمعناه، وأحمد في " المسند:2/ 284، 285،366، وغير=

= ذلك وابن حِبَّان كما في " الإحسان ": 6/ 95 رقم (2326)، والبَيْهقي في " السنن الكبرى ":4/ 80 ..

(1) حديث ابن عبّاس رُوي مقروناً مع حديث عائشه وأخرجه: البُخاريُّ،الصلاة /باب 55: 1/ 112، والأنبياء / 50 ما ذكر عن بني إسرائيل: 4/ 144 وغير ذلك، ومُسلمٌ، المساجد /النَّهي عن بناءالمساجد على القبور: 1/ 377 رقم (531) والنَّسائيُّ، المساجد /النهي عن اتخاذ القبور مساجد: 2/ 40 - 41، 4/ 95 وفي " الوفاة ": 34 رقم (14) و35رقم (15) وأحمد في "المسند":1/ 218،6/ 34،229،275،وغير ذلك، والدَّارميُّ في " السنن ": 1/ 326، وأبو عَوانة في " المسند ": 1/ 399.

(2) سبق تخريجه مع حديث إبن عباس.

(3) سورة آل عمران: 181.

(4) سورة المائده: 64.

(5) جاء فيما يُزعم أنَّه الكتاب المقدس: التكوين: 2 وفي اليوم السابع أتم الله عمله الذي قام به، فأستراح فيه من جميع عمله.

(6) سورة الأحزاب: 69.

(7) سورة الصف: 5.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير