تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية في تدوين الحديث الشريف لأنها حجة قاطعة ودليل ساطع على أن الحديث النبوي كان قد دون في عصر مبكر وتصحيح الخطأ الشائع أن الحديث لم يدون إلا في أوائل القرن الثاني الهجري 0

4 - ما روي عن رسول الله ? في الكتابة:

أ - ما روي من كراهة الكتابة:

المقصود بالكراهة التحريم كما صرح به جماعة منهم ابن النفيس 0 وقد استدل المانعون من الكتابة بأدلة منها:

1 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , وله طريقان:

أ- الطريق الأولى: همام، عن زيد بن اسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ? قال: " لا تكتبوا عني , ومن كتب عني غير القران فليمحه , وحدثوا عني ولا حرج , ومن كذب علي – قال همام: احسبه قال: متعمدا - , فليتبوأ مقعده من النار " 0

وسيأتي أن الإمام البخاري وغيره أعله بالوقف فلم يقبل منه 0

ب - الطريق الثانية: عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: " استأذنا النبي? في الكتابة فلم يأذن لنا " 0

وهذه الراوية ضعيفة , للإجماع على ضعف راويها عبد الرحمن وقد ضعفه ابن معين والمديني والنسائي واحمد الشافعي ومالك وابن حبان وغيرهم 0 فهذه الرواية منكرة , ولا تصح إلا من طريق الأول.

2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: بلغ رسول الله ? أن ناسا قد كتبوا حديثه، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه , ثم قال: " ما هذه الكتب التي بلغني أنكم قد كتبتم , إنما أنا بشر , من كان عنده منها شيء فليأت به فجمعناها فأخرجت، فقلنا يا رسول الله: نتحدث عنك؟ قال: تحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا ... " 0

قال الحافظ الذهبي: " هذه الرواية منكرة ". وسبق الكلام في عبد الرحمن 0

3 - حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، وله طريقان:

أ – عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: دخل زيد بن ثابت على معاوية فسأله عن حديث , فأمر إنسانا أن يكتبه فقال له زيد: إن رسول الله ? أمر أن لا نكتب شيئا من حديثه فمحاه ". وهذه الطريق ضعيفة , المطلب لم يسمع من زيد , فالحديث منقطع , والراوي عن المطلب , كثير بن زيد فيه مقال 0

ب- عن الشعبي: أن مروان اجلس لزيد بن ثابت رجلا وراء الستر، ثم دعاه فجلس يسأله ويكتبون فنظر إليهم زيد، فقال: يا مروان , عذرا , إنما أقول برأيي " 0 وهذا يحتمل أن خما كتب عن زيد آرائه الشخصية وكرهها زيد , وهو لا يدل على كراهيته لكتابة الحديث 0

ولو انه من الصعب أن نقبل حتى هذا التوجيه لان هناك ما يثبت انه كتب أحاديث رسول الله ? كما كتب آراءه , ومنها ما كتبه إلى عمر بن الخطاب في مسالة الجد، كما انه أول من صنف في الفرائض 0

4 - حديث يحيى بن جعدة:

إلا أن حديثه مرسل , قال الحافظ:" ثقة , وقد أرسل عن ابن مسعود ونحوه , من الثالثة ". والثالثة: هي الطبقة الوسطى من التابعين كما نص على ذلك في فاتحة تقريبه. وعلى ذلك فالحديث مرسل، والمرسل ليس بحجة 0

5 – حديث ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم:.

ب- ما روي من إباحة الكتابة: وفي ذلك أحاديث كثيرة جدا , نقتصر منها على ثلاثة أحاديث:

أ - قوله? لعبد الله بن عمرو بن العاص: " اكتب فو الذي نفسي بيده، ما خرج منه إلا حق " 0

ب - قوله? في فتح مكة: " اكتبوا لأبي شاه " 0 وهو دليل صريح على جواز الكتابة 0

ج- قوله? في مرض موته: " ائتوني بكتف اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده " 0

ج- الجمع بين نصوص الكراهة والإباحة:

وللعلماء في ذلك وجوه أربعة هي:

الأول: إن حديث أبي سعيد موقوف عليه، فلا يصلح للاحتجاج به، وهو قول الإمامين البخاري وأبي حاتم الرازي. إلا إننا لا نسلم بهذا، لأنه ثبت عند مسلم في صحيحه0

الثاني: إن النهي عن الكتابة كان في أول الإسلام مخافة اختلاط الحديث بالقران، فلما كثر عدد المسلمين، وعرفوا القران الكريم معرفة رافعة للجهالة، وميزوه من الحديث زال هذا الخوف عنهم فنسخ الحكم الذي كان مترتبا عليه وصار إلى الجواز، وهو ما اختاره الحافظان ابن شاهين وابن الجوزي، والعلامة احمد محمد شاكر، وجعله ابن قتيبة والرامهرزي احد وجوه الجمع0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير