تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج - كذلك خالف شعبة عبد الجبار بن وائل الذي روى عن وائل ما يؤيد قول سفيان، إذ قال فيه:’’مد بها صوته‘‘ (1). وقد صرح بذلك كله الإمام مسلم في كتابه التمييز (2).

وأما الجمع بين هذه الروايات بناء على التجويز العقلي فمنهج انتهجه كثير من الفقهاء المتأخرين، وتبعهم في ذلك الباحثون المعاصرون (3).

فبهذا المثال تبين أن العلة عبارة عن خطأ الراوي، وقد عبر الإمام مسلم عنه في أثناء شرحه علة ذلك الحديث، وهذا الخطأ لا يظهر من ظاهر السند دون جمع طرقه ومقارنة بعضها ببعض، ولا يكتشفه الباحث، أو لا يقتنع به، إلا إذا انتهج منهج المحدثين النقاد.

المثال الثاني:

إذا كان المثال الأول للحديث المعلول من مرويات الثقات فإن المثال الثاني يكون لما رواه الضعيف، وهو ما رواه ابن أبي ليلى عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي عن علي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (آمين) حين يفرغ من قراءة فاتحة الكتاب (4).

يقول أبو حاتم في كتاب أسماه (علل الحديث): ’’هذا خطأ عندي، إنما هو سلمة عن حجر أبي العنبس (5) عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم ‘‘.


(1) – رواه الدار قطني في سننه 1/ 334 - 335، وصحح إسناده، غير أنه منقطع لأن عبد الجبار لم يسمع من أبيه كما في التهذيب.
(2) – ص:133.
(3) – راجع ما حرره الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على حديث شعبة المعلول من سنن الترمذي 2/ 29.
(4) – أخرجه ابن أبي حاتم في علله 1/ 93.
(5) – كذا في العلل، والصواب فيه حجر بن العنبس كما حقق النقاد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير