3 - عبد الرَّحم?ن بن مَهْدي فقد قال عليّ بن المديني: سمعتُ عبد الرَّحم?ن بن مَهْدي، وقيل له: تَحْمِلُ عن عبد الله بن يزيد القَصِير، عن ابن لَهِيعة؟ فقال عبد الرَّحم?ن: لا أحمل عن ابن لَهِيعة قليلاً ولا كثيراً، ثم قال عبد الرَّحم?ن: كتبَ إليَّ ابنُ لَهِيعة كتاباً فيه: حدثنا عَمرو بن شُعَيب. قال عبد الرَّحم?ن: فقرأته على ابن المبارك، فأخرجَه إليَّ ابن المبارك من كتابه عن ابن لَهِيعة، قال: أخبرني إسحاق بن أبي فَرْوَة، عن عَمرو بن شُعَيب. وفي المراسيل لابن أبي حاتم: قال أبو حاتم: لم يسمع من عمرو بن شعيب شيئا.
وقال محمد بن المثنى: ما سمعت عبد الرحم?ن يُحَدِّثُ عن ابن لهيعة شيئاً قَطُّ.
4 - أحمد بن حنبل: قال حنبل بن إسحاق: سمعتُ أبا عبد الله، يقول: ما حديث ابن لهيعة بحُجَّة، وإني لأكتب كثيراً مما أكتبُ أعتبرُ به وهو يُقَوي بعضُه ببعض.
5 - يحي بن معين: فقد سأله الدارمي عن ابن لهيعة فقال: ابن لهيعة ضعيف الحديث، وقال بعبارة أصرح: ابن لهيعة ليس بشيء تغير أو لم يتغير.
6 - ابن سعد، حيث أنه قال: كان ضعيفا، ومن سمع منه أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بآخره.
7 - الترمذي، فقد قال في جامعه: ابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه.
8 - النسائي، فقد قال عنه: ضعيف. فلم يفصل في حاله.
9 - أبو حاتم، ضعفه في الجرح والتعديل ولم يفصل.
10 - الجوزجاني، فقد قال: لا نور على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به.
11 - ابن خزيمة، فقد قال في صحيحه: ابن لهيعة ليس ممن أُخرج له في هذا الكتاب إذا انفرد برواية.
12 - إضافة إلى ابن عبدالبر وابن حزم وابن الجوزي، ووكيع وأبو أحمد الحاكم.ورجحه الشيخ ابن باز رحمه الله.
سبب وجود الضعف والخطأ في رواياته:
1 - قال يعقوب بن سفيان، عن سعيد بن أبي مريم: كان حيوة بن شُرَيح أوصَى إلى وَصِيَ، وصارت كُتُبه عند الوصي وكان ممن لا يتقي اللَّهَ، يذهبُ فيكتبُ من كُتُبِ حَيْوَة الشيوخَ الذينَ قد شاركَهُ ابنُ لهيعة فيهم، ثم يَحْمِل إليه، فيقرأ عليهم.
2 - قال: وحضرت ابنَ لهيعة، وقد جاءهُ قومٌ من أصحابِنا كانوا حَجّوا، وقَدِموا، فأتوا ابنَ لهيعة مُسلِّمين عليه، فقال: هل كتبتُم حديثاً طَرِيفاً؟ قال: فجعلوا يُذاكِرونه بما كتبوا، حتى قال بعضُهم: حدثنا القاسم العُمَرِيُّ، عن عَمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن النبي، قال: «إذا رأيتُمُ الحريقَ فَكَبَّرُوا، فإن التَّكْبيرَ يطفِئه»، قال ابنُ لهيعة: هذا حديثٌ طَرِيفٌ، كيف حدثتم. قال: فَحَدَّثَهُ، فوضعوا في حديث عَمرو بن شعيب، وكان كلما مَرُّوا به، قال: حدثنا به صاحبُنا فلان. قال: فلما طالَ ذلك نسيَ الشيخُ فكانَ يُقرأ عليه فيُخبره ويُحدِّث به في جملةِ حدِيثه، عن عَمرو بن شعيب.
وقال ميمون بن الأصبغ: سمعتُ ابن أبي مريم، يقول: حدثنا القاسم بن عبد الله بن عُمر، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنَّ النبيَّ، قال: «إذا رأيتُمُ الحَريق فَكَبِّروا فإنه يطفئه». قال ابن أبي مريم: هذا الحديث سمِعَهُ ابنُ لهيعة من زياد بن يُونُس الحَضْرَمي رجلٍ كان يسمَع معنا الحديث عن القاسم بن عبد الله بن عُمر، فكان ابنُ لهيعة يَسْتَحسِنه، ثم إنه بَعْدُ قال: إنه يرويه عن عَمرو بن شعيب.
ابن لهيعة يثبت السماع فينظر في سنده: وقال يحيى بن بُكَير: قيل لابنِ لَهِيعة: إنَّ ابنَ وَهْبٍ يزعم أنَّكَ لم تسمع هذه الأحاديث من عَمرو بن شعيب، فضاقَ ابنُ لهيعة، وقال: ما يُدري ابنَ وَهْبٍ، سمعتُ هذه الأحاديث من عَمرو بن شعيب، قبل أن يلتقي أبواه.
التدليس: قال أبو جعفر العُقيلي، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عليّ، قال: سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل وذكر ابنَ لهيعة، فقال: كان كَتَبَ عن المثنى بن الصَّبّاح، عن عَمرو بن شُعَيب وكان بَعْدُ يُحَدِّثُ بها عن عَمرو بن شُعيب نفسِه، وكان ليث أكبر منه بسنتين. فهذا يثبت أنه مدلس.
الاختلاط بسبب احتراق كتبه: قال أبو الحسن المَيْمُونيُّ، عن أحمد بن حبنل، عن إسحاق بن عيسى: احترقت كُتُب ابن لَهيعة سنة تسع وستين ولقيتُهُ سنةَ أربع وستين، وماتَ سنة أربع وسبعين، أو ثلاث وسبعين.
وقال البخاري، عن يحيى بن بُكَير: احترقَ منزلُ ابن لهيعة وكُتُبُه في سنة سبعين ومئة.
¥