[مصادر السنة ومناهج مؤلفيها للدكتور الشريف حاتم العوني (1) صحيح البخاري]
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 11:19 ص]ـ
سْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء ن والمرسلين، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأسأل الله (أن يبارك لنا في العلم، والعمل، وأن يجعل خطواتنا إلى هذه الدروس في موازين الحسنات، وأن يُخْلِصَ النَّوايا، (ويتقبل الأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ستكون دورتنا هذه بإذن الله تعالى بعنوان " مصادر السنة، ومناهج مصنفيها ") ((1) ما بين القوسين سَقْطٌ مِنْ الْمَسْموع، وأَكملنا السِّياق بما يُناسب.1).
والمقصود بمصادر السنة: الكتب التي جَمَعَتْ سنة النبي عليه الصلاة والسلام واعْتَنَتْ بها وبعلومها على مختلَف أوجه التصنيف فيها.
يعني: السنة هناك مؤلفات كثيرة فيها وهناك وجوه من التصنيف وطرائق للتصنيف فيها مختلفة.
ولقاءاتنا هذه ستكون حول هذه المصادر التي اعتنت بسنة النبي عليه الصلاة والسلام وأَلَّفَتْ في هذه الوجوه المختلفة من وجوه التصنيف فيها.
والغرض من هذه اللقاءات هو: التعريف بهذه المصادر المتنوعة وبطريقة تأليفها وبأغراض مؤلِّفيها ليتمكن طالب العلم من الاستفادة من هذه الكتب الاستفادة الصحيحة؛ لأن المرء إذا عرف منهج المؤلف ومقصده، وغرضه من التأليف، استطاع أن يستثمر ويستفيد من هذا الكتاب الاستفادة الصحيحة، وإذا أقدم عليه لا يُقدِم عليه وكأنه أمر مجهول لا يَعرف حقيقته بل يُقدم عليه وهو يعرف لِمَا اختار هذا الكتاب دون غيره، وماذا سيجد في هذا الكتاب، وما الذي لا يُتَوقع أن يوجد في مثل هذا الكتاب، فهو يُقدم عليه على علم، وبينة وهذا أمر ضروري لطالب العلم حتى لا يضيع وقته دون فائدة، وحتى يستطيع أن يستثمر قراءته في كتب السُّنة الاستثمار الكامل الصحيح.
ولا أُخفي سرًّا - كما يقال - إذا قلتُ بأن حُسْنَ التعامل مع مصادر السنة في الحقيقة هو نصف هذا العلم إن صح التعبير؛ لأن الباحث الذي يحسن التعامل مع المصادر وله اطِّلاعٌ كاملٌ على هذه المصادر وعلى مناهجها هو الذي سيستطيع أن يؤلف وأن يُحضِّر وأن يتعامل مع هذه الكتب التعامل الصحيح، وبالتالي يستطيع أن يصل إلى نتائج في هذا العلم تَفُوق غيره ممن لا يُحسن التعامل مع مثل هذه الكتب.
وقد اخترتُ أن أَبْتَدِئ في الكلام عن مصادر السنة بقِمَّة هذه المصادر وبأعلاها وهي كتب الصِّحاح، الكتب التي اشترطت الصحة.
وهناك دورة سابقة كانت قبل أسابيع من الآن عنوانها كعنوان هذه الدورة، لكن مضمونها مختلف تمامًا عن مضمون هذه الدورة، وكانت في مكة زادها الله تشريفًا وتعظيمًا، كانت حول تاريخ التصنيف أو تاريخ وجود التصنيف في السنة النبوية، وهناك تكلمت عن مصادر السنة لا من جهة أنواع التصنيف كما أنني أفعله الآن، وإنما عن طريقة نُشوء التصنيف؛ ما هي أوائل المصنفات في السنة؟ ما هي أسباب وجود هذه المصنفات؟ ما هي الأغراض التي حَرَّفَتْها في كل فترة من الفترات؟ وهكذا؛ عَرْضٌ تاريخي لمصنفات السنة.
أما الذي ننوي أن نقوله في هذه اللقاءات فهو: الكلام عن مصادر السنة ووجوه تصنيفها، وأهم المؤلفات لكل وجه من وجوه التصنيف ومنهج هذه المؤلفات.
فإذا أتينا إلى الكتب الصحاح لا شك أَنَّ قمة كتب الصحاح ما هو؟
- " صحيح البخاري "، أصلًا إذا قلنا مصادر السنة أول ما يبتدر بالذهن كتاب الإمام البخاري عليه رحمة الله، فهو أول كتاب سنحاول أن نتعرف عليه وعلى منهجه بشيء مما يُعين على الاستفادة من هذا الكتاب الاستفادة الصحيحة الكاملة بإذن الله تعالى قدر المستطاع وحسب ما يسمح به الوقت.
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 11:25 ص]ـ
نبتدئ كالعادة بإعطاء نُبذة سريعة عن الإمام البخاري وإن كان الإمام البخاري معروفًا عند طلبة العلم، لكن لا بد أن نذكر هذا الإمام بشيء من الترجمة وفاءً بحقه في أقل تقدير.
فهو: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بَرْدِزْبَة الجعفي مولاهم البخاري.
¥