تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم يقول: " فإذا نحن تقصَّيْنا أخبار هذا الصِّنف من الناس أَتْمَمْناها أخبارًا يقع في أسانيدها بعض من ليس بالموصوف بالحفظ والإتقان كالصنف المتقدِّم قبلهم، وإن كانوا فيما وصفنا دونهم فإن اسم السِّتر والصدق وتعاطي العلم يشملهم، كعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، وليث بن أبي سليم وأضرابهم من حُمَّال الآثار ونُقَّال الأخبار، فهم وإن كانوا بما وصفنا من العلم والستر عند أهل العلم معروفين، فغيرهم من أقرانهم ممن عندهم ما ذكرنا من الإتقان والاستقامة في الرواية يفضلونهم في الحال والمرتبة؛ لأن هذا عند أهل العلم درجة رفيعة وخصلة ثَنِيَّة ".


هنا يصرح أنه سيُخرج أولًا ويعتني أولًا بالطبقة الأولى وهي: المتقنون الحفاظ، ثم يقول إذا أخرجتُ رواية هؤلاء قد أُخْرج أيضًا لمن كان دونهم في الحفظ والإتقان وهم آخر مراتب القبول.
فهؤلاء الرواة الذين سماهم عند مسلم هم في آخر مراتب القبول، ولذلك يقول: " فإن اسم الستر والصدق وتعاطي العلم يشملهم ". وأنبه هنا أن المقصود بالسِّتْر ليس المقصود به ما اصطلح عليه المتأخرون من أن المستور هو: القسم الأول من المجهول وهو من روى عنه راويان عدلان ولم يُجْرَح ولم يُعَدَّل؛ هذا هو المستور عند المتأخرين عند ابن الصلاح. ليس هذا هو المقصود بالستر هنا وإنما المقصود بالستر هنا أنه لم يُعرف عنه الفِسق.
فهذا القسم من الرواة هم كما ذكرنا هم الرواة الخفيفون الضبط، على كل حال كلام الإمام مسلم ظاهر والأمثلة التي ذكرها تدل على ذلك.
أما بالنسبة لهؤلاء الذين ضرب بهم المثل وهم:
1 - عطاء بن السائب: فهو راوٍ اختَلَط؛ فروايته قبل الاختلاط مقبولة وروايته بعد الاختلاط ضعيفة، ومسلم لم يُخرج له في الصحيح أبدًا، مع أنه ضرب به المثل لكنه لم يُخرج له في الصحيح أبدًا.
2 - وأما يزيد بن أبي زياد: فهو راوٍ فيه خلاف كبير، والراجح أنه حَسَن الحديث، خاصة إذا صرَّح بالسماع، ولم يرو له مسلم إلا حديثًا واحدًا متابعةً، لم يُخرج له مسلم إلا حديثًا واحدًا في المتابعات.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير