تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيًا: أيضًا دليل آخر غير كلام الأئمة وغير إعلال مسلم الصريح، مع أنه في الحقيقة إعلال مسلم الصريح في " الصحيح " هذا كافٍ لإثبات أنه قد وَفَّى بشرطه وأنه لم تَخْتَرِمْهُ المنية، وأدلة ذلك متعددة، لكن أيضًا هناك حديث أخرجه مسلم في " الصحيح " وهو نفسه أعلَّه في كتابه " التمييز "، هذا الحديث هو الحديث رقم [1669] وأعله الإمام مسلم في كتابه " التمييز " ((1) انظر التمييز (ص 191، 192).1)؛ هذا حديث آخر أخرجه مسلم في الصحيح وأعله هو نفسه في " التمييز ".

طبعًا قضية أنه اخْتَرَمَتْهُ المنية ولم يُكمل " الصحيح " هذا فيه بُعد؛ لأن مسلم كما ذكرنا انتهى من تأليف " الصحيح " سنة كم؟ مائتين وخمسين، كم مكث حتى توفي؟ إحدى عشرة سنة؛ لأنه توفي سنة مائتين وواحد وستين، ففي خلال الإحدى عشرة سنة هذه ما استطاع أن يُكمل الكتاب؟! هو أَلَّفَ الكتاب كاملًا في خمس عشرة سنة، فإحدى عشرة سنة لا تكفي لإكمال المشروع؟! أضف إلى ذلك أن راوي " الصحيح " عنه – الذي هو إبراهيم محمد بن سفيان الذي يروي " صحيح مسلم " – انتهى من سماع " صحيح مسلم " سنة مائة وسبعة وخمسين، يعني انتهى من سماع " الصحيح " قبل وفاة مسلم بأربع سنوات.

أيضًا هذا دليل آخر أن كلام الحاكم – الحقيقة – ومن تَبِعَهُ مستبعَد غاية الاستبعاد.


ثالثًا: ثم أيضًا من الأدلة الصريحة والواضحة: أن بعض الأحاديث التي أخرجها مسلم ظاهرة العلة لا يمكن أن يختلف فيها اثنان أنه لا يمكن أن يُصَحَّح كلا الحديثين، أوضح مثال لذلك حديث صلاة الكسوف؛ حيث أخرجه الإمام مسلم من حديث عائشة أن صلاة الكسوف صفتها - طبعًا قبل ذلك نقرر أن صلاة الكسوف إنما صلاها النبي عليه الصلاة والسلام على الصحيح مرة واحدة في حياته يوم وفاة ابنه إبراهيم - كما هو مشهور في قصة مشروعية صلاة الكسوف، ومع ذلك أورد الإمام مسلم ثلاث صفات لهذه الصلاة، هي صلاة واحدة ومع ذلك أورد لها ثلاث صفات.
والصفة الأولى التي هي الصفة المشهورة: رُكُوعَانِ فِي كل ركعة؛ هذه الصفة الأولى وهي حديث عائشة. وأخرجه أيضًا من حديث عائشة أنها ست ركعات؛ يعني في كل ركعة ثلاث ركوعات. وأخرجه من حديث جابر أنها أيضًا ست ركعات؛ يعني في كل ركعة ثلاث ركوعات. وأخرجه من حديث ابن عباس برواية مثل حديث عائشة، ورواية أخرى أنها ثماني ركعات؛ يعني في كل ركعة أربعة ركوعات.
يعني: حتى لا يأتي إنسان ويقول: ما أدراكم أن النبي عليه الصلاة والسلام ما صلى صلاة الكسوف إلا مرة واحدة، مع أن هذا بعض أهل العلم نقل عليه الإجماع؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير