تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن قرأ مقدمة التهذيب علم أن الامام ابن حجر العسقلانب لم يلتزم استيعاب جميع الرواة ويري حافظ أن ذلك شيئ خارج عن مقصود كتب " الجرح والتعديل " ولذا نري أنه كلما ينهي الشيوخ المروي عنهم في كثير من التراجم يقول " وخلق " و"جماعة" و "آخرين" وكذا في التلاميذ وكذا فعل في ابن لهيعة كما تري وأثني عليه كثير من العلماء لسعة علمه وجده في طلبه وتوفي سنة أربع وسبعين ومائة علي الراجح.

وأكتفي بهذا القدر خشية الاطالة في هذه العجالة.

المبحث الثاني

(البحث عن الاسباب التي طعن بها ابن لهيعة وتحقيق الكلام فيها)

اتفق الائمة علي عدالة الامام القاضي عبد الله بن لهيعة وسلامة عقيدته وكان امام عصره بمصر. وكان طلابا للعلم جماعا له وكان من أئمة الفضلاء. ولكن العدالة وسلامة العقيدة ان لم يقترن بها الضبط التام لاتقبل روايته بل ان اشتدت الاوهام وفحثت تترك عنه الرواية. وكثير من الأئمة الذين شهد لهم الأئمة النقاد بالعلم والفضل وعلو المنزلة ضعفوا من جهة الحفظ كالامام ابي حنيفة النعمان بن ثابت واتفقت الأئمة علي سوء حفظه الامن شذ من المتعصبة المتأخرين كالكوثري وقد رد عليه الامام المعلمي الباني ردا شافيا في كتابه (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل) وكذا امامنا المترجم له قد جرح بثلاثة أوجه:-

الأول:- سوء الحفظ ضعفه به بعض الأئمة معللين له بأنه كان سيئ الحفظ من صغر سنه وأنه لم يعرض له بعد الاحتراق.

الثاني:- التدليس طعن به الامام ابن حبان في كتابه (الضعفاء) بعد سير رواياته وغيرهم من ائمة المتأخرين.

الثالث:- الاختلاط. في هذه المسألة ثلاث طوائف. طائفة من العلماء قالوا باحتراق كتبه كاها ولم يستثنوا منها شيئا.وطائفة منهم نفوا احتراق كتبه. وطائفة قالوا باحتراق بعض أصوله. وهنا طائفة من العلماء اضطربت أقوالهم تارة قالوابالاحتراق وتارة نفوه

ومنهم من جرحه بسوء الحفظ والتدليس جميعا. والذين قالوا بتضعيفه باختلاطه اختلفوا في قبول رواية القدامي عنه. منهم من وقف عند العبادلة فقط. ومنهم من توسع وزاد عليهم. فالمسألة اذا شديدة الخلاف. فالترجيح من مثل هذا التلميذ الضعيف صعب ولكني سأحطفل ما استطعت. وما لم يترجح لي أذكر فيه الخلاف فقط وأترك الترجبح لأهله وما توفيقي الا بالله.

الفصل الأول

(الاختلاط)

الباب الاول:- التعريف عن الاختلاط

الاختلاط لغة:- قال ابن منظور " اختلط فلان أى فسد عقله ورجل خلطبينه الخلاطة:- أحمق مخالط العقل. ويقال خولط الرجل فهو مخالط واختلط عقله فهو مختلط اذا تغير عقله " (لسان العرب 7/ 294,295)

الاختلاط اصطلاحا:- قال الامام السخاوى تلميذ الحافظ " وحقيقته فساد العقل وعدم انتظام الاقوال والافعال اما بخرف أو ضرر أو مرض أو عرض من موت ابن وسرقة مال كتب كابن لهيعة أو احتراقها كابن الملقن " (فتح المغيث 3/ 366)

وقد ذكر الامام ابن الصلاح الشهرزوري في كتابه (علوم الحديث) المشهور بمقدمة ابن الصلاح ستة عشر راويا اختلطوا باسباب شتي وذكر في بعضهم بعض من سمع منهم قبل الاختلاط وفي بعضهم بعض من سمع منهم بعد الاختلاط وذكر في آخر هذاالباب:- " ان ما كان من هذا النوع محتجا بروايته في الصحيحي أو احدهما فانا نعرف على الجملة ان ذلك مما تميز وكان مأخوذا عنه قبل الاختلاط والله أعلم " وقد شرح قوله الامام عبد الرحيم بن حسين العراقي شيخ الحافظ فأطال (التقييد والايضاح شرح المقدمة ص 412) وللزيادة من المعلومات هاك ثلاثة كتب مشهورة

1. الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث للامام ابن كثير شرحه الامام أحمد محمد شاكر (ص 229)

2. " فتح المغيث شرح ألفية العرافي في الحديث " 3/ 365) للامام السخاوى

3. " تنقيح الانظار مـ ع شرحه توضيح الافكار " (2/ 502) للامام الضعاني

الباب الثاني:- حادثة احتراق الكتب

قد أشرت في تمهيدي لهذا المبحث الي اختلاف أقوال الأئمة في هذه المسألة والآن سأنقل كلامهم وأقوالهم فيها ثم أذكر القول الراجح الذي يبدو لي – ان شاء الله بالمقارنة

(1) العلماء الذين قالوا باحتراق كتبه كلها.

(1) قال الامام البخارى عن يحي بن بكير " احترقت كتب ابن لهيعة سنة سبعين ومائة " (سير أعلام النبلاء7/ 360 و تهذيب التهذيب 5/ 329)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير