تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(1) قال عثمان بن صالح " ما احترق كتبه ما كتبت من كتاب عمارةبنغزية الا من أصل ابن لهيعة بعد احتراق داره غير ان بعض ما كان يقرأ منه احترق ولا أعلم أحدا بسبب علة ابن لهيعة مني. أقبلت انا وعثمان بن عتيق بعد الجمعة فوافينا ابن لهيعة أمامنا علي حمار فأفلج وسقط فبدر ابن عتيق اليه فأجله وصرنا به الي منزله وكان ذلك أو سبب علته " (رواها العقيلي عن ابنه يحي بن عثمان في الضعفاء 2/ 695)

(2) قال اسحاق بن عيسى الطباع " ما احترقت أصوله انما احترق بعض ما كان يقرأ منه يريد ما نسخ منها " (سير أعلام النبلاء 7/ 367)

(3) قال الامام الذهبي " والظاهر أنه لم يحترق الا بعض أصوله " (سير أعلام النبلاء 7/ 368)

يتبين من قول يحي ابن بكير واسحاق بن عيسى الطباع أن حادثة احتراق الدار قد وقعفي سنة تسع وستين او سبعين – ان كانت وقعت – الآن بعد سرد هذه الاقوال تتبين المسألة بأجوبة على أربعةأسئلة آتية:-

1. هل قصة احتراق دارابن لهيعة صحيحة؟

2. اذا كانت صحيحة هل تعرضت له كتبه؟

3. اذا كانت تعرضت للاحتراق هل احترقت كله أو البعض منها احترقت؟

4. هل من الصحيح قول من قال " لم تحترق أصوله انما احترقت بعض ما كان يقرأ عليه؟

والذى يترجح عندى – والله أعلم – أن حادثة احتراق الدار صحيحة. لأن يحي بن بكير والليث بن سعد وعثمان بن صالح سعيد بن ابي مريم وقتيبة بن سعيد وهم معاصروه وبلديوه ورووا عنه قد أثبتوا احتراق الدار في الجلة. وسعيد بن ابي مريم قال بنفيه أيضا ولكن حين نجمع بين قوليه يمكن ان يقال " انه قال باثباته بعد ان كان لم يعرفه فنفاه " وكذا اثبت احتراق الدار اسحاق بن عيسى الطباع وعبد الرحمن بن يوسف بن خراس ويحي بن معيب وعموبن علي الفلاس وهم وان لم يكونوا بلدييه ولكنهم عاصروه واسحاق قد روى عنه قد أثبتوا الحادثة فلا شك في صحة الحادثة. ويحي بن معين قال بنفيه أيضا كسعيد بن ابي مريم فيقال فيه ماقيل في سعيد هؤلاء تسعة من الائمة. واما الذين نفوه من أهل بلده في قائمتنا التي قدمناها آنفا فهم أحمد بن صالح وهو بلديه ومعاصره وابو يحي حسان بصري عاصره ولقيه وقد يكون آخرون كما يقول الامام ابن سعد ويحي بن معين في أحد قوليه المتقدمين. وجوابنا علي ذلك أن تسعة من الأئمة ومنهم خمسة بلديوه قد أثبتوا حادثة الاحتراق في الجملة والمثبة ممقدم علي النافي ومن علم حجة علي من لم يعلم واذا تحرر لنا هذا فلنعد الي السؤال الثاني ولنجب عليه فأقول ان الأئمة يحي بن بكير والليث بن سعد وسعيد بن ابي مريم وقتيبة بن سعيد صرحوا باحتراق كتب ابن لهيعة وهم بلديوه معاصروه الذين رووا عنده وعثمان بن صالح وهو بلديه وروى عنه كما تقدم نفي احتراق الاصول وقال باحتراق بعض ماكان يقرء عليه وأثبته بقوله " ما كتبت من كتاب عبارة بنغزية الا من اصل ابن لهيعة بعد احتراق داره غير ان بعض ما كان يقرأ منه احترق ..... " وفي (الضعفاء) للعقيلي قال " معاذ الله أن يكون سيئ من ذلك ..... " ونحو÷ والراجح أن معظم كتب ابن لهيعة أصولا كانت او فروعا احترقت وقد يكون بعض الاصول لم تتعرض للاحتراق مثل ما قال عثمان بن صالح. وبه نوفق بين الاقوال ولا ندعه حين الاشكال ونسلم من الاعتراض – ان شاء الله - وبه كنا قد أجبنا علي جميع الاسئلة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وأما أحمد بن صالح فيرى الاضطرابات والاوهام التي انتقد بها الامام ابن لهيعة من قبل الرواة عنه فقال "كنت أكتب حديث أبي الاسود في الرق ما أحسن حديثه عن ابن لهيعة قال (هو يعقوب بن سفيان الراوى عنه) فقلت له " ويقولون سماع قدسم وحديث فقال ليس من هذا شيئ ابن لهيعة صحيح الكتاب وانما كان أخرج كتبه فأملي علي الناس حتي كتبوا حديثه املاء فمن ضبط كان حديثه حسنا الا أنه كان يحضر من لا يحسن ولا يضبط ولا يصحح ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا ولم ير له كتاب وكان من اراد السماع منه استنسخ ممن كتب عنه وجائه فقرئه عليه فمن وقع نسخة صحيحة فحديثه صحيح ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير وكل من روى عنه عن عطاء بن أبي رباح فانه سمع من عطاءوروى عن رجل عن عطغاء وعن رجلين عن عطاء وعن ثلاثة عن عطاء فتركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء " (تهذيب التهذيب5/ 330)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير