وحتي الآن قد حصلنا علي نتيجتين الاولي:- أن معظم أصول ابن لهيعة قد احترقت الثانية:- أن ما كان من أحاديثه قبل اختلاطه يحسن ولا يصحح والآن بقي مسألة التدليس واذا ثبت التدليس فيه فلا يحسنحديثه حتي يصرح بالتحديث ولنبحث عنه في الفصل الآتي:-
الفصل الثالث
(التد ليس)
الباب الاول:- التعريف عن التدليس
التدليس لغة:- " هو مشتق من الدلس وهو الظلام قاله ابن السيد وكأنه أظلم أمره علي الناظر لتغطية وجه الصواب فيه " قاله الحافظ ابن حجر (النكت علي كتاب ابن الصلاح 2/ 614)
وهو أنواع منه: تدليس الاسناد - وهو ان يروي الراوي كمن لقيه ما لم يسمع منه أو عمن عاصره ولم يلقه موهما أنه قد سمعه منه " (الباعث الحثيث مع تعليق الالباني عليه 1/ 172)
والامام ابن الصلاح قد ادخل الارسال الخفي في تعريفه هذا بقوله " عمن عاصره ولم يلقه أشار اليه الحافظ في (نزهة النظر)
ومنه تدليس الشيوخ " هو الاتيان باسم الشيخ أوكنميته علي خلاف المشهور به تعمية لامره " (المصدر السابق 1/ 176)
ومنه تدليس العطف ومنه تدليس السكوت ومنه تدليس البلدان أنظر المصدر السابق
الباب الثاني:- تفصيل كلام الامام ابن حبان فثي ابن لهيعة بأنه مدلس.
هذه طعنة أخرى انتفد بها الامام ابن لهيعة وقبل الشروع في المقصود أقول رأيت دكتورا ا سمه ادم أحمد محمد البازي - حفظه الله – علق علي حديث فبه ابن لهيعة في دراسته كتاب (شرح معاني الآثار) وليس الراوى عنه من القدماء فقال " .......
عبد الله بن لهيعة صدوق مدلس من مدلسي المرتبة الخامسة " ثم أعل الحديث به. واكتفائه تضعيفه بالتدليس فقط غير جيد لأنه ولو صرح بالتحديث ولا يصرح الحديث مقبولا لأن الراوي عنه من المتأخرين فيبقي الحديث علي ضعفه الله أعلم وأرجع الي موضوعنا.
قال الامام ابن حبان:-" كان شيخا صالحا ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه ثم احترقت كتبه في سنة سبعثين ومائة قبل موته بأربع سنين وكان أصحابنا يقولون ان سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة فسماعهم صحيح ومن سمع منه بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشيئ وكان ابن لهيعة من الكتابين للحديث والجماعين للعلم (كتاب الضعفاء والمجروحين 2/ 11)
ثم قال قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرئيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودا ومالا أصل له من رواية المتقدمين كثيرا فرجعت الي الاعتبار فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفي عن أقوام راهم ابن لهيعة ثقات فالتزقت تلك الموضوعات به " (المصدر السابق 2/ 12)
هكذا في كتاب ابن حبان ولعله خطأ مطبعي وفي تهذيب ابن حجر " عن أقوام ضعفاء علي أقوام ثقات قدراهم " وهو المناسب للسياق الله أعلم. ثم قال واما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها مناكير كثيرة وذاك أنه لا يبالي ما دفع اليه قرائة سواء كان ذلك من حديثه أو غير حديثه فرجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الاخبار المدلسة في الضعفاء والمتروكين ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه لما فيه مما ليس من حديثه " (المصدر السابق 2/ 13) وهذا الذي ذكره الامام ابن حبان موجود في كثير من أحاديثه أما ما قاله أنه كان لا يبالي ما دفع اليه قرائة سواء كان ذلك من حديثه أوغير حديثه فمشهور عنه. وقد وضعه الامام ابن حجر العسقلاني في الطبقة الخامسة وهي الطبقة التيأهلها مدلسون وجرحوا بأمر اخر. فقال ابن حجر "عبد الله بن لهيعة السحضرمي قاضي مصر اختلط في اخر عمره وكثر عنه المناكير في روايته " (طبقات المدلسين 1/ 54)
وقال الامام السيوطي" وصف بالتدليس " (أسماء المدلسين رقم 29)
وذكره الشيخحمادبن محمد الانصاري في (اتحاف ذوى الرسوخ بمن رمي بالتدليس من الشيوخ رقم 70)
والصحيح ماقاله الامام ابنحبان وقد سبر أحاديثه وتوصل الي هذه النتيجة وأقره عليه الحافظ وهذهتظهر بالمقارنة فمن كان أهلا له فليفعل والا فالتمسك بهذين الامامين أولي فانها حجة في علم الحديث. الله أعلم
الباب الثالث:- المدلس اذاروى من كتابه هل يدلس؟
¥